الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق 17 ربيع الأول 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

العلاج الكيميائي الأكثر وصفًا.. هل يسبب دوكسوروبيسين تلفا خطيرا في القلب؟

الإثنين 22/يوليو/2024 - 08:00 ص
العلاج الكيميائي
العلاج الكيميائي


لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن كيفية تسبب دوكسوروبيسين، وهو دواء للعلاج الكيميائي عمره 50 عامًا، في آثاره الجانبية الأكثر إثارة للقلق.

بالرغم من أن هذا العلاج مسؤول عن إنقاذ العديد من الأرواح، إلا أنه يتسبب أحيانًا في تلف القلب الذي يؤدي إلى تصلب القلب ويعرض مجموعة فرعية من المرضى لخطر الإصابة بقصور القلب في المستقبل، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

لفهم مثل هذه المضاعفات والسيطرة عليها بشكل أفضل، قام الباحثون في كلية الطب بجامعة تافتس وكلية الدراسات العليا للعلوم الطبية الحيوية بعزل الخلايا المناعية التي تصبح مفرطة النشاط عندما يتناول المرضى دوكسوروبيسين.

نشرت النتائج التي توصل إليها الفريق في مجلة Nature Cardiocular Research.

دوكسوروبيسين

يعد دوكسوروبيسين الخيار الأفضل لأطباء الأورام كخط دفاع أول ضد أنواع السرطان المختلفة بسبب قدرته على إبطاء أو إيقاف انقسام الخلايا وبالتالي نمو الورم.

ثبت أن الدواء يمكن أن يحفز الاستجابة الالتهابية في القلب، ولكن لا يوجد تدخل فعال على نطاق واسع في منع ذلك، وليس من الواضح كيف يحدث ذلك أو لماذا، لذلك يحاول علماء جامعة تافتس سد هذه الفجوات.

وجد بحثهم مستويات مرتفعة من الخلايا التائية CD8 + السامة للخلايا القوية التي تقتل الفيروسات - وهي نوع من الخلايا المناعية - وجاذباتها الجزيئية في دم الفئران السليمة بعد بدء استخدام دوكسوروبيسين.

تم تأكيد هذه الملاحظة أيضًا في العشرات من مرضى سرطان الغدد الليمفاوية في الكلاب والبشر.

وأظهر المزيد من نماذج الفئران أن هذه الخلايا التائية لم تنتقل إلى القلب وتتفاعل بشكل مباشر مع أنسجة القلب فحسب، بل إن إزالتها تخفف من التهاب القلب والتليف - وهو تندب عضلات القلب بسبب الإصابة.

يقول المؤلف الأول آبي باير، وهو طالب في جامعة تافتس: "دراستنا هي الأولى التي تظهر أن نوع معين من الخلايا يمكن أن يسبب التهابًا مزمنًا في القلب بعد علاج دوكسوروبيسين، وهي المرة الأولى التي تتورط فيها الخلايا التائية في هذا المرض".

وأوضح: "هذا يشير إلى أن منع الخلايا التائية من الدخول إلى القلب قد يكون استراتيجية لصنع دواء لمنع الضرر القلبي المرتبط بالدواء".

اكتشف باير وزملاؤه أن شيئًا ما يتعلق بالدوكسوروبيسين يتسبب في خلل في خلايا CD8 + T من خلال جعلها تتعرف على شيء ما في القلب على أنه غريب، مما يؤدي إلى فرط نشاطها.

لم يتم بعد تحديد السبب وراء قيام عقار العلاج الكيميائي بسحب الخلايا التائية من الدم لمهاجمة أنسجة القلب، ولكن هذا سيكون محور العمل المستقبلي.

ووجد فريق البحث أنه بمجرد دخول الخلايا CD8 + T إلى القلب، يمكن أن تسبب تغييرات في العضو، مما يترك أنسجة القلب متندبة ومتليفة للغاية وأقل قدرة على الأداء.

أظهر بحثهم أن الخلايا التائية في الفئران تطلق جزيئات من المفترض أن تسبب موت الخلايا، والتي تهدف عادةً إلى مكافحة الفيروسات والغزاة الآخرين، لكن هذه الجزيئات تسبب التليف وتصلب القلب، مما يمنعه من الانقباض بشكل جيد.

تقول كبيرة الباحثين بيلار ألكايد: "يهدف هذا العمل إلى منع الناس من الموت، سواء بسبب أمراض القلب أو السرطان، وهذا يعني ضمان أن الناس يمكنهم تناول أدوية العلاج الكيميائي القوية بأمان".

وأضافت: "على الرغم من أننا لا نعرف كيف ستبدو الحلول، إلا أن هذه الدراسة تفتح العديد من الأبواب لاستراتيجيات الوقاية المحتملة التي تحمي القلب بينما تسمح لهذا الدواء بأن يكون فعالًا ضد الخلايا السرطانية".

بالإضافة إلى التحقيق في كيفية منع خلايا CD8 + T من دخول القلب دون التأثير على قدرة دوكسوروبيسين على مكافحة السرطان، فإن الأبحاث المستقبلية للفريق سوف تستكشف أيضًا ما إذا كانت الجزيئات التي تجذب الخلايا التائية إلى القلب، والتي تسمى الكيموكينات، يمكن أن تكون بمثابة المؤشرات الحيوية لمراقبة أو التنبؤ بأضرار القلب، مما يسمح بخطط علاج أكثر تخصيصًا وأمانًا للمرضى.