نتائج هائلة للبروبيوتيك بشأن علاج التصلب المتعدد.. ماذا حدث؟
أُجريت دراسة على الفئران أثبت فيها العلماء أن البروبيروتيك (المكملات الغذائية التي تحتوي على مِكروبات حية) المصمم خصيصًا، يمكن أن يساعد على تقليل التهاب الدماغ المرتبط بـ التصلب المتعدد تشير الدراسة إلى علاجات محتملة جديدة للحالات المزمنة التي يصعب علاجها والتي قد تكون بسيطة مثل تناول حبوب منع الحمل.
قد يبدو الأمران منفصلان تمامًا، لكن مجموعة متزايدة من الأبحاث تظهر أن الأمعاء والدماغ متشابكان بشكل أعمق مما كنا نعتقد. قد تبدأ الأمراض العصبية مثل مرض الشلل الرعاش والزهايمر في الأمعاء، ويبدو أن الصحة عبارة عن طريق ذو اتجاهين بينهما.
القناة الهضمية وعلاقته بعلاج التصلب المتعدد
خلال هذه الدراسة، عمل مجموعة من الباحثين في كلية الطب بجامعة هارفارد بريجهام ومستشفى النساء، على معرفة كيفية استهداف القناة الهضمية يمكن أن يساعد في علاج مرض التصلب العصبي المتعدد باعتباره أحد أمراض المناعة الذاتية، حيث تهاجم جهاز المناعة طبقة المايلين الواقية للأعصاب، ويصعب علاج هذه المشكلة بسبب الحاجز الدموي الدماغي الذي لا يمكن اختراقه والذي يمنع معظم الجزيئات، بما في ذلك الأدوية.
عمل الفريق على دراسة الخلايا المناعية الشائعة في الجهاز الهضمي والمساحات المحيطة بالدماغ التي تساعد الجهاز المناعي على التمييز بين مسببات الأمراض الخطيرة والجزيئات غير الضارة، بما في ذلك خلايا الجسم نفسه. ومن خلال القيام بذلك، اكتشفوا مسارًا كيميائيًا حيويًا يمكن للخلايا الجذعية استخدامه لمنع تلف المناعة الذاتية.
وبفحص دقيق، وجد الباحثون أن الخلايا الجذعية تنتج جزيئًا يسمى اللاكتات لتحفيز نظام الكبح هذا. لذلك، قاموا بهندسة البكتيريا وراثيًا لإنتاج اللاكتات، ثم اختبروها على الفئران المصابة بمرض يشبه مرض التصلب العصبي المتعدد لمعرفة ما إذا كان من الممكن استخدامها كبروبيوتيك لتقليل الآثار الضارة.
ومن المؤكد أنهم وجدوا أن اللاكتات يثبط هجمات المناعة الذاتية للخلايا التائية لدى الحيوانات، مما يقلل من آثار المرض في الدماغ. والأهم من ذلك، أنه لم يتم العثور على أي من البكتيريا في مجرى الدم، مما يشير إلى وجود نوع من الإشارات البيوكيميائية التي تحدث بين الأمعاء والدماغ.
ليس من الضروري إذا نجحت أي تجربة على الفئران أن يحدث ذلك مع البشر، ولذلك يجب الكثير من العمل قبل استخدام هذا العلاج بشكل طبيعي، وفق البحث الذي نُشر في مجلة Nature.