بديلًا عن الأنسولين.. غضب علمي بشأن ترويج الإعلامي محمود سعد لغذاء يعالج السكر
أثارت حلقة الإعلامي محمود سعد، مع الدكتور ضياء العوضي، أستاذ الرعاية المركزة طب عين شمس واستشاري التغذية العلاجية، جدلا كبيرا فيما يخص نظام التغذية الخاص بمرضى السكري النوع الأول والثاني، فقد ركزت الحلقة على برتوكول غذائي يستهدف خفض معدل الأدوية بشكل تدريجي لمرضى السكر والضغط والقولون العصبي، ومن ضمن هذه الأدوية الأنسولين، الأمر الذي يعد خطرا كبيرا على صحة المريض ويعرضه لمشاكل صحية، وهذا ما سوف نتناوله في حوارنا مع كشفت الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء، بطب قصر العينى.
غضب علمي بشأن ترويج الإعلامي محمود سعد لغذاء يعالج السكر
وردا على ما تم الترويج له في الحلقة حول أن أحد المرضى المصابين بالسكر كان يعاني من قرحة تحتاج إلى بتر أحد أصابعه؛ لأن مستوى السكر يتجاوز الـ 600، ولكن باتباع البروتوكول الغذائي وإيقاف الأنسولين ودواء الكوليسترول تخلص من القرحة، وذلك خلال شهر ونصف، أكدت الدكتورة إيناس شلتوت أن هذا يعد خطرا للغاية ولا يمكن وقف الإنسولين لمريض السكري النوع الأول.
وقالت الدكتورة إيناس شلتوت، أستاذ الباطنة والسكر والغدد الصماء بطب قصر العينى، إن مريض السكري النوع الأول لا يمكن أن يستغني عن الأنسولين، فهو غالبا ما يصيب الأطفال والشباب، ولكن في بعض الأحيان أيضًا يصيب البالغين وكبار السن.
وتابعت في تصريحات خاصة لـ«صحة 24»، أن السكر النوع الأول يحدث فيه قيام خلايا بيتا بتدمير مناعي، وبالتالي خلايا بيتا هي الخلايا المفرزة للإنسولين داخل الجسم، وهي خلايا موجودة في البنكرياس، وعندما يحدث هذا التدمير المناعي لخلايا بيتا تفقد قدرتها على إفراز كمية كافية من الإنسولين، أو قد لا تفرز الإنسولين على الإطلاق، وبالتالي يكون هناك نقص شديد في الإنسولين داخل الجسم.
وأكدت أن الأنسولين هو المنظم لعملية الأكل الذي نتناوله والذي يتحول إلى جلوكوز فالإنسولين مسئول عن إدخال الجلوكوز إلى الخلية لكي تقوم بأنشطتها؛ ونتيجة لذلك يكون مستوى السكر بالدم في المستويات الطبيعية.
وأشارت إلى أن سكر النوع الأول يكون هناك نقص شديد في الإنسولين داخل الجسم، وبالتالي علاجه لا بد وأن يكون إنسولين فقط، إذ يعطى مرضى السكر من النوع الأول نوعين من الإنسولين، نوع قاعدي طويل المفعول يعمل لمدة 24 ساعة، ونوع أخر يؤخذ مع الوجبات قصير المفعول أو فوري المفعول، يعطى للمريض قبل الوجبة مباشرة، ويقوم بتنظيم نسبة السكر في الدم بعد الوجبات، فجميع مرضى السكر من النوع الأول يجب أن يأخذوا إنسولين.
فهناك خطورة شديدة في حال توقف إعطاء الإنسولين لمرضى السكر من النوع الأول؛ إذ إن عدم إعطائه قد يتسبب فيحدوث يما يسمى "غيبوبة كيتونية" مع وجود حموضة في الدم فضلًا عن وجود خطورة على حياة المرضى.
مرض السكر النوع الثاني
وأشارت الدكتورة إيناس شلتوت، إلى أن مرضى السكر من النوع الثاني الذين يحتاجون الإنسولين أيضا؛ عادة ما يبدأ مرضى السكر من النوع الثاني العلاج بالأقراص، ولكن مع الوقت تفشل الأقراص في الحفاظ على مستوى السكر في الدم ويتعرض المريض للمضاعفات، وفي هذه الحالة نقول للمريض أنه لا بديل عن الإنسولين، ويستخدم الإنسولين بشكل مختلف عن مرضى السكرنم النوع الأول؛ إذ يمكن تناول أنسولين قاعدي طويل المفعول مع الأقراص أو يتناول إنسولين مخلوط مرتين في اليوم.
وأردفت بأنه في حالة كان هناك نقص شديد في إفراز الإنسولين داخل الجسم، يكون علاجه مثل علاج مرضى السكر من النوع الأول، ولكن الحقيقة أن أنواع العلاجات الحديثة قد قللت من استخدام الإنسولين بدرجة كبيرة في السكر من النوع التاني.
وقالت إن هناك أيضًا مرضى سكر من النوع التاني يحتاجون لاستخدام الإنسولين في فترات محددة مثل: السيدات الحوامل المصابات بالسكري، أثناء فترات المرض الحاد أو أثناء إجراء العمليات ودخول المستشفيات أو عند وجود جلطات في القلب أو وجود جلطات في المخ، فكل هؤلاء الأشخاص يجب أن يتناولون الإنسولين ولكن ممكن مع الوقت يعودون لتناول الأقراص مرة أخرى في حال كانت تكفي لضبط مستوى السكر في الدم.
لماذا يرفض المرضى العلاج بالإنسولين؟
وحول لماذا يرفض المرضى العلاج بالإنسولين؟.. قالت الدكتورة إيناس شلتوت، إنه قد يرفض المرضى العلاج بالإنسولين أو يؤجلون ذلك ؛ إذ يكره بعض المرضى هذا الامر أو لا يحبون الشكة أو الحقنة التي يأخذها المريض، ولكن الأقلام الحديثة قللت من معاناة الشكة او الحقنة الخاصة بالإنسولين.
وأكدت أنه يجب على المريض الالتزام بمواعيد الوجبات ومواعيد الحقن، وفي بعض الأحيان يكون هناك مشكلة مع المريض في استخدام قلم أوحقنة الإنسولين بشكل جيد ويكون هناك تخوف من استخدام الإنسولين.
وأشارت إلى أن هناك أيضًا تخوف من حدوث زيادة في الوزن، وهذا قد يحدث فعلًا مع استخدام الإنسولين ولكن مع استخدام جرعات قليلة تحت إشراف الطبيب المختص قد يجنب المريص حدوث هذه الزيادة في الوزن.
وتابعت أن الإنسولين أيضًا بما أنه دواء قوي في تخفيض السكر فقد يؤدي إلى حدوث هبوط في السكر تحت المستوى الطبيعي، وضبط الجرعات مع ضبط نظام الغذاء يقلل من هذه المشاكل بدرجة كبيرة.
وأشارت إلى أن بعض المرضى يكون لديهم ارتباط ذهني بعض مشاكل الإنسولين وهي ليست مشاكل في الإنسولين ولكنها مشاكل في السكر بصفة عامة، وهي أن بعض المرضى بيربطها بتدهو الحالة وحدوث مضاعفات مثل القدم السكري، ولكن بالعكس نقول لهؤلاء المرضى إن التأخر في تناول الإنسولين هو الذي يعرضك لحدوث المضاعفات
ووجهت نصيحة للمرضى عندما يطلب منك الطبيب المعالج، العلاج بالإنسولين ويصر على هذا القرار، وخاصة لدى مرضى سكر النوع الأول ومرضى المضاعفات على الكلى أو المضاعفات على الكبد أو الأوعية الدموية اوكذلك مرضى القدم السكري، فيكون هذا هو القرار السليم ويجب عليك الالتزام بذلك، وهناك طرق كثيرة لمساعدة مرضى السكر من النوع الثاني بوصف علاجات أخرى بجيث نقلل من استخدام الإنسولين.