لماذا تصاب النساء بالزهايمر أكثر من الرجال؟.. طبيب يوضح السبب

لماذا تصاب النساء بالزهايمر أكثر من الرجال؟، سؤال قد يقلق كثير من السيدات فـ الزهايمر من الأمراض العصبية المخيفة، وهو السبب الأكثر شيوعا للخرف، ويصاب بهذا المرض 50 مليون شخص حول العالم، ومن المتوقع أن يتضاعف عدد المصابين بـ الزهايمر ثلاث مرات بحلول عام 2050، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية التي تعرف الزهايمر بأنه تدهور تدريجي للذاكرة والتفكير والقدرة على التوجه والفهم والحساب والتعلم والحديث وتقدير الأمور، لكنه لا يطال الوعي، وفيما يتعلق بمرض الزهايمر سنوضح لماذا تصاب النساء بالزهايمر أكثر من الرجال؟.

لماذا تصاب النساء بالزهايمر أكثر من الرجال؟

إجابة السؤال المهم لماذا تصاب النساء بالزهايمر أكثر من الرجال؟ أوضحه الطبيب أحمد الخليفات، الباحث في مجال علم الأعصاب في جامعة كينجز كولدج في لندن، مؤكدا أن الزهايمر يصيب بعض النساء بعد عمر الـ 65 بصورة أكبر من الرجال، وخصوصا النساء العاملات ذوات الدخل الأعلى من المتوسط، والمستوى المعيشي والتعليمي الأعلى من المتوسط أيضا.

التوتر ونمط الحياة

فسر الدكتور أحمد الخليفات الذي درس الطب العام في مصر ثم حصل على دكتوراه في علم الأعصاب من بريطانيا، سبب إصابة النساء بالزهايمر أكثر من الرجال، معللا ذلك بان النساء تشغل عقلها لفترة أكبر وتتعرض للتوتر بمعدل متضاعف عن الرجال، كما أن نمط الحياة لدى المرأة العاملة، والنوم غير المنتظم ونوعية الأكل الغير صحي، كلها عوامل تؤثر على الدماغ.

النوم المتقطع

وأضاف الخليفات، أن النوم المتقطع تحديدا يعد واحدا من أهم أسباب الإصابة بالخرف وهو ما تتعرض له النساء العاملات خاصًة في ظل وجود أطفال صغار يحتاجون إلى الرعاية المستمرة، وتأثير النوم المتقطع على الدماغ ينشأ نتيجة الخلل البروتيني، حيث تتكتل بروتينات (أميلويد-بيتا وتاو).

هذه البروتينات غير قابلة للذوبان وبالتالي لا يمكن للخلايا العصبية التواصل ولا التخلص من المواد السامة في جسم الخلية، وقد أوضحت العديد من الدراسات أن النوم المنتظم جزء مهم في التوازن البيولوجي، كما انه يساعد الدماغ على التخلص من البروتينات والمواد السامة.

الطفرات الجينية

أكد الخليفات أن الطفرات الجينية، والخلل في عملية الاستقلاب التي قد تسبب أيضا مرض السكري، لذا فإن المصابين بالزهايمر غالبا ما يكونون مصابين أيضا بالسكري، كما أن الإصابة بالجلطات تسبب الخرف الوعائي، وبالتالي يتزامن الزهايمر في كثير من الأحيان مع إصابة المرضى بـ داء باركنسون العصبي.

أعراض الزهايمر

وفقا لمنظمة الصحة العالمية فإن أكثر من نصف المرضى المصابون بالخرف يعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ولم يتم التوصل حتى الآن إلى علاج نهائي للتخلص من الزهايمر ولم يتم التوصل كذلك إلى تشخيص محدد لمعرفة وقت بداية المرض الذي تظهر أعراضه مع التقدم بالعمر.

وأوضح دكتور احمد الخليفات أعراض الزهايمر وفقا لموقع "بي بي سي" عربي، حيث يبدأ المرض بالنسيان وضعف الإدراك، والضياع في الأماكن المألوفة، ثم تبدأ المرحلة الوسطى، التي تتضمن نسيان أحداث جديدة العهد وأسماء الناس، والضياع في البيت، والصعوبة المتزايدة في التواصل مع الغير، والحاجة إلى المساعدة للاعتناء بالذات، وطرح الأسئلة بصورة متكررة.

أما أعراض الزهايمر المتقدمة سيتم فيها اعتماد المصاب كليا على الغير، حيث ينعدم النشاط وتضطرب الذاكرة بشكل كبير وتظهر الأعراض الجسدية بوضوح، مع العلم أن ظهور أعراض الزهايمر يدل على فقدان المريض نحو 60% من حجم الدماغ وبالتالي يصبح العقل غير قادرا على ممارسة وظيفته.

تشخيص الزهايمر

وأكد دكتور أحمد الخليفات أن تشخيص الزهايمر يتم في الوقت الحالي باستخدام الصور الشعاعية وفحوص الدم، إلا أن الاختبارات الجينية هي الأسهل للتنبؤ بهذا المرض، ومع تطور علم الجينات وتطور علم الإحصاء عموما، يمكن استخدام عمليات رياضية للتنبؤ بفرص حدوث المرض، والتشخيص المستقبلي لـ الزهايمر سيعتمد على الفحوصات الجينية واختبارات الدم.