يواجهون خطر الانتحار.. دراسة صادمة بشأن العاملين في مجال الرعاية الصحية
أظهرت دراسة جديدة مثيرة للقلق في الولايات المتحدة، أن الممرضات والفنيين الصحيين والعاملين في مجال دعم الرعاية الصحية يواجهون خطر الانتحار بشكل أكبر من عامة السكان.
وبحسب ما ذكرته صحيفة ميديكال إكسبريس، أشار الباحثون إلى أن هؤلاء العمال يضطرون إلى أداء مهام مرهقة في أثناء رعاية المرضى وإدارة أعباء العمل الثقيلة، مع القليل من السيطرة على نتائج المرضى.
وقال الدكتور مارك أولفسون، الأستاذ في قسم الطب النفسي بجامعة كولومبيا، إن «أدوار العلاقة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية غالبا ما تتميز بأنها تتمتع بنوع من الإنجاز العالي وسمات شخصية مثالية أو قهرية يمكن أن تجعلهم مخلصين بشكل مفرط لعملهم ويجدون صعوبة في الحصول على إجازة»، مضيفا أن «كل هذا يمكن أن يسهم في ضعف الرعاية الذاتية ويؤخر إدراكهم للحاجة إلى المساعدة، وهناك أيضا الكثير من الوصمة المستمرة حول رعاية الصحة العقلية».
تفاصيل الدراسة
الدراسة، التي نُشرت في 26 سبتمبر بمجلة الجمعية الطبية الأمريكية، نظرت في مجموعة تمثيلية على المستوى الوطني تضم أكثر من 1.8 مليون بالغ تتراوح أعمارهم بين 26 عاما فما فوق، في بيانات امتدت من عام 2008 حتى عام 2019.
تم تقسيم العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى 6 مجموعات - الأطباء، والممرضات المسجلات، وغيرهم من ممارسي الرعاية الصحية الذين يشخصون أو يعالجون، والفنيين الصحيين، والعاملين في دعم الرعاية الصحية، والعاملين في مجال الصحة الاجتماعية/السلوكية - وتم مقارنتهم بالعاملين غير العاملين في مجال الرعاية الصحية.
أكثر عرضة للانتحار
وأظهر تحليل البيانات أن العاملين في مجال دعم الرعاية الصحية والممرضين المسجلين والفنيين الصحيين كانوا أكثر عرضة للوفاة بسبب الانتحار من غير العاملين في مجال الرعاية الصحية، وفي الوقت نفسه، كانت معدلات انتحار الأطباء مماثلة تقريبًا لتلك الموجودة في عموم السكان، بمعدلات انتحار سنوية موحدة تبلغ 13 لكل 100 ألف شخص، كما وجد التقرير أن العمل في مجال الرعاية الصحية يرتبط بقوة أكبر بمخاطر الانتحار بين العاملات.
وفي بحث سابق، وجد أولفسون أيضا أن الممرضات المسجلات والأخصائيين الاجتماعيين وغيرهم من العاملين في مجال الصحة السلوكية معرضون بشكل أكبر لخطر الوفاة بسبب جرعات زائدة من المخدرات مقارنة بالعاملين غير العاملين في مجال الرعاية الصحية.
وفحصت الدراسات السابقة الصحة العقلية بين الأطباء، لكن هذه الدراسة الجديدة أشارت إلى أنه لا يُعرف سوى القليل عن الصحة العقلية لحوالي 95% من العاملين المتبقين في صناعة الرعاية الصحية.
ولا تتضمن الدراسة أيضا بيانات من الوباء، الذي أدى إلى مستويات مرتفعة من التوتر والإرهاق بين العاملين في مجال الرعاية الصحية.