لقاح ثلاثي.. الكشف عن علاج يحارب الحصبة والنكاف وكورونا

في خضم الأبحاث التي يجريها الأطباء والعلماء بين الحين والآخر، والتي زادت بشكل كبير مع تفشي جائحة كورونا، التي استدعت تكثيف الجهود، يكشف العلماء كل يوم أمرا جديدا بخصوص اللقاحات.

ففي ظل السباق المحموم الذي خاضه العلماء خلال السنوات الأخيرة، خلصت أبحاث جديدة أجريت على الحيوانات إلى أنه يمكن استخدام فيروسات الحصبة والنكاف المعدلة كمنصة لإنشاء لقاح ثلاثي التكافؤ لكوفيد-19 يحفز المناعة ضد سلالات متعددة من فيروس SARS-CoV-2.

لقاح ثلاثي مرشح

وبحسب ما نشرته صحيفة ميديكال إكسبريس، تعتمد الدراسة على الدراسات السابقة التي تضمنت إدخال جزء مستقر للغاية من البروتين الشوكي لفيروس كورونا في لقاح الحصبة أو لقاح النكاف.

في ورقة بحثية نُشرت هذا الأسبوع في Proceedings of the National Academy of Sciences، أفاد علماء في جامعة ولاية أوهايو عن مرشح جديد للقاح MMS - للحصبة والنكاف وSARS-CoV-2 - يتم توصيله عبر الأنف والذي يوفر لقاحا واسع النطاق وطويل الأمد، وحماية دائمة ضد عدوى فيروس كورونا (COVID-19).

في نموذجين من القوارض، أثار اللقاح الذي يتم حقنه عبر الأنف استجابة قوية للأجسام المضادة المحايدة بالإضافة إلى الحماية في المناطق المخاطية المبطنة للأنف والرئتين، ومنع أعراض المرض مثل فقدان الوزن وتلف الأنسجة.

وأشارت التجارب إلى أن المناعة مدى الحياة ضد الحصبة والنكاف التي يوفرها لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR) من المرجح أن تترجم إلى حماية طويلة الأمد ضد كوفيد-19 لدى الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح MMS.

في الهامستر، استمرت الأجسام المضادة ضد SARS-CoV-2 الناجمة عن لقاح MMS لمدة 4 أشهر على الأقل دون أي علامة على التراجع.

اللقاح الثلاثي الذي تم تطويره في هذه الدراسة يحمي من فيروس SARS-CoV-2 السلفي ومتغير دلتا، الذي ارتبط بمرض أكثر خطورة، ومتغير أوميكرون BA.1، الذي ينتشر بشكل أسرع بكثير.

وقال جيانرونج لي، كبير مؤلفي الدراسة وأستاذ علم الفيروسات في قسم العلوم البيولوجية البيطرية بولاية أوهايو: «الجميل هنا هو أننا نعلم بالفعل أن لقاح MMR يستخدم في الأطفال، لذلك نحن نبني على سجل سلامة مدته 50 عامًا».

وأضاف: «لقد أدخلنا 3 طفرات مختلفة تسمح للأجسام المضادة المعادلة واسعة النطاق بالحماية من المتغيرات المختلفة المثيرة للقلق لـ SARS-CoV-2، إنه واعد للغاية، وسيكون نوعا جديدا رائعا من اللقاح للوقاية من كوفيد-19».

وقال لي إنه بالإضافة إلى المنصة الواعدة والحماية الإضافية للغشاء المخاطي التي تأتي مع التوصيل عبر الأنف، فإن التقنية المستخدمة لإنشاء مستضدات فيروس كورونا التي تحفز المناعة تساهم في فعالية اللقاح المرشح.

واستخدم الباحثون نسخة ما قبل الدمج من البروتين الشوكي لكل متغير، وهو الشكل الذي يكون عليه على سطح الفيروس قبل أن يصيب الفيروس الخلية، وتم قفل البروتين، المسمى preS-6P، في هذا الشكل عن طريق تغيير 6 من أحماضه الأمينية إلى البرولينات.

وفي دراسة سابقة نُشرت في PNAS، وجد مختبر لي أن preS-6P أكثر فعالية في تحفيز الاستجابات المناعية من preS-2P، وهو ارتفاع مقفل بواسطة اثنين من البرولينات.

في الوقت الحالي، تستخدم جميع لقاحات كوفيد-19 المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء (preS-2P).

وقال لي: «إن فعالية وطول عمر لقاحات كوفيد-19 ستكون أعلى بكثير إذا تم استخدام preS-6P».

وباستخدام سلالة واحدة من الحصبة وسلالتين من فيروسات النكاف، قام الفريق بإدخال المستضدات في نفس الموقع في جينوم كل فيروس أساسي لتمكين التعبير عن الكمية المثالية من بروتين السنبلة والتكاثر القوي لفيروسات المنصة، وكلاهما الإجراءان ضروريان لتحفيز استجابة مناعية قوية..

أظهرت الاختبارات التي أجريت على الفئران المستخدمة لنمذجة الاستجابة المناعية أن إعطاء لقاح MMS عن طريق الأنف أدى إلى توليد أجسام مضادة معادلة في مجرى الدم ضد المتغيرات الثلاثة بالإضافة إلى أجسام مضادة متخصصة تسمى IgA على الأسطح المخاطية للممرات الهوائية والخلايا التائية الموجودة في الأنسجة في الرئتين والتي تساعد على تعزيز المناعة. إزالة الجزيئات الفيروسية.

وأدى تحصين الهامستر السوري الذهبي باللقاح الثلاثي إلى إنتاج مستويات عالية مماثلة من الأجسام المضادة المعادلة كما هو الحال في الفئران.

وقال لي: «نتصور دمج اللقاح في برنامج التحصين الروتيني للأطفال وتوفير مناعة طويلة الأمد ضد كوفيد-19 للبالغين».