الخزعة السائلة.. إحراز تقدم في علاج سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة
يعد سرطان الرئة واحدا من أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين الكثير من الناس وخصوصا المدخنين، إذ تكون الرئة هي منشأ الورم السرطاني، وقد يكون الورم من مضاعفات الإصابة بمرض سابق.
وهناك بعض المرضى يعانون من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، الذي انتشر خارج الرئتين.
وتشير دراسة جديدة إلى أن اختبار الخزعة السائلة الجديد قد يساعد في تحديد المرضى الذين يعانون من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة الذي انتشر خارج الرئتين، والذين من المرجح أن يستفيدوا من الإشعاع المستهدف بجرعات عالية، بدلًا من العلاج القائم على الأدوية، وفق ما نشرته صحيفة ميديكال إكسبريس.
تم تقديم النتائج في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لعلم الأورام بالإشعاع (ASTRO) ونشرت في مجلة npj Precision Oncology.
اختبار الخزعة السائلة
وجدت الدراسة أن اختبار الخزعة السائلة، الذي يحدد الحمض النووي للورم المنتشر في الدم، يمكن أن يساعد في تحديد ما إذا كان سرطان المريض قد انتشر إلى عدد قليل من مواقع الورم أو انتشر على نطاق أوسع.
وسيساعد هذا المؤشر الأطباء على تحديد نوع العلاج الأكثر فعالية لكل مريض.
وقال كبير مؤلفي الدراسة، عادل تشودري، أستاذ مساعد في علاج الأورام بالإشعاع في جامعة كاليفورنيا: «تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن مستوى الحمض النووي للورم المنتشر، وليس عدد الأورام نفسها، هو مقياس أكثر دقة لعبء المرض».
يمثل سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (NSCLC) حوالي 84% من جميع حالات سرطان الرئة، وهو السبب الرئيسي للوفاة بالسرطان في الولايات المتحدة وفي جميع أنحاء العالم.
قال الدكتور تشودوري إن المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة غير صغير الخلايا والذين لديهم مرض منتشر على نطاق واسع، حيث ينتشر السرطان إلى ما بعد رئتي الشخص والغدد الليمفاوية، لا يمكن علاجهم بشكل عام، لكن بعض المرضى الذين يعانون من مرض قلة الخلايا، حيث انتشر السرطان إلى مواقع قليلة فقط، يمرون بفترات طويلة من البقاء خاليا من السرطان عند علاجهم بجرعات عالية من الإشعاع تستهدف مواقع الورم الفردية.
وأضاف الدكتور تشودوري أن تحديد المرضى الذين يعانون من مرض قلة الرحم الذين سيستفيدون من هذا النوع من العلاج الإشعاعي المركز كان أمرا صعبا.
وأوضح الدكتور تشودوري أن خزعة أنسجة الورم، التي تعتبر منذ فترة طويلة المعيار الذهبي لتحليل الأورام الصلبة، تفحص فقط الموقع الذي تم أخذ عينة الأنسجة منه، كما أن اختبارات التصوير لها أيضًا قيود على اكتشاف الأمراض النقيلية الدقيقة.
وشبه الطبيب الورم المرئي بجبل جليدي، وقال إنه من الصعب على اختبارات التصوير أن تظهر ما إذا كان المرض مجرد جزء من جبل الجليد الذي يمكن رؤيته فوق الماء، أو إذا كان هناك المزيد من المرض النقيلي الدقيق تحت السطح.
يمكن لاختبارات الخزعة السائلة اكتشاف عناصر سرطانات الأورام الصلبة في الدم أو البول أو السائل النخاعي.
اختبارات الدم هي النوع الأكثر استخدامًا من الخزعة السائلة ويمكنها تحديد الحمض النووي للورم (ctDNA) والخلايا السرطانية المنتشرة (CTC) والحمض النووي الريبي (RNA) المنتشر والمؤشرات الحيوية الأخرى التي تشير إلى وجود السرطان.
وقال الدكتور تشودوري: «الخزعة السائلة يمكن أن تساعدنا في معرفة ما إذا كان هناك مرض منتشر بشكل دقيق».