نتائج جديدة تمهد الطريق لـ علاج فقدان السمع
يعد ضعف وفقدان السمع أحد أهم المشكلات التي يعاني منها الإنسان كلما تقدم في العمر، مما يجعل البعض بحاجة ماسة إلى أدوات مساعدة مثل سماعات الأذن، حتى يتمكن من سماع الأصوات بشكل واضح.
وبينما يؤثر فقدان السمع عند كبار السن على جودة حياتهم، إذ يتسبب في شعورهم دائما بالضيق، وقد يعرضهم في بعض الأحيان إلى أضرار ومخاطر، وعلى سبيل المثال يكون كبار السن المصابون بفقدان السمع أكثر عرضة للحوادث عند عبور الطرق في ظل عدم قدرتهم للانتباه إلى آلات التنبيه التي تطلقها السيارات، إلا أن نتائج جديدة توصل إليها العلماء تمهد الطريق لـعلاج فقدان السمع.
فقدان السمع
وكشف الباحثون في جامعة بازل عن أدلة حول أن بعض حالات فقدان السمع قد يكون السبب فيها هو مسار الإشارات الذي يتحكم في وظيفة الخلايا الحسية السمعية، وفقا لصحيفة ميديكال إكسبريس.
يؤثر فقدان السمع في النهاية على الجميع تقريبا، وتتسبب الضوضاء العالية أو الشيخوخة البسيطة تدريجيا في تدهور الخلايا الحسية السمعية ومشابكها في الأذن الداخلية وموتها.
علاج فقدان السمع
ويعد خيار العلاج الوحيد هو استخدام أداة مساعدة للسمع، أو في الحالات القصوى، زراعة قوقعة صناعية.
وقال الدكتور ماوريتسيو كورتادا، من قسم الطب الحيوي بجامعة بازل ومستشفى بازل الجامعي: «من أجل تطوير علاجات جديدة، نحتاج إلى فهم أفضل لما تحتاجه الخلايا الحسية السمعية للقيام بوظيفتها المناسبة».
وبالتعاون مع مجموعة أبحاث البروفيسور مايكل ن. هول في Biozentrum، قام كورتادا بالتحقيق في مسارات الإشارات التي تؤثر على ما يسمى بـ«خلايا الشعر» الحسية في الأذن الداخلية، وفي هذه العملية، اكتشف الباحثون منظما مركزيا، كما ورد في مجلة iScience.
يلعب مسار الإشارة هذا، والذي يعرفه الباحثون باسم مسار إشارات mTORC2، دورا مهما، من بين أمور أخرى، في نمو الخلايا والهيكل الخلوي، ولم تتم دراسة الدور الذي يلعبه بالنسبة للخلايا الشعرية في الأذن الداخلية من قبل.
عندما أزال الباحثون الجين المركزي لمسار الإشارة هذا في الخلايا الشعرية للأذن الداخلية للفئران، فقدت الحيوانات سمعها تدريجيا، وبحلول عمر 12 أسبوعًا، أصبحوا صما تماما، حسبما ذكر المؤلفون في الدراسة.
عدد أقل من المشابك العصبية
أشار الفحص الدقيق إلى أن الخلايا الشعرية الحسية في الأذن الداخلية فقدت مستشعراتها دون مسار إشارات mTORC2؛ تحتوي الخلايا الشعرية على نتوءات تشبه الشعيرات الصغيرة المهمة لتحويل الصوت إلى إشارات عصبية، وتم تقصير هذه الشعيرات الصغيرة، كما حدد الباحثون باستخدام المجاهر الإلكترونية، كما تم تقليل عدد المشابك العصبية التي تنقل الإشارات إلى العصب السمعي.
وقال كورتادا: «من دراسات أخرى، نعلم أن إنتاج البروتينات الرئيسية في مسار الإشارات هذا يتناقص مع تقدم العمر، قد تكون هناك صلة بفقدان المشابك العصبية وانخفاض وظيفة الخلايا الحسية السمعية في الأذن الداخلية مما يؤدي إلى فقدان السمع مع تقدم العمر».
وأضاف: «إذا تم تأكيد ذلك، فسيكون ذلك نقطة انطلاق محتملة للعلاجات المستقبلية، إذ سيكون من السهل الوصول إلى الأذن الوسطى والداخلية للأدوية الموصوفة محليا أو العلاجات الجينية، ويمكن أن تمهد النتائج الطريق لتطوير خيارات العلاج هذه».