ما أسباب زيادة إصابات حمى الضنك حول العالم؟
يبدو أن شيئًا غير عادي يحدث مع حمى الضنك، وهو مرض فيروسي مميت ينقله البعوض، وينتشر في مساحات شاسعة من إفريقيا الاستوائية وآسيا والأمريكتين.
كما هو الحال مع معظم الأمراض المعدية، يميل عدد الحالات إلى الارتفاع والانخفاض على مر السنين مع ظهور الأوبئة واختفائها، ولكن يبدو أن التغييرات الأخيرة تحدث على قدم وساق في كيفية سلوك حمى الضنك.
ووفقا لصحيفة ميديكال إكسبريس، فإن الأمر لا يقتصر على ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بشكل مطرد في جميع أنحاء العالم فحسب، بل إن تفشي المرض أصبح أكبر وأقل قابلية للتنبؤ به، فعلى سبيل المثال، شهد عام 2019 أكبر عدد من حالات حمى الضنك المسجلة على الإطلاق، أي ما يقرب من ضعف العدد في العام السابق، وفي يوليو 2023، سُجل عدد قياسي من الوفيات بسبب المرض في بنجلاديش.
أبرز الأعراض
يعاني معظم الأشخاص المصابين بحمى الضنك من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا، تتراوح من خفيفة نسبيا إلى مزعجة للغاية، مع الحمى والصداع وآلام المفاصل.
مخاطر حمى الضنك
ولكن في الحالات الأكثر خطورة، يمكن أن تتضرر الأوعية الدموية بسبب الفيروس، مما يسمح للدم بالتسرب إلى الأنسجة المحيطة، هذه الحالة، المعروفة باسم حمى الضنك النزفية، يمكن أن تسبب كدمات ونزيفًا من الأنف واللثة، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى فشل الأعضاء والموت حيث ينزلق الجسم في حالة صدمة.
العامل الرئيسي، أو الناقل، في انتقال حمى الضنك، هو بعوضة النمر الآسيوي الزاعجة المصرية، على الرغم من أن ابن عمها الزاعجة المنقطة بالأبيض قادر أيضا على نشر الفيروس.
في حين أن الزاعجة المصرية هي في الأساس بعوضة استوائية، فهي حشرة قابلة للتكيف للغاية.
سبب زيادة إصابات حمى الضنك
وفي السنوات الأخيرة، توسع نطاق انتشاره خارج المناطق الاستوائية إلى جنوب أوروبا وإلى ولايات عدة في الولايات المتحدة، بما في ذلك فلوريدا وهاواي وتكساس وأريزونا.
يحتاج جميع أنواع البعوض إلى الماء للتكاثر، ولكن الشيء الآخر الذي ساعده في هجرته هو قدرته على استخدام حتى أصغر حاويات المياه للقيام بذلك، وهو شيء صغير مثل غطاء زجاجة بلاستيكية تم التخلص منه.
وعلى الرغم من هذه القدرة، فإن الافتقار إلى مواقع التكاثر عادة ما يكون هو الذي يحد من عدد البعوض المنتشر، وبالتالي قدرته على نشر فيروس حمى الضنك.
لكن في بنجلاديش هذا العام، هطلت الأمطار مبكرًا، إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بشكل غير عادي، مما أدى إلى ارتفاع أعداد البعوض.
ولأن نسبة كبيرة من سكان بنجلاديش يقضون قدرا كبيرا من الوقت في الخارج ويميلون إلى السكن في منازل يسهل نسبيا دخول البعوض إليها، فقد استغرق الأمر وقتا قليلا على الإطلاق قبل أن تترسخ حمى الضنك ثم تنفجر.
وبالرغم من أنه لا أحد متأكد من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة حمى الضنك وعدم استقرارها، إلا أن تغير المناخ قد يساهم في أن يصبح جزء كبير من العالم أكثر دفئًا ورطوبة.
ولحسن الحظ بالنسبة لأغلب البلدان ذات الدخل المرتفع، حتى المناطق الواقعة ضمن النطاق الحالي لبعوضة الزاعجة المصرية، فإن تغير المناخ ربما لن يؤدي إلى أي تفشي كبير ببساطة لأن الناس يقضون قدرا كبيرا من وقتهم داخل منازلهم وبعيدا عن البعوض.
تحذير من منظمة الصحة العالمية
ومع ذلك، يشير تقرير جديد صادر عن كبير العلماء في منظمة الصحة العالمية إلى أن المرض ربما لا يزال قادرًا على ترسيخ نفسه في أجزاء من أوروبا والولايات المتحدة وإفريقيا حيث لم يكن موجودًا في السابق.
والشيء الذي من المرجح أن نشهده في كثير من الأحيان هو أن ما حدث مؤخرًا في بنجلاديش يكرر نفسه في بلدان مماثلة متوسطة ومنخفضة الدخل حيث تكون فرصة الاختلاط بين البعوض والناس أكبر.
ومن المرجح أن يكون الحل هو لقاح فعال وبأسعار معقولة.
والواقع أن منظمة الصحة العالمية أوصت مؤخرا بلقاح كودينجا للأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تشكل فيها العدوى مشكلة صحية عامة كبرى.
ومع ذلك، فإن حمى الضنك ليست مصدر القلق الوحيد، حيث إن هناك مجموعة متنوعة من الأمراض الأخرى التي ينقلها البعوض والتي تقتل حوالي مليون شخص كل عام.
تنتقل أمراض مثل الشيكونغونيا والحمى الصفراء وفيروس زيكا عن طريق الزاعجة المصرية.
ومن ثم فإن المناخ الأكثر دفئًا ورطوبة وأقل موثوقية سيكون على الأرجح بمثابة مقدمة للعديد من حالات تفشي الأمراض المرتبطة بالبعوض.