الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

النرجسية.. هل تؤثر على العلاج النفسي؟

الثلاثاء 17/أكتوبر/2023 - 06:01 م
 الشخص النرجسي
الشخص النرجسي


ترتبط سمات الشخصية النرجسية بضعف الاستجابة للعلاج النفسي، وفق ما أكدته دراسة ألمانية متعددة المواقع شارك فيها أكثر من 2000 مشارك يتلقون العلاج النفسي للمرضى الداخليين والخارجيين.

يمكن للنتائج التي توصل إليها فريق البحث في مستشفى جامعة يينا وجامعة مونستر، المنشورة الآن في مجلة The Lancet Psychiatry، أن تساهم في مزيد من تخصيص العلاج النفسي.

من هو الشخص النرجسي؟

يُطلق على الشخص الذي يتمتع بإحساس عالٍ بالعظمة والاستحقاق اسم نرجسي.

في دراسة أجريت على مستوى ألمانيا وشملت أكثر من 2000 مريض من العلاج النفسي للمرضى الداخليين والخارجيين، قام فريق من الباحثين من مستشفى جامعة يينا وجامعة مونستر بفحص كيفية تأثير الأبعاد النرجسية على علاج شكاوى الصحة العقلية.

ولتحقيق هذه الغاية، سجل فريق الدراسة مستوى المشاركين في سمات الشخصية النرجسية وأعراض الاكتئاب قبل وبعد العلاج بطريقتين مختلفتين للعلاج النفسي.

ووجد فريق الدراسة أن التنافس النرجسي القوي يرتبط بأعراض اكتئاب أكثر حدة قبل بدء العلاج في كلا المجموعتين.

في المقابل، كانت الحاجة إلى الإعجاب مرتبطة بانخفاض شدة الاكتئاب.

تلخص مايك ريختر، المؤلفة الأولى للدراسة، النتائج الرئيسية للدراسة، قائلة: «في مجموعة المرضى الذين عولجوا بالعلاج السلوكي المعرفي، ارتبطت النرجسية باستجابة ضعيفة للعلاج، حتى عندما لم يكن اضطراب الشخصية النرجسية قد تطور بشكل كامل، وعلى وجه الخصوص، كان لبعد التنافس تأثير سلبي».

النرجسية تؤثر على العلاقة العلاجية

ومع ذلك، في العلاج بالتحليل النفسي التفاعلي، والذي تم تطويره خصيصًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في العلاقات الشخصية، لم يتم العثور على آثار ضارة للنرجسية على الاستجابة للعلاج.

ويفترض الباحثون أن هذا الاختلاف بين طرق العلاج كان بسبب أنماط السلوك الشخصي بين المريض والمعالج.

ووفقا للبروفيسور نيلس أوبل، من مستشفى جامعة جينا، فإن المزيد من التحليلات تدعم هذه الفرضية.

يقول أوبل: «لقد وجدنا أدلة على أن الآثار السلبية للنرجسية تعتمد على علاقة علاجية أضعف».

ويعتبر المؤلفون النتائج مساهمة مهمة في فهم خصائص الشخصية النرجسية وإدراجها في علاج الاضطرابات النفسية بشكل عام.

يقول البروفيسور ميتيا باك، من جامعة مونستر: «يمكن أن تكون النرجسية عاملا ذا صلة بالصحة العقلية، مما يؤدي إلى انخفاض فعالية العلاج النفسي»، ولذلك يوصي الباحثون بأن يقوم المعالجون بتقييم الميول النرجسية لدى مرضاهم بعناية وإيلاء اهتمام خاص للعلاقة العلاجية.