بارقة أمل لمرضى السرطان.. علماء يتوصلون إلى نهج جديد لمقاومته
توصل علماء وباحثون إلى نهج جديد لمقاومة السرطان، من خلال ما تم اكتشافه من أن خلايا الكبد تتشارك الجزيئات عبر تبادل الحويصلات.
نهج جديد لمقاومة السرطان
وذكرت صحيفة ميديكال إكسبريس أن باحثين في جامعة كاليفورنيا سان دييجو اكتشفوا عملية تتشارك فيها خلايا الكبد الجزيئات عبر تبادل الحويصلات من أجل التكاثر في ظل ظروف من شأنها عادة تثبيط تكاثر الخلايا.
ووجد الباحثون أدلة على أن هذه العملية تحدث في أنواع مختلفة من الخلايا السرطانية، مما يمهد الطريق لنهج جديد لمعالجة مقاومة السرطان للعلاج.
وقال جين شنج فنج، أستاذ علم الأمراض في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو: «إن فهم تكاثر الخلايا هو قضية أساسية في كل من أبحاث السرطان والعلوم الطبية الحيوية ككل».
وأضاف: «بينما قمنا بدراسة الكبد هنا بسبب قدرته على التجدد المذهلة، وجدنا أيضًا هذه الحويصلات في أنواع أخرى من الخلايا السرطانية، ونعتقد أن هذا يمكن أن يكون آلية عالمية تؤدي إلى مقاومة علاجات السرطان التي تستهدف تكاثر الخلايا».
لدى الجسم العديد من العمليات الجزيئية للمساعدة في التحكم في تكاثر الخلايا، وتشغيلها وإيقافها عند الضرورة في ظروف مختلفة وفي أعضاء مختلفة، ويتجلى ذلك واضحا في الكبد، الذي يتمتع بقدرة عالية على التجديد لدعم وظائفه المهمة في إزالة السموم والتمثيل الغذائي.
وقال فنج: «تتكاثر خلايا الكبد بسرعة وفعالية أكبر من أي خلايا أخرى في الجسم، مما يجعل الكبد المكان المثالي لدراسة العمليات البيولوجية التي تتحكم في انقسام الخلايا».
وأضاف أن «هذه هي نفس العمليات التي تنحرف عن مسارها في السرطان، وبالتالي فإن أحد الأساليب الواعدة لـ علاج السرطان هو استهداف تكاثر الخلايا».
إنزيم الإشارة
وفي بحث سابق، لاحظ فنج وفريقه أن أقلية من خلايا الكبد في الفئران لا تزال قادرة على التكاثر حتى عندما تم تصميم الخلايا وراثيا بحيث تفتقر إلى إنزيم الإشارة المهم اللازم لتكاثر الخلايا، إذ يساعد هذا الإنزيم، المسمى Shp2، خلايا الكبد على معرفة الوقت المناسب للانقسام أثناء تجديد الكبد.
يعد Shp2 أيضًا هدفًا معروفًا لعلاج أنواع مختلفة من السرطان، وتشارك مثبطات Shp2 في العديد من التجارب السريرية الجارية.
اكتشف الباحثون أن خلايا الكبد لديها طريقة ذكية لتعويض الإنزيم المفقود، من خلال التجمع معًا وتبادل حزم صغيرة مغلفة بالبروتين تسمى الحويصلات، تكون خلايا الكبد قادرة على التواصل ومشاركة المواد الكيميائية الحيوية اللازمة للتكاثر، مما يسمح لها بالتكاثر حتى بدون Shp2.
وقال فنغ: «لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن خلايا الكبد لديها طرق أخرى للتجديد حتى عندما تفتقر إلى Shp2، وهذه الدراسة توضح لنا كيف تقوم بذلك».
وبينما اكتشف الباحثون خلايا الكبد غير السرطانية، فقد كشفوا أيضًا عن أدلة على أن الخلايا السرطانية قد تستخدم نفس الإستراتيجية لمقاومة العلاج والاستمرار في الانقسام.
وتتميز الحويصلات التي تستخدمها خلايا الكبد لمشاركة الجزيئات ببروتين يسمى CD133، واكتشف الباحثون أيضًا كميات عالية بشكل غير طبيعي من هذا البروتين في مجموعة متنوعة من الخلايا السرطانية البشرية.
وقال فنج: «نعتقد أننا اكتشفنا استراتيجية مهمة تستخدمها الأورام لمقاومة العلاج، هذا الاكتشاف يمكن أن يكون هدفا جديدا قويا لعلاج السرطان، وخاصة كجزء من العلاجات المركبة للتخفيف من مقاومة العلاج».
وفي حين أن النتائج يمكن أن تؤدي إلى اكتشاف علاجات جديدة للسرطان، فإنها تشير أيضًا إلى طريقة جديدة للتفكير حول بدء السرطان وتطوره وتكراره.
يُنظر إلى CD133 على نطاق واسع على أنه علامة على الخلايا الجذعية السرطانية، وهي مجموعات من الخلايا السرطانية يُعتقد أنها مسؤولة عن بدء الأورام.
وقال فنج: «يمكن أن تخبرنا النتائج التي توصلنا إليها أن جذعية الخلية السرطانية، أو قدرتها على بدء الأورام وإعادة تحفيزها، ليست جزءًا أساسيا من هويتها، ولكنها حالة مؤقتة يمكن تحفيزها أو حتى إيقافها، قد تكون هذه طريقة جديدة تمامًا للنظر في تكرار الورم والتي يمكن أن تفتح الأبواب لعلاجات جديدة».