الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن خلايا الدماغ التي تسبب دوار الحركة

الثلاثاء 24/أكتوبر/2023 - 05:00 ص
دوار الحركة
دوار الحركة


الكثير منا يتعرضون للشعور بالدوار، لا سيما عندما يتعلق الأمر بركوب وسائل النقل المختلفة، وخصوصا إن كان الطريق متعرجا، مما يصيبنا بالشعور بالغثيان.

وفي مسار بحثي جديد للكشف عن خلايا الدماغ التي تسبب دوار الحركة، تم وضع الفئران المطمئنة في أنبوب بلاستيكي، وربطها على جهاز دوار، وإرسالها في رحلة، حتى يتمكن الباحثون من تحديد الخلايا العصبية التي أضاءت بعد هذه الجولة المثيرة للغثيان، حسب ما نشره موقع ساينس ألرت.

وانخفضت درجة حرارة أجسام الحيوانات، وامتنعت عن تناول الطعام وانكمشت في أقفاصها، وكلها علامات واضحة على أنها كانت تعاني من شيء أشبه بدوار الحركة الذي يعاني منه البشر.

النوى الدهليزية

بناءً على الأبحاث السابقة، اعتقد عالم الأعصاب بابلو ماتشوكا ماركيزا، من جامعة برشلونة المستقلة، وزملاؤه أنهم سيبدأون في فحص الخلايا الموجودة في النوى الدهليزية، وهي حزمة من الألياف العصبية الموجودة في جذع الدماغ والتي تنقل الإشارات من الأذن إلى الدماغ.

تغذي أجهزة الاستشعار الموجودة في أذننا الوسطى، وكذلك أطرافنا وأعيننا؛ أدمغتنا بالمعلومات لتوجيهنا أثناء تحركنا، ومن المعتقد أن عدم التوافق الحسي يسبب دوار الحركة، عيوننا وأذننا الداخلية تخبر دماغنا أننا نتحرك بينما لا نتحرك.

تقوم أجزاء عدة من الدماغ بمعالجة المدخلات الحسية من الأذن والعينين والأطراف، ولكن لا يُعرف سوى القليل عن الخلايا العصبية التي تشير فعليًا إلى دوار الحركة، وتحديدها يمكن أن يكون خطوة نحو تطوير أدوية أكثر فعالية لدوار الحركة، مع آثار جانبية أقل.

ولمعرفة الخلايا التي يتم تحفيزها استجابةً لدوار الحركة، قام ماتشوكا ماركيزا وزملاؤه بتثبيط مجموعات فرعية مختلفة من الخلايا العصبية داخل النوى الدهليزية، ثم ربطوا الفئران مرة أخرى على القرص الدوار لمعرفة ما إذا كانت هذه التغييرات تخفف من دوار الحركة.

أدى تعطيل نشاط مجموعة من الخلايا العصبية الدهليزية التي تعبر عن بروتين يسمى VGLUT2 إلى منع دوار الحركة الناجم عن الدوران لدى الحيوانات.

وأدى تشغيل تلك الخلايا العصبية نفسها إلى ظهور سلوكيات تشبه دوار الحركة لدى الفئران دون الدوران، تحدث عن عدم التطابق الحسي؛ من شأنها أن تكون رحلة حقيقية.

ووجد الباحثون أن من بين تلك الخلايا العصبية التي تعبر عن VGLUT2، كانت الخلايا التي تنبثق مستقبلًا يسمى CCK-A مسؤولة عن معظم سلوكيات دوار الحركة في التجارب.

كما رسموا أيضًا خرائط لدوائر هذه الخلايا العصبية، ووجدوا نتوءات كثيفة من الخلايا العصبية CCK-A المتصلة بالنواة شبه العضدية في الدماغ، وهي منطقة معروفة بتنظيم قمع الشهية ودرجة حرارة الجسم والخمول.

أدى تحفيز هذه التوقعات إلى ظهور بعض علامات دوار الحركة لدى الفئران، وليس كلها.

وانخفضت درجة حرارة أجسام الحيوانات، وتجنبت الأطعمة السكرية، لكنها ظلت تأكل وتتحرك بشكل طبيعي، لذا فإن الروابط الأخرى الناجمة عن النوى الدهليزية من المحتمل أن تحفز تلك الاستجابات الجسدية لدوار الحركة.

عندما حجب الباحثون مستقبل CCK-A بمركب دوائي قبل إرسال الفئران للدوران، كان نصف عدد خلايا الدماغ في النوى شبه العضدية نشطًا، مما خفف من بعض سلوكيات دوار الحركة.

الأدوية المضادة للدوار

تعمل معظم الأدوية المضادة لدوار الحركة بشكل مشابه، لتقليل النشاط في نظام توازن الدماغ أو الحد من الإشارات المرسلة بين الدماغ والأمعاء، للمساعدة في وقف الغثيان والقيء.

لكن هذه الأدوية غير حادة في أحسن الأحوال، إذ إنها تمنع الرسائل الكيميائية التي تعمل في جميع أنحاء الجسم، وتسبب النعاس، ولا تميل إلى العمل إلا إذا تم تناولها قبل ظهور دوار الحركة؛ وبعد ذلك، نادرًا ما تكون فعالة.

في عام 2012، أعلنت وكالة ناسا أنها تعمل على تطوير رذاذ أنفي سريع المفعول لمحاربة دوار الحركة، لكننا ما زلنا نتسكع لسماع نتائج التجارب السريرية التي خططوا لها.

إذا كانت المسارات التي تم الكشف عنها في دراسة الفئران هذه تعمل بنفس الطريقة عند البشر، فقد يكون لدى الباحثين هدف جديد أكثر وضوحًا لقمع العلل الناجمة عن الحركة، وهو ما يريحنا كثيرًا.