الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

اكتشاف رابط جديد بين ميكروبيوم الأمعاء وفيروس كورونا الحاد

الأربعاء 25/أكتوبر/2023 - 09:31 ص
بكتيريا الامعاء
بكتيريا الامعاء


تعيش العديد من الكائنات الدقيقة بما في ذلك البكتيريا والفطريات والفيروسات عادة على أجسامنا، وحتى داخلنا، وتسمى هذه الميكروبيوم.

يُعرف العدد الكبير من هذه الكائنات الحية التي تعيش في الجهاز الهضمي بشكل جماعي باسم ميكروبيوم الأمعاء.

ومن المعروف على نحو متزايد أن ميكروبيوم الأمعاء يلعب دورا كبيرا في الصحة والمرض، خصوصا فيما يتعلق بعلم وظائف الأعضاء البشرية والتمثيل الغذائي ووظيفة المناعة، وفق ما كتبه بول جريفين، أستاذ مشارك الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة بجامعة كوينزلاند في موقع theconversation.com.

تفاعل فيروس كورونا وميكروبيوم الأمعاء

يوجد الآن أكثر من 700 ورقة بحثية منشورة تبحث في التفاعل بين فيروس كورونا وميكروبيوم الأمعاء.

تُظهر العديد من هذه الدراسات المساهمة المحتملة لبكتيريا الأمعاء في عدوى فيروس كورونا وشدتها، بالإضافة إلى تأثير فيروس كورونا (وعلاجه) المحتمل على بكتيريا الأمعاء لدينا.

الآن، وجدت دراسة جديدة أن الحالات الشديدة من مرض كوفيد-19 قد تكون مرتبطة بالخلل الفطري في ميكروبيوم الأمعاء لدينا، ويمكن أن يكون ذلك من خلال مجموعة متنوعة من التغييرات في جهاز المناعة استجابةً لأنواع فطرية معينة.

ماذا فعلت الدراسة؟

يشار إلى الكائنات الفطرية الموجودة في الميكروبيوم باسم الكائنات الحية الدقيقة الفطرية، أو الكائنات الحية الدقيقة.

في حين أن من الطبيعي وجود مجموعة من الكائنات الفطرية في الأمعاء، إلا أن التغيرات في الأنواع أو الكمية يمكن أن ترتبط بالمرض، تمامًا كما هو الحال مع الاختلافات في بكتيريا الأمعاء.

في الدراسة المنشورة في مجلة Nature Immunology، نظر الباحثون في العلاقة المحتملة بين المتفطرات وفيروس كورونا بعدة طرق مختلفة.

أولا، قاموا بمقارنة المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد وغير المصابين به، بالنظر إلى مستويات بعض الكائنات الفطرية في عينات من الجهاز الهضمي لديهم، وشمل ذلك 66 شخصًا مصابين بـ كوفيد شديد، و25 مصابا بكوفيد معتدل، و36 شخصا غير مصابين بكوفيد.

وقاس الباحثون أيضًا الأجسام المضادة في دم المشاركين ضد هذه الكائنات نفسها، مما يتيح لنا معرفة أنها أثارت استجابة مناعية.

ولمزيد من التحقيق، أجرى الباحثون تجارب على الفئران، حيث أعطوا الفئران بعض الكائنات الفطرية المأخوذة من مرضى كوفيد-19 وقاموا بقياس بعض النتائج نفسها، بما في ذلك الأجسام المضادة في الدم، كما بحثوا أيضًا لمعرفة ما إذا كانت علاجات معينة، مثل مضادات الفطريات، ستحدث فرقًا.

وبالرغم من أن هذه ليست الدراسة الأولى التي تبحث في فطريات الأمعاء وفيروس كورونا، فإنها شاملة للغاية وتشير إلى بعض النتائج المثيرة للاهتمام.

نتائج الدراسة

اكتشف الباحثون كمية أكبر من الكائنات الفطرية في المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا مقارنة بالمجموعة الضابطة الذين لم يصابوا بها.

كما تم أيضًا زيادة الأجسام المضادة لبعض الفطريات في دم مرضى فيروس كورونا، وبمعنى آخر، يبدو أن وجود هذه الكائنات الفطرية والاستجابة المناعية المرتبطة بها مرتبطان بعدوى فيروس كورونا الأكثر خطورة.

على وجه الخصوص، تم ربط نوعين من المبيضات وS. cerevisiae بحدة المرض.

عندما عزل الباحثون الفطريات الحية من عينات براز مرضى كوفيد، كانت المبيضات البيضاء شائعة في أمعاء المرضى المصابين بكوفيد، وارتبط نموها بمرض أكثر خطورة.

وللنظر في تأثير هذه الأنواع الفطرية على الاستجابات المناعية، تم استعمار الفئران بسلالات المبيضات المعزولة من مرضى فيروس كورونا.

ووجد الباحثون أن الفئران الأكبر سنا، التي تم استعمارها ببكتيريا C. albicans ثم أصيبت بكوفيد، أظهرت استجابة مناعية مختلفة تماما مقارنة بالفئران التي لم يتم إعطاؤها فطر المبيضات، وشمل ذلك وجود المزيد من الخلايا المناعية التي تسمى العدلات في الدم وزيادة في علامات الالتهاب الأخرى بما في ذلك في الرئتين.

تم حل بعض هذه التغييرات جزئيًا باستخدام العلاج المضاد للفطريات أو أدوية محددة أخرى مضادة للالتهابات والتي أظهرت فائدة لدى مرضى فيروس كورونا.

قيود عدة

يشير كل هذا إلى أن الاختلافات في المتفطرات قد تساهم في الاستجابة المناعية الالتهابية المفرطة التي تظهر في الحالات الشديدة من فيروس كورونا، إذ إن العلاقة بين الميكروبيوم الفطري والالتهاب ليست جديدة تمامًا، فقد أظهرت دراسات أخرى تأثيرًا على الحالات الالتهابية المرتبطة بتغيرات مماثلة في المتفطرات.

كما هو الحال مع جميع الدراسات، هناك بعض القيود التي يجب مراعاتها هنا، أولًا، كان عدد المشاركين البشريين منخفضًا نسبيا، حيث تم تضمين 91 مريضًا فقط مصابين بكوفيد، و36 في المجموعة الضابطة، وقامت أجزاء كثيرة من الدراسة بتحليل مجموعات أصغر من المرضى أو عينات المرضى.

ثانيًا، أجريت الدراسة في عام 2020 خلال الموجة الأولى من عدوى فيروس كورونا، في حين تغير الكثير منذ ذلك الحين بما في ذلك الفيروس نفسه، ولم يتم تطعيم معظم الأشخاص الآن فحسب، بل تعرضوا أيضًا للفيروس سابقًا.

ومع ذلك، فإن هذه الدراسة تثير العديد من الاحتمالات، بما في ذلك ربما القدرة على النظر في الأشخاص الذين قد يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بكوفيد أكثر خطورة بناءً على الكائنات الحية الدقيقة الخاصة بهم، وقد تكون هناك أيضًا إمكانية لمحاولة تغيير الكائنات الحية الدقيقة لتقليل مخاطر الإصابة بفيروس كورونا.

لكن للوصول إلى هذه النقاط نحتاج إلى الكثير من الأبحاث.

هناك عوامل متعددة تحدد تكوين الميكروبيوم لدينا، بما في ذلك المتفطرات، ومن المحتمل أن تشمل هذه العوامل النظام الغذائي ونمط الحياة إلى جانب عوامل أخرى مثل الحالات الطبية والعلاجات، مثل المضادات الحيوية.

في هذه المرحلة، هناك عدد أقل من التدخلات المقترحة للتأثير على المتفطرات مقارنة ببكتيريا الأمعاء، لكن دراسات مثل هذه التي توضح أهمية الحشرات الفطرية في أمعائنا، نأمل أن تؤدي إلى مزيد من الأبحاث في هذا المجال.