الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

الكشف عن معلومات جديدة بشأن الانتقال البشري لـ جدري القرود

السبت 04/نوفمبر/2023 - 12:40 ص
جدري القرود
جدري القرود


ينتقل فيروس جدري القرود من إنسان إلى آخر، منذ عام 2016 على الأقل، وفقًا لما أكده فريق دولي من العلماء اوالباحثين.

ويسبب جدري القرود (mpox) أعراضًا مشابهة لأعراض الجدري، بما في ذلك الحمى والصداع والآفات، ومع ذلك، تاريخيا، لم يصب البشر بالفيروس إلا من الثدييات الصغيرة، مثل القرود أو القوارض، وليس من البشر الآخرين.

انتقال بشري لـ جدري القرود

الآن، وجدت دراسة قادتها عالمة الأوبئة آين أوتول من جامعة إدنبرة، دليلا على «انتقال بشري مستدام» خارج البلدان الإفريقية التي لديها مستودعات فيروسية معروفة لمرض الجدري، وفق ما نُشر في موقع ساينس ألرت.

وقالت أوتول وزملاؤها إن النتائج تمثل «تحولًا أساسيا» في كيفية فهم الخبراء لانتشار هذا الفيروس، كما أنها تسلط الضوء على الحاجة إلى رسائل عامة جديدة حول إدارة تفشي المرض ومكافحته.

تم التعرف على مرض الجدري لأول مرة من قبل العلماء في الخمسينيات من القرن الماضي عندما أصاب مرض غريب مجموعة من قرود الأبحاث في الدنمارك.

وفي وقت لاحق، في السبعينيات، تم الإبلاغ رسميا عن أول حالة بشرية لطفل رضيع في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

لعقود عديدة، كان انتقال العدوى من إنسان إلى إنسان حدثًا نادرًا، فمعظم المصابين بالجدري البشري كانوا يصابون بالفيروس من ثدييات مختلفة في وسط وشرق وغرب إفريقيا، بالرغم من أن المصدر الأصلي للفيروس لا يزال مجهولا.

ثم، في عام 2017، ضرب وباء الجدري نيجيريا، وبحلول عام 2022، انتشر على المستوى الدولي لأول مرة.

عندما قام الباحثون بتسلسل جينومات تلك الحالات العالمية الأولى من الجدري، حددوا سلالة من الفيروس تسمى clade IIb، والتي نادرا ما تكون قاتلة، على الرغم من أن شدتها تكون أسوأ بكثير بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

بدت هذه السلالة الموزعة عالميا مختلفة عن السلالات المستوطنة الأخرى في إفريقيا، والآن أظهر الباحثون أن ذلك قد يكون بسبب انتقال العدوى من إنسان إلى آخر.

تقريبا جميع الطفرات التي تم تحديدها في سلالة الفرع IIb تتميز بالتعرض لإنزيم بشري له دور مضاد للفيروسات.

يعمل هذا الإنزيم المناعي، المسمى APOBEC3، على الحمض النووي لفيروس جدري القرود ويميل إلى إحداث طفرة لا رجعة فيها تغير تسلسل الأزواج الأساسية في الجينوم الفيروسي بطريقة يمكن التنبؤ بها.

ومع كل إنسان يواجهه الفيروس، يتراكم المزيد من هذه الطفرات، وهذا لا يعني بالضرورة أن الفيروس يتحور لينتشر بين البشر بسهولة أكبر، بالرغم من أن ذلك لا يزال محتملا، وبدلا من ذلك، قد يكون الأمر مجرد أن جسم الإنسان يترك بصمته المحايدة على الفيروس.

وفي كلتا الحالتين، تتراكم الطفرات بسرعة، مما يشير إلى انتشار كبير جدًا.

وتتوقع أوتول وزملاؤها أن جهاز المناعة البشري كان يواجه هذه السلالة الخاصة من فيروس الجدري منذ حوالي 7 سنوات.

وبالرغم من أن بعض حالات الجدري البشري لا تزال تأتي من الحيوانات، فقد خلص الباحثون إلى أن «معظم الحالات منذ عام 2016 هي على الأرجح نتيجة لانتقال العدوى من إنسان إلى آخر»، وأن هذا الانتقال «يستمر بلا هوادة».

قد تكون هناك أماكن تعاني من أوبئة جدري القرود الحالية ولم يتم التعرف عليها بعد، ويمكن أن تكون هذه الأماكن بمثابة بذور تفشي أوبئة أخرى في أماكن أخرى من العالم عن طريق السفر.

وكتب المؤلفون: «من الأهمية بمكان أن تمنح الصحة العامة العالمية حالات فيروس الجدري في البلدان التي تعتبر تاريخيا أن لديها أنواعًا مستوطنة من المستودعات على قدم المساواة من الاهتمام والقلق لتلك الموجودة في أماكن أخرى».

وأضافوا: «يجب أن تكون المراقبة عالمية إذا أردنا القضاء على فيروس الجدري بين البشر ثم منعه من الظهور مرة أخرى».