السبت 27 أبريل 2024 الموافق 18 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل يمكن بالفعل استهداف مناطق تجمع الدهون مثل البطن؟

الجمعة 03/نوفمبر/2023 - 11:21 م
دهون البطن
دهون البطن


هل يمكن بالفعل استهداف مناطق تجمع الدهون مثل البطن؟ سؤال لطالما بحث الكثيرون عن إجابته، وخصوصا الذين يعانون من تراكم الدهون في مناطق معينة، مثل الكرش، ويريدون التخلص منها.

وكثيرًا ما تروج الإعلانات على شاشات التليفزيون وعبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى إمكانية حرق الدهون في منطقة معينة من الجسم، مثل البطن، من خلال تمارين مصممة خصيصا لهذا الغرض، أو من خلال أنظمة غذائية خاصة وحبوب ومكملات غذائية تعمل على التخلص من الدهون في المناطق المستهدفة.. فما حقيقة ذلك؟

وفقا لموقع The Conversation كشف نيك فولر، قائد برنامج أبحاث مركز تشارلز بيركنز، جامعة سيدني، حقيقة كل ما يتم الترويج له، مؤكدا أنه في حين تبدو هذه الإعلانات قابلة للتصديق، إلا أنه لسوء الحظ، يعتبر تقليل الوزن الموضعي أسطورة أخرى لخسارة الوزن.

وقال فولر إنه لا يمكن استهداف أماكن الدهون، موضحا أن السبب وراء هذا يكمن في ما يلي:

الوصول لجميع مخازن الدهون

قال فولر إن أجسامنا مجهزة للوصول إلى جميع مخازن الدهون لدينا وحرقها للحصول على الطاقة، ولفهم سبب كون تقليل البقع أسطورة، من المهم أن نفهم كيفية تخزين الدهون في الجسم واستخدامها.

وأضاف: «تأخذ الدهون المخزنة في أجسامنا شكل الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون أو جزيئات الدهون التي يمكننا استخدامها للحصول على الطاقة، حوالي 95% من الدهون الغذائية التي نستهلكها هي عبارة عن دهون ثلاثية، وعندما نأكل، تقوم أجسامنا أيضًا بتحويل أي طاقة غير مستخدمة مستهلكة إلى دهون ثلاثية، يتم تخزينها في خلايا دهنية خاصة تسمى الخلايا الشحمية، ويتم إطلاقها في مجرى الدم ونقلها إلى الأنسجة الدهنية، وهي الأنسجة التي نشير إليها بشكل أكثر شيوعًا باسم دهون الجسم».

وأشار فولر إلى أن «دهون الجسم هذه توجد في جميع أنحاء أجسامنا، ولكنها مخزنة في المقام الأول على شكل دهون تحت الجلد وعلى شكل دهون حشوية حول أعضائنا الداخلية، وتعمل مخازن الدهون هذه بمثابة احتياطي حيوي للطاقة، حيث تتحرك أجسامنا للوصول إلى الدهون الثلاثية المخزنة لتوفير الطاقة خلال فترات التمرين الطويلة، كما أننا نعتمد أيضًا على هذه الاحتياطيات عندما نتبع نظامًا غذائيا ونصوم، ومع ذلك، على عكس ما قد تجعلنا نفكر في العديد من إعلانات تقليل الدهون، لا تستطيع عضلاتنا الوصول مباشرة إلى مخازن معينة من الدهون وحرقها عندما نمارس الرياضة».

وواصل بالقول: «بدلًا من ذلك، يستخدمون عملية تسمى تحلل الدهون لتحويل الدهون الثلاثية إلى أحماض دهنية حرة ومركب يسمى الجلسرين، والذي ينتقل بعد ذلك إلى عضلاتنا عبر مجرى الدم، ونتيجة لذلك، فإن مخازن الدهون التي نستخدمها للحصول على الطاقة عندما نمارس التمارين الرياضية تأتي من كل مكان في أجسامنا، وليس فقط المناطق التي نستهدفها لفقدان الدهون».

ولفت إلى أن «الأبحاث تعزز كيفية حرق أجسامنا للدهون عندما نمارس التمارين الرياضية، مما يؤكد أن تقليل الوزن الموضعي هو أسطورة فقدان الوزن، ويتضمن ذلك تجربة سريرية عشوائية مدتها 12 أسبوعًا والتي لم تجد أي تحسن أكبر في تقليل دهون البطن بين الأشخاص الذين نفذوا برنامج مقاومة البطن بالإضافة إلى التغييرات في النظام الغذائي مقارنة بأولئك في مجموعة النظام الغذائي فقط، وعلاوة على ذلك، وجد التحليل التلوي لعام 2021 لـ13 دراسة شملت أكثر من 1100 مشارك أن تدريب العضلات الموضعي لم يكن له أي تأثير على رواسب الدهون الموضعية، أي أن تمرين جزء معين من الجسم لم يقلل الدهون في ذلك الجزء من الجسم».

وتابع أن «الدراسات التي تهدف إلى إظهار فوائد التخفيض الموضعي لها أعداد صغيرة من المشاركين مع نتائج ليست ذات معنى سريريا».

تخزين وفقدان الدهون

أما عن السبب الثاني، فقال فولر إن «أجسامنا هي من تقرر أين نخزن الدهون وأين نفقدها منذ البداية، وهناك عوامل خارجة عن سيطرتنا تؤثر على المناطق والنظام الذي تخزن فيه أجسامنا الدهون وتفقدها، وهي: الجينات، والجنس، والعمر».

وأوضح أنه «بالنسبة للجينات، فمثلما يحدد الحمض النووي ما إذا كنا قصيرين أو طوال القامة، فإن علم الوراثة يلعب دورًا مهما في كيفية إدارة مخزون الدهون لدينا، وتظهر الأبحاث أن جيناتنا يمكن أن تمثل 60% من أماكن توزيع الدهون، لذا، إذا كانت والدتك تميل إلى تخزين الوزن وفقدانه من وجهها أولا، فهناك احتمال كبير أن تفعل ذلك أيضًا».

أما بالنسبة للجنس، فقال فولر: «تتمتع أجسامنا، بطبيعتها، بخصائص مميزة لتخزين الدهون مدفوعة بجنسنا، بما في ذلك امتلاك الإناث كتلة دهنية أكبر من الذكور، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى أن جسم الأنثى مصمم للاحتفاظ باحتياطيات من الدهون لدعم الحمل والرضاعة، حيث تميل النساء إلى إنقاص الوزن من الوجه والساقين والذراعين أولا لأنها تؤثر على الإنجاب بشكل أقل، مع الاحتفاظ بالدهون المخزنة حول الوركين والفخذين والأرداف».

وبالنسبة للعمر، قال فولر: «تؤدي عملية الشيخوخة إلى تغيرات في كتلة العضلات، والتمثيل الغذائي، ومستويات الهرمونات، مما قد يؤثر على مكان وسرعة فقدان الدهون، وتميل النساء بعد انقطاع الطمث والرجال في منتصف العمر إلى تخزين الدهون الحشوية حول القسم الوسطي ويجدونه مكانًا عنيدًا لتحويل الدهون منه».

الحبوب والمكملات الغذائية

أما السبب الثالث، فقال نيك فولر إنه «لا يمكن للحبوب والمكملات الغذائية التي لا تستلزم وصفة طبية أن تستهدف فقدان الدهون بشكل فعال».

وأشار إلى أن «معظم الإعلانات عن هذه الحبوب والمكملات الغذائية، بما في ذلك المنتجات التي تدعي أنها أفضل طريقة لفقدان دهون البطن، ستزعم أيضًا بكل فخر أن نتائج منتجاتها مدعومة بالتجارب السريرية والأدلة العلمية، لكن الواقع هو أن مجموعة من الدراسات المستقلة لا تدعم هذه الادعاءات».

وأضاف: «يتضمن ذلك دراستين حديثتين أجرتهما جامعة سيدني والتي فحصت بيانات من أكثر من 120 تجربة مضبوطة بالعلاج الوهمي للمكملات العشبية والغذائية، لم تقدم أي من المكملات الغذائية التي تم فحصها انخفاضًا ذا معنى سريريا في وزن الجسم بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة».

الخط السفلي

وقال فولر إن تقليل البقع هو أسطورة، فنحن لا نستطيع التحكم في المكان الذي تفقد فيه أجسامنا الدهون، ولكن يمكننا تحقيق النتائج التي نسعى إليها في مناطق محددة من خلال استهداف فقدان الدهون بشكل عام.

وأضاف أنه «بالرغم من أنك قد لا تفقد الوزن في مكان معين أثناء ممارسة الرياضة، إلا أن كل الأنشطة البدنية تساعد على حرق الدهون في الجسم والحفاظ على كتلة العضلات، وسيؤدي ذلك إلى تغيير في شكل جسمك بمرور الوقت وسيساعدك أيضًا في إدارة الوزن على المدى الطويل، وذلك لأن معدل الأيض لديك، أي مقدار الطاقة التي تحرقها أثناء الراحة، يتم تحديده من خلال كمية العضلات والدهون التي تحملها، ونظرًا لأن العضلات أكثر نشاطًا في التمثيل الغذائي من الدهون (بمعنى أنها تحرق طاقة أكثر من الدهون)، فإن الشخص الذي يتمتع بكتلة عضلية أعلى سيكون لديه معدل أيض أسرع من شخص له نفس وزن الجسم ولديه كتلة دهنية أعلى».

وأكد فولر أن «النجاح في فقدان الدهون على المدى الطويل يرجع إلى فقدان الوزن في أجزاء صغيرة يمكن التحكم فيها يمكنك تحملها، فترات من فقدان الوزن، تليها فترات من الحفاظ على الوزن، وما إلى ذلك، حتى تصل إلى الوزن المستهدف، كما يتطلب أيضا تغييرات تدريجية في نمط حياتك، مثل النظام الغذائي وممارسة الرياضة والنوم، لضمان تكوين عادات تدوم مدى الحياة.