تزيد هرمونات الحمل بشكل خطير.. تحذير من تعرض الحوامل للضغوط
خلصت أبحاث عدة إلى أن الضغوط التي تتعرض لها السيدات الحوامل في الأحياء اللاتي يعشن فيها من شأنها أن ترفع مستويات هرمونات الحمل على نحو خطير، ربما يهدد الحياة.
وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، فإن السيدات الحوامل اللاتي يتعرضن لضغوط متزايدة، لديهن مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الجنسي الأساسي لدى الذكور، مما يعطل تنظيم الهرمونات، وقد يؤدي إلى مضاعفات تهدد الحياة في أثناء الولادة وبعدها، وفقًا لأبحاث روتجرز.
مخاطر الضغوط للمرأة الحامل
وقال زوريمار ريفيرا نونيز، الأستاذ المساعد في علم الأوبئة في كلية روتجرز للصحة العامة والصحة العامة: «أظهرت الأبحاث السابقة أن التعرض للضغوطات يرتبط بالولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة ومضاعفات أخرى مثل تسمم الحمل وسكري الحمل وولادة جنين ميت».
وقالت ريفيرا نونيز: «كان الغرض من هذه الدراسة هو النظر في الآليات المحتملة بين ضغوطات الحياة وصحة الحمل، ونظرنا في هرمونات الستيرويد الجنسية لأنها مهمة للغاية لكل من نمو الجنين وصحة الأم».
قام الباحثون بتحليل بيانات من 262 امرأة حامل أكملن استبيانًا حول أحيائهن وخضعن لاختبارات الدم التي تقيس الهرمونات الجنسية مثل هرمون التستوستيرون في كل 3 أشهر.
وجد الباحثون أن النساء اللاتي يعشن في أحياء تعاني من ضغوطات مثل المساحات الشاغرة والمباني المهجورة وغيرها من علامات الاضطراب لديهن مستويات أعلى بكثير من هرمون التستوستيرون، أعلى بنسبة 40% تقريبًا بحلول الثلث الثالث من الحمل، مقارنة بالنساء اللاتي يعشن في أحياء منظمة جيدًا.
التستوستيرون والحمل
من المعروف أن التستوستيرون يلعب دورًا في مجموعة متنوعة من العمليات المرتبطة بالحمل، بما في ذلك التمايز الجنسي للدماغ أثناء النمو المبكر.
وقالت ميغان هانسيل، المؤلفة الأولى وطالبة الدكتوراه في كلية روتجرز للصحة العامة، إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن التدخلات الرامية إلى الحد من التوتر في الحي، مثل تحسين الوصول إلى المساحات الخضراء والموارد المجتمعية، يمكن أن تساعد في تحسين نتائج الحمل لجميع النساء الحوامل.
بالإضافة إلى المخاطر الصحية الجسدية المحتملة للحوامل وأطفالهن، فإن التوتر يمكن أن يضر أيضًا بالصحة العقلية للأم، كما أظهرت الدراسات السابقة، فالنساء الحوامل اللاتي يعشن في أحياء مرهقة هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والاكتئاب ومشاكل الصحة العقلية الأخرى، ويمكن أن تؤثر مشاكل الصحة العقلية هذه أيضًا على نتائج الحمل.
تأتي بيانات الدراسة من مجموعة فهم إشارات الحمل وتطور الرضع (UPSIDE)، التي جمعت العينات الحيوية والاستبيانات وبيانات السجلات الطبية من 262 امرأة تعيش في روتشستر وما حولها، نيويورك، حيث قام الباحثون بقياس الهرمونات الجنسية في مصل الأم، التستوستيرون الكلي، التستوستيرون الحر، إسترون واستراديول وإستريول في كل 3 أشهر من الحمل والمشاركين الذين شملهم الاستطلاع حول الضغوطات المجاورة.
UPSIDE هو جزء من برنامج NIH التأثيرات البيئية على نتائج صحة الطفل (ECHO)، وهي أكبر دراسة حول صحة الطفل في الولايات المتحدة.
وجد التحليل الجديد لبيانات UPSIDE أن 73% من النساء في المجموعة أبلغن عن تعرضهن لواحد أو أكثر من أنواع اضطرابات الحي، في حين أبلغ 22% عن تعرضهن للعنف.
في النماذج المعدلة، ارتبط اضطراب الجيران بارتفاع هرمون التستوستيرون خلال فترة الحمل، مع ملاحظة أقوى الارتباطات في الثلث الثالث من الحمل، حيث ارتبط اضطراب الجيران بمتوسط ارتفاع هرمون التستوستيرون بنسبة 38%، وكان التأثير أكثر وضوحًا عند النساء اللاتي يحملن أجنة ذكورًا وليس أجنة أنثوية.
لم يكن التعرض للعنف مرتبطًا بأي هرمونات.
وقالت ريفيرا نونيز: «تشير النتائج إلى أن التوتر قد يغير مستويات هرمون التستوستيرون قبل الولادة، وهو ما قد يفسر بعض النتائج السلبية التي نجدها عندما تعيش النساء الحوامل مع ضغوطات الحي، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإثبات وجود علاقة سببية».