دواء شائع يقلل من خطر الإصابة بسلالة السل المقاومة للأدوية
يعد مرض السل أحد الأمراض المعدية الخطيرة التي تصيب الرئتين في الأساس، كما تصيب أجزاءً أخرى من جسم الإنسان.
وفيما يعتقد البعض ان السل أو الدرن يصيب الرئة فقط، أوضح الدكتور أشرف حاتم، وزير الصحة الأسبق، ورئيس لجنة الصحة بمجلس النواب، أن هناك درنا رئويا يصيب الرئة، وهناك درن في الجسم وهو الدرن خارج الرئة، ويمكن أن يصيب المخ والعمود الفقري والعظام، لافتا إلى أن أكثر سبب كان للعقم عند الرجال والسيدات في مصر ناتج عن الإصابة بـ الدرن أو السل.
وفي بارقة أمل جديدة، أعلن باحثون أن حبة مضاد حيوي رخيصة الثمن ومتاحة على نطاق واسع تقلل إلى النصف خطر إصابة الأشخاص المعرضين لمرض السل المقاوم للأدوية بالسلالة القاتلة من المرض.
يأتي ذلك فيما يعد السل ثاني أكثر الأمراض المعدية فتكًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، حيث قتل عددًا أقل قليلًا من الأشخاص مقارنة بـ كوفيد-19 في العام الماضي، وفق ما ذكره موقع ساينس ألرت نقلا عن وكالة فرانس برس.
السل المقاوم للأدوية
في كل عام يصاب ما يقدر بنحو 450 ألف شخص بالسل المقاوم للأدوية المتعددة، والذي لم تعد أدوية الخطوط الأمامية فعالة في القضاء عليه.
لم يتمكن سوى 2 من كل 5 أشخاص مصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة من الحصول على العلاج في العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن المرض يؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص في البلدان النامية.
ليفوفلوكساسين لعلاج السل
ومع ذلك، فقد وجد أن المضاد الحيوي المتوفر بشكل شائع ليفوفلوكساسين يقلل بشكل آمن من خطر إصابة الأطفال بالسل المقاوم للأدوية المتعددة بنسبة 56%، وفقًا لبحث جديد تم إجراؤه في جنوب إفريقيا وتم تقديمه في مؤتمر الاتحاد العالمي لصحة الرئة في باريس.
ونقلت وكالة فرانس برس عن الباحثة الرئيسية آنيكي هيسيلينج قولها إن هذه كانت أول تجربة عشوائية محكومة بالعلاج الوهمي للنظر في ما إذا كان الدواء يمكن أن يمنع السل المقاوم للأدوية المتعددة لدى الأطفال.
وقال هيسيلنج، الباحث في جامعة ستيلينبوش، إن هذه الحبوب يمكن أن توفر حماية حاسمة للأطفال الذين يعيشون في منازل مع أحد الوالدين المصابين بالمرض.
وأضافت: «عندما يتعرض الطفل لمرض السل المقاوم للأدوية المتعددة، فإنه غالبًا ما يرى أشخاصًا يموتون، وكان ذلك مدمرًا في أسرهم».
ووجدت نتائج دراسة أخرى عُرضت في المؤتمر، والتي لم تتم مراجعتها بعد، أن الليفوفلوكساسين يمنع ظهور السلالة المقاومة للأدوية لدى 45% من البالغين في فيتنام.
تعاون فريقا البحث، واقترح نهج إحصائي يسمى التحليل البايزي أن الليفوفلوكساسين بشكل عام يقلل من خطر الإصابة بالسل المقاوم للأدوية المتعددة بنسبة 60% لجميع الأعمار.
وقد تابعت تجربة جنوب إفريقيا، التي مولتها جزئيًا وكالة الصحة الدولية «يونيتيد»، 453 طفلًا تعرضوا لشخص بالغ في منزلهم مصاب بالسل المقاوم للأدوية المتعددة، 5 فقط أصيبوا بالمرض.
ووصف رئيس شركة يونيتيد، فيليب دونيتون، البحث بأنه «تقدم كبير لديه القدرة على حماية ملايين الأطفال من مرض موهن».
كان الليفوفلوكساسين متاحًا منذ عقود، وقد تم استخدامه على نطاق واسع لعلاج مرض السل بدلًا من الوقاية منه.
يتضمن العلاج الوقائي تناول حبة واحدة يوميا لمدة 6 أشهر.
وقال هيسيلنج إنه منذ التجربة، تم تطوير نسخة أفضل مذاقًا وأكثر قابلية للذوبان و«صديقة للأطفال» من الليفوفلوكساسين.
تم الإعلان عن البحث حيث من المتوقع أن تقوم منظمة الصحة العالمية بتحديث إرشاداتها الخاصة بمرض السل في الأشهر المقبلة.