الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

تحسن علاجات السمنة.. تحديد مجموعة من الخلايا العصبية المسؤولة عن سلوكيات الأكل

الثلاثاء 21/نوفمبر/2023 - 01:00 ص
سلوكيات الأكل
سلوكيات الأكل


كشفت دراسة عن رؤى جديدة حول دور الدماغ في البحث عن الطعام عندما نكون جائعين، وهي معرفة قد تعزز فهم السمنة واضطرابات الأكل وتحسن العلاجات لأكثر من 3.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعيشون مع السمنة.

الدراسة أجراها باحثون من جامعة ولاية فلوريدا، حيث اكتشف فريق البحث، بقيادة الأستاذ المساعد في علم النفس وعلم الأعصاب شياو بينج تشانج، دوائر عصبية محددة في الدماغ تتحكم في السلوكيات التي يحركها الجوع، أو الاستتباب، أو السلوكيات غير المرتبطة بالجوع، أو السلوكيات التي تسعى إلى الحصول على الطعام، وفق ما نُشر في موقع ميديكال إكسبريس.

العلاج السلوكي

تشير نتائج الدراسة إلى أن العلاجات السلوكية قد تكون حلا فعالا على المدى الطويل للسمنة واضطرابات الأكل، وخاصة اضطراب الشراهة عند تناول الطعام.

وقال تشانج، الذي يركز برنامجه البحثي على تحديد اتصال ووظيفة الدوائر العصبية التي تنظم: «العلاج السلوكي هو أحد أفضل العلاجات لمكافحة اضطرابات الأكل والسمنة لأنه يستهدف جذور السلوك ولا يسبب آثارا جانبية ناجمة عن المخدرات».

تم نشر البحث في مجلة Science Advances.

السر في منطقة incerta

إن السلوكيات البشرية، بما في ذلك الرغبة في تناول الطعام، هي نتيجة عمليات معقدة في أدمغتنا، ولا يزال العلماء يتعلمون عن الآليات التي تتحكم في هذه الوظائف.

ووجد فريق تشانج البحثي أن المنطقة incerta، وهي منطقة عميقة في قلب الدماغ وغير مفهومة جيدًا، تلعب دورًا حاسمًا في التحكم في سلوكيات الأكل.

وقال تشانج: «عادة، يتم تنظيم سلوكيات البحث عن الطعام وتناول الطعام من خلال إشارات التمثيل الغذائي المتعلقة بحالة الطاقة في الجسم، ومع ذلك، فإن مراكز التغذية في الدماغ، مثل المنطقة incerta، قد يتم تنشيطها في بعض الأحيان عن طريق الإشارات المرتبطة بالغذاء أو المحفزات البيئية المكيفة بدلا من الاعتماد فقط على احتياجات الطاقة لدفع العمل».

من خلال العمل على نماذج الفئران، قام تشانج، جنبًا إلى جنب مع طالب الدكتوراه تشي يينج يي ومساعد البحث جيريميا نونيز، بعزل مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية الدوبامين داخل المنطقة incerta التي تنشط بسرعة لتحفيز سلوك البحث عن الطعام عندما تنخفض مستويات طاقة الجسم وتتوقف عن العمل أثناء تناول الطعام.

الدوبامين

يعمل الدوبامين، المعروف باسم الناقل العصبي «للشعور بالسعادة»، في نظام المكافأة في الدماغ، وتشير الأبحاث الحالية إلى أن مجموعة من الخلايا العصبية الدوبامين المحددة تدفع البحث عن الطعام المتوازن.

قام فريق تشانغ بإسكات خلايا الدوبامين العصبية عن عمد، مما جعل المشاركين في الدراسة لا يبحثون عن الطعام، حتى عندما يكونون جائعين.

ومع ذلك، فإن الأشخاص الذين لديهم خلايا عصبية الدوبامين الصامتة ما زالوا يستهلكون كمية كبيرة من الطعام عندما كان متاحًا مجانًا.

وتساعد النتائج الباحثين على فهم الظواهر المعقدة بيولوجيا في جذور المواضيع المتعلقة بالأكل مثل السمنة واضطرابات الأكل.

تسلط التطورات التي حققها مختبر تشانج الضوء على الآليات العصبية التي تؤدي إلى هذه الحالات لتمكين علماء النفس والأطباء من اتباع أساليب مختلفة وتقديم علاجات وعلاجات أكثر فعالية للمرضى.

أثناء إجراء هذه الدراسة، اكتشف تشانج أيضًا أن الخلايا العصبية ذات المنطقة incerta الدوبامين تساعد في تطوير الذكريات السياقية المتعلقة بالبحث عن الطعام.

وللمضي قدمًا، يأمل تشانج في دراسة التأثيرات المحددة للذاكرة السياقية على تنظيم الأكل والسلوك.

وقال تشانج: «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر أبحاث المختبر في مجلة نعتبرها عالية التأثير، وأشعر بالإلهام من العمل الذي قمنا به في مختبري، هذا المنشور مهم لتوجيه الاتجاه المستقبلي لأبحاثي وقدرتي على إضافة العلماء الشباب الموهوبين إلى الفريق».