الخميس 16 مايو 2024 الموافق 08 ذو القعدة 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

7 محافظات الأعلى إصابة.. نتائج حملة فيروس سي لطلاب الثانوية لم تفصح عنها الصحة | مستند

الأربعاء 10/أغسطس/2022 - 11:49 م
فحص فيروس سي
فحص فيروس سي


أجرت مجموعة من المسئولين بوزارة الصحة والسكان، وعدد من الباحثين في منظمة الصحة العالمية وأعضاء من اللجنة الوطنية لمكافحة الفيروسات الكبدية، دراسة بحثية تستعرض نتائج حملة فحص وعلاج الطلاب المراهقين في المرحلة الثانوية لفيروس سي، والتي تأتي ضمن المبادرة الرئاسية 100 مليون صحة.

وأفادت الدراسة، التي حصل القاهرة 24 على نسخة منها، بأن الحملة استهدفت فحص فيروس سي، لطلاب تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 18 عاما، ملتحقين بـ 8373 مدرسة، في 27 محافظة على مستوى الجمهورية، ويبلغ عددهم 3 ملايين و737 ألف و641 طالبا.

تسرب الطلاب من التعليم وقف عائقا أمام الحملة

واستمرت حملة الفحص 5 أشهر متتالية، تمكنت خلالها من الوصول إلى 3 ملايين و24 ألف و325 طالبا، وعدم القدرة على الوصول لـ 713 ألف و316 طالبا، لتصبح نسبة تغطية الفحص للحملة 80.9%، بحسب ما أفادت به الدراسة.

وكشف الدكتور إيهاب كمال، مساعد وزير الصحة والسكان لشئون التدريب، وأحد المشاركين في الدراسة البحثية، ومدير حملة الفحص آنذاك، العوائق التي حالت دون الوصول للعدد المستهدف من حملة الفحص.

الدكتور إيهاب كمال مساعد الوزير لشئون التدريب

وأوضح الدكتور إيهاب كمال، لـ القاهرة 24، أن السبب يرجع لوجود عدد من الطلاب المتسربين من التعليم وتغيب البعض الآخر عن الحضور للمدارس، إلى جانب رفض بعض أولياء الأمور توقيع إقرار بالموافقة المستنيرة على إجراء الفحص، مشيرا إلى أنه تم التواصل مع بعضهم لإقناعهم بالمشاركة، وفشل إقناع الآخرين.

وجود أجسام مضادة لفيروس سي في11 ألف و477 طالبا

وأوضحت الدراسة البحثية، أن نتائج الفحص الأولية للطلاب من خلال الكواشف السريعة، أظهرت وجود أجسام مضادة لفيروس سي في عينات 11 ألف و477 طالبا، وتم تحويلهم إلى المستوى الأعلى من الرعاية، لتقييم الحالة والتحقق من أهلية العلاج من عدمه.

وأشارت الدراسة، إلى أنه تم إبلاغ نتائج الفحص الأولى الإيجابية للوالدين فقط دون إعلام المدرسة؛ تجنبا للوصم المجتمعي، مضيفة أن من حضروا إلى مرحلة الفحص التأكيدي والتقييم قبل العلاج بلغ عددهم 10 آلاف و403 طلاب لإجراء اختبار PCR، فيما آثر أهالي 1074 طالبا إجراء الفحوصات بالقطاع الخاص.

وأظهرت نتائج فحص الـ PCR، إيجابية 8187 طالبا بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي سي، كما أكدت نتائج التقييم والاختبار لوظائف الكبد وفحص البطن بالموجات فوق الصوتية أهلية جميعهم للحصول والخضوع للعلاج.

الذين فضلوا عمل تحليل PCR في القطاع الخاص، منهم من آثر العلاج بالقطاع الخاص، وبعضهم خضع للعلاج بالقطاع الحكومي، وبذلك بحسب قول الدكتور لإيهاب كمال، أحد المشاركين بالدراسة البحثية والمسئول عن حملة الفحص في ذاك التوقيت.

وأَضاف أنه تم التواصل مع المتاح منهم لمتابعتهم ومعرفة نتائج الفحص، والتأكد من تلقيهم للعلاج، وعدم القدرة على الوصول للبعض الآخر. 

وعلل مساعد وزير الصحة والسكان لشئون التدريب، سبب وجود أجسام مضادة لفيروس سي في عينات 2 ألف و216 طالبا أظهرت نتائج فحص الـ PCR عدم وجود عدوى نشطة بالفيروس، قائلا: الأجسام المضادة نتيجة تعرض الشخص لإصابة حادة، وتعافيه منها من تلقاء نفسه، بفضل الجهاز المناعي للشخص.

29 طالبا فشل معهم علاج فيروس سي

وأكد إيهاب كمال، أنه بعد التعافي من الإصابة تظل الأجسام المضادة في دم الشخص طوال حياته، ولكنها لا تمنع تكرار الإصابة بالمرض، حال انتقال العدوى.

خضع الطلاب المؤكد إصابتهم بالمرض للعلاج، من خلال حصولهم على جرعة ثابتة من ليديباسفير 90 مجم مع سوفوسبوفير 400 مجم مرة واحدة يوميًا لمدة 12 أسبوعًا، أكمل 8172 طالبا العلاج لمدة 3 أشهر دون انقطاع، فيما انقطع أو توقف 15 مريضا عن العلاج دون حدوث آثار جانبية كبيرة.

بعد انتهاء فترة العلاج، يخضع الطلاب لاختبار PCR ثانٍ؛ للتأكد من فاعلية العلاج والقضاء على العدوى الفيروسية النشطة.

وأفادت الدراسة بأن 7356 طالبا حضروا الاختبار التأكيدي، وأظهرت النتائج تعافي 7327 طالبا من المرض، وفشل العلاج مع 29 حالة.

 

99 % نسبة شفاء لعلاج فيروس سي

نسبة الشفاء لكل من تم تشخيصه إيجابي PCR، وخضع للبروتوكول العلاجي بلغت 99.6%، والـ 29 حالة التي فشل العلاج معها خضعت لبروتكول علاجي آخر، وذلك بحسب إيهاب كمال.

وأضاف أن حصول من تعرض لانتكاسة "فشل العلاج" على نفس النوع من العلاج مرة أخرى، يزيد من فرص الانتكاسة للمرة ثانية، مشيرا أن الدواء المتوفر في ذلك الوقت هو "هارفوني"، لذا تطلب استقرار الحالة الصحية لمن تعرضوا للانتكاسة، والانتظار لحين توفير دواء آخر مناسب لهذه الفئة العمرية.

فيما أكد الدكتور وحيد دوس، رئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، خضوع من فشل معهم العلاج "29 حالة" بروتوكول علاجي ثان، مع خضوع الحالات التي انقطعت عن العلاج "15 طالبا" تم التواصل معهم وخضوعهم لبروتوكول علاجي مختلف.

الدكتور وحيد دوس

وأضاف وحيد دوس، لـ القاهرة 24، أن أي علاج نسبة الشفاء خاصته لا تصل إلى 100%، وعدد من فشل معهم العلاج أو حدث لهم انتكاسة نسبتهم قليلة جدا، وهي طبيعية.

المتعافي من فيروس سي يمكنه التبرع بالدم لكن بشروط

وتابع رئيس اللجنة العلمية لمكافحة الفيروسات الكبدية، أن الحالات التي تعافت من الإصابة بالفيروس يمكنها التبرع بالدم، بشرط ضمان سلبية اختبار PCR ثلاث مرات على فترات بعد العلاج، مشيرا أن الأجسام المضادة للفيروس حال انتقال من شخص متعافي لآخر لم يصب بالمرض على الإطلاق، لن يشكل على الأخير ضرر.

واستكمل: في الوقت الحالي لا تقبل بنوك الدم الحصول على أي تبرعات من حال بها أجسام مضادة لفيروس سي، لكن مع تطور العلاج وتوافر، وفي القريب سيتم السماح لكل من تعافي وأظهر اختبار الـ PCR أنه سلبي.

الذكور أعلى إصابة بفيروس سي بجميع المحافظات مقارنة بالفتيات

رصدت حملة الفحص أن الطلاب الذكور أعلى إصابة بالفيروس سي مقارنة بالفتيات، وذلك بجميع المحافظات، حيث بلغ عددهم 5949 طالبا إيجابيا في الاختبار السريع، مقابل 5528 طالبة، رغم أن معدل الفتيات اللاتي تم فحصهن أعلى بكثير من الأولاد، حيث بلغ معدل الطالبات المفحوصات مليون و639 ألف و576 طالبة، فيما بلغ عدد الأولاد المفحوصين مليون و384 ألف و749 طالبا.

وأظهرت الدراسة أن 7 محافظات ريفية سجلت خلال الحملة أعلى إصابات بالفيروس بين طلاب المرحلة الثانوية، منها 5 محافظات في صعيد مصر، وهي الفيوم، والمنيا، واسيوط، وبني سويف، وسوهاج"، والمحافظتين الباقيتين في دلتا النيل، وهما "المنوفية والشرقية".

المنيا أعلى المحافظات انتشارا لفيروس سي

والجدير بالملاحظة أن المنيا سجلت أعلى المحافظات انتشارا للمرض بين فئة المراهقين في تلك الحملة، ومحافظة جنوب سيناء الأعلى مقارنة بالمحافظات الحدودية، وأن نسبة إصابة المراهقين بالمرض في هذه المحافظة أعلى من الكبار.

وفسر الدكتور وحيد دوس، أحد المشاركين في الدراسة، أسباب إصابة تلك الفئة العمرية بعدوى فيروس سي، يرجع إلى سببين تم ملاحظتهم خلال الدراسة، الأول عن طريق الأهل داخل الأسرة، والثاني إصابة بعض الطلاب بالأورام ودخلوهم المستشفيات وخضعوهم للعلاج الكيماوي، وحاجتهم لنقل دم، مشيرا أن الإصابة بسبب التعاطي عددهم قليل ولم يكن ملحوظا. 

وأكد وحيد دوس، أن الحالات المكتشف إصابتها بالمرض، تمت متابعة أسرتهم بالكامل وخضوعهم لفحوصات طبية واختبارات تأكيدية وعلاج من ثبت إصابته منهم.
وأضاف رئيس اللجنة القومية لمكافحة فيروس سي، أن المنيا وسوهاج وأسيوط من المحافظات الأعلى الإصابات بالمرض بين الكبار والمراهقين، وهو ما يؤكد أن السبب الرئيسي للعدوى بين الطلاب هو الأسرة.

عوامل إصابة الذكور بفيروس سي

فيما يرى الدكتور إيهاب كمال، أن أسباب الإصابة في مثل هذه الفئة العمرية، يرجع إلى الذهاب للحلاق أو لطبيب الأسنان، أو من خلال استخدام ادوات شخصية لأحد مصاب من أفراد الأسرة.
وأضاف أن المحافظات السبع الأعلى إصابة كانت متشابهة مع نتائج حملة الفحص للبالغين، وهذا نتيجة أن هذه المحافظات من الأكثر فقرا، والمرض متوطن بها، نتيجة استخدام ابر غير معقمة ولأكثر من مرة في مكافحة داء البلهارسيا.

وأشار إيهاب كمال، أن الذكور أعلى إصابة مقارنة بالإناث نتيجة اتباع عادات غير صحية في عملية الختان لبعض المحافظات، أو انتشار مرض الهيموفيليا، نتيجة زواج الأقارب، وحاجتهم إلى نقل دم بشكل كبير، وهو ما تم ملاحظة بشكل كبير في محافظة الوادي الجديد.

4 ملايين دولار تكلفة حملة الفحص وعلاج طلاب المرحلة الثانوية من فيروس سي
وحول أسباب انتشار المرض بين المراهقين في محافظة جنوب سيناء، أشارت الدراسة البحثية أن التفسير المحتمل لهذه النتيجة هو "القبول المبكر للمراهقين في مجال العمل السياحي، وهو العامل الأساسي لهذه المحافظة، إلى جانب هجرة العائلات من المحافظات ذات الأعلى انتشار للفيروس للعمل في السياحة".

واستعرضت الدراسة التكاليف المالية التي تم الإنفاق عليها في المراحل الثلاث من الحملة "الفحص والتقييم والعلاج"، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للفحص الأولي 3 مليون و373 ألف و687 دولارا، والتكلفة الإجمالية للتقييم قدرت بـ 219 ألف و113 دولار، فيما وصلت التكلفة الإجمالية للعلاج 949 ألف و582 دولار، لتصبح تكلفة الإجمالية للفحص والتحديد والعلاج 4 مليون و542 ألف و382 دولار.