للمرة الأولى.. اكتشاف خطوة رئيسية لـ تليف الكلى
أظهر باحثون في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت، للمرة الأولى، أن تنشيط مستقبل عامل نمو البشرة (EGFR) ضروري لتطور تليف الكلى، وتندب الأنسجة بعد الإصابة التي يمكن أن تؤدي إلى الفشل الكلوي.
الاكتشاف الذي توصل إليه الباحثون، والذي نُشر في مجلة Nature Communications، يمكن أن يؤدي إلى أول علاج فعال لتليف الكلى، وقد يوفر نظرة ثاقبة لتطور التليف في الأعضاء الأخرى، بما في ذلك البنكرياس والرئة والكبد، وفي حالات أخرى، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
تم اكتشاف عامل نمو البشرة ومستقبله، الذي يحفز نمو أنسجة البشرة، منذ أكثر من 60 عامًا على يد الراحل ستانلي كوهين، عالم الكيمياء الحيوية الحائز على جائزة نوبل، والذي توفي في عام 2020.
اليوم مستقبل عامل نمو البشرة EGFR هو العامل هدف لعدد متزايد من أدوية السرطان.
وقد أشارت الدراسات السابقة إلى تورط مسار إشارات EGFR في تطور تليف الكلى، ولكن حتى الآن لم يتم تحديد الآليات الأساسية التي تؤدي إلى التليف.
كان لدى المؤلفين المشاركين في هذه الورقة، مينج تشي تشانج، وريموند سي. هاريس، اهتمام طويل الأمد بفهم الآلية الكامنة وراء تليف وفشل الكلى التدريجي.
الخلايا الحوطية والخلايا الليفية
ركز الباحثون في VUMC على الخلايا الحوطية والخلايا الليفية، وهي خلايا ضرورية لتكوين وعمل الأغشية القاعدية والأغشية خارج الخلية، والتي توفر الدعم الهيكلي والكيميائي الحيوي للأنسجة، بما في ذلك الكلى.
تشير الدراسات الحديثة إلى أنه بعد إصابة الكلى الحادة، تهاجر الخلايا الحوطية والخلايا الليفية وتتكاثر وتتمايز في النهاية إلى خلايا ليفية عضلية، وتشارك هذه الخلايا في التندب الليفي للأنابيب، والتي تعتبر في الكلى الهياكل الأساسية لإزالة النفايات من مجرى الدم.
في نموذج الفأر، أظهر الباحثون أن تنشيط EGFR كان ضروريًا لهجرة وانتشار الخلايا الليفية الكلوية والبيريسيتات قبل تحولها إلى خلايا ليفية عضلية.
أدى حذف EGFR بشكل انتقائي من مجموعتي الخلايا إلى منع تطور التليف بعد إصابة الكلى الحادة.
على المستوى الجزيئي، يتم تنشيط EGFR بواسطة إنزيم يسمى ADAM17، الذي يقسم EGF والروابط الأخرى التي ترتبط بالمستقبل.
يتم تشغيل ADAM17 بدوره بواسطة بروتينات iRhom2 داخل الغشاء.
قد يكون استهداف iRhom2 إحدى الطرق لمنع تنشيط EGFR. وقال الباحثون إن الهدف الآخر المحتمل هو مستقبل ذو صلة يسمى ErbB4، والذي عند تنشيطه في الخلايا الليفية، من المحتمل أن يقاوم تأثيرات تنشيط EGFR.
وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفرضيات.