هل انخفاض هرمون التستوستيرون يؤدي إلى إصابة الرجال بـ هشاشة العظام؟

كشف باحثون في جامعة ووهان الرياضية بالصين، عن وجود علاقة سلبية بين مستويات هرمون التستوستيرون في الدم والتهاب المفاصل.

جاء ذلك في وقت تبدو فيه العلاقة بين هرمون التستوستيرون في الدم والتهاب المفاصل غير خطية، ولم يكن من الممكن العثور على علاقة سببية مباشرة، وفق ما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.

انخفاض هرمون التستوستيرون في الدم والتهاب المفاصل

وفي بحث بعنوان «انخفاض هرمون التستوستيرون في الدم يرتبط بزيادة احتمال الإصابة بالتهاب المفاصل»، نُشر في مجلة Scientific Reports، بحث الفريق في العلاقة بين مستويات هرمون التستوستيرون في الدم والتهاب المفاصل لدى البالغين في الولايات المتحدة باستخدام بيانات المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES) من 2013 إلى 2016.

كان لدى المشاركين في الربع الأعلى من مستويات هرمون التستوستيرون انخفاض كبير في خطر الإصابة بالتهاب المفاصل مقارنة مع أولئك الموجودين في الربع الأدنى.

تماشيا مع الدراسات السابقة التي أظهرت انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون لدى مرضى التهاب المفاصل مقارنة بعامة السكان، تم العثور على ارتباطات مهمة بين هرمون التستوستيرون والتهاب المفاصل، خاصة عند النساء والأفراد الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم ≥ 30 كجم/م 2.

بشكل عام، بدا الارتباط بين هرمون التستوستيرون في الدم والتهاب المفاصل غير خطي بناءً على تحليل تركيب المنحنى، مما يشير إلى وجود عمليات أكثر تعقيدًا لا يمكن أن تعزى إلى هرمون التستوستيرون وحده.

وتسلط النتائج الضوء على الأدوار المحتملة للهرمونات مثل الإستروجين والتستوستيرون في استقلاب الغضروف.

يمكن تحويل التستوستيرون إلى استراديول، الذي يرتبط بمستقبلات هرمون الإستروجين ويمكن أن ينظم فسيولوجيا العظام والغضاريف.

لم تبحث الدراسة الحالية بشكل مباشر في هذا المسار ولكنها تقترحه كخط بحث محتمل للدراسات المستقبلية.

وفي سيناريو آخر، يمكن أن يكون التعرض لهرمون التستوستيرون بمثابة عامل وقائي ضد الالتهاب.

ويمكن للجزيئات الالتهابية أن تحفز تدهور الغضروف عن طريق تنشيط الإنزيمات التي تحطم المصفوفة خارج الخلية للغضروف.

تقليل أمراض المناعة الذاتية عند الرجال

يرتبط التستوستيرون بمستقبلات أندروجين محددة، ويشكل مجمعات نشطة تنظم التعبير الجيني.

الأندروجينات، بما في ذلك هرمون التستوستيرون، هي عوامل طبيعية مثبطة للمناعة تؤثر على الجهاز المناعي بشكل مباشر أو تنظم مستويات السيتوكينات ووظيفة الخلايا الليمفاوية.

ويشير المؤلفون إلى أن هذا قد يساهم في جعل الرجال أقل عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية عن طريق تغيير مسارات الاستجابة المناعية، على الرغم من أن تأكيد هذه الفكرة كان خارج نطاق الدراسة الحالية.

هشاشة العظام هو مرض شائع يحدث لدى معظم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، وتشمل الأعراض الأولية آلام المفاصل وتيبسها، على الرغم من أن الحالة لها مجموعة واسعة من الأنسجة المرتبطة والمظاهر الخاصة بالموقع والتي تشمل الغضاريف والعظام والعضلات والأربطة وأنسجة المفاصل الأخرى.

يعد علاج هشاشة العظام كمرض أمرًا معقدًا جزئيا لأن الأعراض وليس الأسباب هي التي تحدده.

خصائص هشاشة العظام، حيث إنها تؤثر على مواقع المفاصل المختلفة، يمكن أن تبدو حالة أولية أو ثانوية، تسبب تلف الأنسجة من خلال الالتهاب أو تنتج عن الأنسجة التالفة التي تؤدي إلى الالتهاب.

مع تقدم الأبحاث، يمكن تحديد الأسباب والتأثيرات المختلفة للأعراض لتوفير المزيد من العلاجات المستهدفة وطرق الوقاية.