أمل جديد لمرضى اضطراب الجلد المناعي الذاتي
كشفت أبحاث متقدمة عن طرق جديدة لإزالة الخلايا المناعية التي تسبب أمراض المناعة الذاتية الجلدية دون التأثير على الخلايا الواقية التي تحارب العدوى والسرطان.
إعادة تشكيل المشهد المناعي للبشرة
ووفق ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، اكتشف الباحثون، بقيادة البروفيسورة لورا ماكاي، من جامعة ملبورن، ورئيسة المختبر ورئيسة موضوع علم المناعة في معهد بيتر دوهرتي للعدوى والمناعة، آليات متميزة تتحكم في أنواع مختلفة من الخلايا المناعية، ووجدوا أنه من خلال استهداف هذه الخلايا بدقة، يمكنها القضاء بشكل انتقائي على الخلايا المسببة للمشاكل وإعادة تشكيل المشهد المناعي للبشرة.
فالبشرة مليئة بالخلايا المناعية المتخصصة التي تحمي من الالتهابات والسرطان وتعزز الشفاء.
تبقى هذه الخلايا، التي تسمى الخلايا التائية المقيمة في الأنسجة أو خلايا TRM، في مكانها لمحاربة الالتهابات والخلايا السرطانية في الجلد.
ومع ذلك، عندما لا يتم التحكم فيها بشكل صحيح، يمكن لبعض خلايا TRM الجلدية أن تساهم في أمراض المناعة الذاتية، مثل الصدفية والبهاق.
أهداف دقيقة لاستراتيجيات العلاج المحتملة
وقال الدكتور سيمون بارك من جامعة ملبورن، وهو زميل أبحاث فخري وزميل ما بعد الدكتوراة السابق في مختبر ماكاي في معهد دوهرتي، والمؤلف الأول للدراسة، إن هذا البحث هو الأول من نوعه الذي يصف العناصر الفريدة التي تتحكم في أنواع مختلفة من الكائنات الحية، خلايا TRM الجلدية في النماذج الحيوانية، تقدم أهدافًا دقيقة لاستراتيجيات العلاج المحتملة.
وقال الدكتور بارك: «تتنوع الخلايا المناعية المتخصصة في جلدنا، فالعديد منها مهم للوقاية من العدوى والسرطان، لكن بعضها الآخر يلعب دورا كبيرا في التوسط في المناعة الذاتية».
وأضاف: «لقد اكتشفنا اختلافات رئيسية في كيفية تنظيم أنواع مختلفة من خلايا الجلد التائية، مما يسمح لنا بتعديل المشهد المناعي للبشرة بدقة وبطريقة مستهدفة».
وأوضحت الدكتورة سوزان كريستو من جامعة ملبورن، كبيرة مسؤولي الأبحاث في مختبر ماكاي بمعهد دوهرتي والمؤلفة الأولى المشاركة في الدراسة، كيف يمكن لهذه الاكتشافات أن تعزز الجهود المبذولة لعلاج الأمراض الجلدية.
قال الدكتور كريستو: «معظم علاجات المناعة الذاتية تعالج أعراض المرض بدلًا من معالجة السبب، غالبًا ما تؤثر العلاجات التقليدية لاضطرابات الجلد على جميع الخلايا المناعية بشكل عشوائي، مما يعني أننا قد نمحو أيضًا الخلايا التائية الواقية لدينا».
وأضاف: «حتى الآن، لم نكن نعرف كيفية فصل الخلايا التائية (السيئة) في الجلد عن الخلايا الوقائية (الجيدة)، ومن خلال هذا البحث، اكتشفنا جزيئات جديدة تسمح لنا بإزالة الخلايا التائية المسببة للأمراض بشكل انتقائي في الجلد».
في هذه الدراسة المنشورة في مجلة Science، استخدم فريق البحث هذه المعرفة الجديدة للقضاء على الخلايا «الإشكالية» التي يمكن أن تسبب اضطرابات المناعة الذاتية، مع الحفاظ على الخلايا «الجيدة» التي تعتبر ضرورية للحفاظ على المناعة الوقائية.
وأوضحت البروفيسورة لورا ماكاي، من جامعة ملبورن، وكبيرة مؤلفي الدراسة، أن هذه النتائج يمكن أن تمهد الطريق لعلاجات أكثر دقة وطويلة الأمد للأمراض الجلدية.
وقالت: «من الصعب علاج الأمراض الجلدية مثل الصدفية والبهاق على المدى الطويل، ومن الصعب إزالة الخلايا التائية المسببة للمرض، لذلك يحتاج المرضى في كثير من الأحيان إلى علاج مدى الحياة، إن نهجنا لديه القدرة على إحداث ثورة في الطريقة التي نعالج بها هذه الاضطرابات الجلدية بشكل كبير».
وأضافت أن «تحسين النتائج للأشخاص الذين يتعاملون مع الأمراض الجلدية الصعبة».
مع إظهار الدراسة الإزالة الناجحة لخلايا T محددة من الجلد في النماذج الحيوانية، من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث للتحقق من فعالية هذه الاستراتيجيات على البشر.
ويأمل الدكتور بارك أن تلهم هذه الدراسة تطوير علاجات جديدة للأمراض الجلدية.
وقال الدكتور بارك: «تقربنا هذه الاكتشافات من تطوير أدوية جديدة تمنع بشكل دائم اضطرابات الجلد المناعية الذاتية دون المساس بالحماية المناعية».