الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

استعادة وظائف المخ المفقودة.. أمل جديد لمصابي السكتة الدماغية

الأحد 03/ديسمبر/2023 - 02:00 ص
السكتة الدماغية
السكتة الدماغية


نجح الباحثون في استعادة وظائف المخ المفقودة في نماذج الفئران المصابة بالسكتة الدماغية باستخدام جزيئات صغيرة يمكن تطويرها في المستقبل لتصبح علاجا للتعافي من السكتة الدماغية.

وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، قال تاديوش فيلوك، أستاذ علم الأحياء العصبي بجامعة لوند في السويد: «يتغير التواصل بين الخلايا العصبية في أجزاء كبيرة من الدماغ بعد الإصابة بسكتة دماغية، وقد أظهرنا أنه يمكن استعادته جزئيا مع العلاج».

وأضاف: «في الوقت نفسه، تستعيد القوارض الوظائف الحسية الجسدية المفقودة، وهو الأمر الذي يعاني منه حوالي 60% من جميع مرضى السكتة الدماغية اليوم، والنتيجة الأكثر بروزًا هي أن العلاج بدأ بعد أيام عدة من الإصابة بالسكتة الدماغية».

تلف الدماغ

في السكتة الدماغية، يؤدي نقص تدفق الدم إلى الدماغ إلى تلفه، مما يؤدي بسرعة إلى فقدان الخلايا العصبية التي تؤثر على أجزاء كبيرة من الشبكة الواسعة من الخلايا العصبية في الدماغ، وهذا قد يؤدي إلى فقدان الوظائف مثل الشلل، وضعف الحواس الحركية، وصعوبات في الرؤية والكلام، ولكن أيضًا إلى الألم والاكتئاب.

لا توجد حاليا أي أدوية معتمدة تعمل على تحسين أو استعادة الوظائف بعد السكتة الدماغية، باستثناء علاج إذابة الجلطة في المرحلة الحادة (خلال 4.5 ساعة من السكتة الدماغية).

تحدث بعض التحسينات التلقائية، لكن العديد من مرضى السكتة الدماغية يعانون من فقدان مزمن للوظائف، على سبيل المثال، يعاني حوالي 60% من المصابين بالسكتة الدماغية من فقدان الوظائف الحسية الجسدية مثل حاسة اللمس والوضعية.

نتائج واعدة

أظهرت دراسة دولية نشرت مؤخرا في مجلة برين بقيادة فريق بحث من جامعة لوند بالتعاون مع جامعة روما لا سابينزا وجامعة واشنطن في سانت لويس نتائج واعدة في الفئران والجرذان التي عولجت بفئة من المواد التي تمنع مستقبلات الجلوتامات الأيضية (mGluR5)، وهو المستقبل الذي ينظم الاتصال في شبكة الخلايا العصبية في الدماغ.

وقال تاديوش فيلوك، الذي قاد الدراسة: «لقد استعادت القوارض التي عولجت بمثبط GluR5 وظائفها الحسية الجسدية».

بعد يومين من السكتة الدماغية، أي عندما تطور الضرر وأصبح ضعف الوظيفة أكثر وضوحًا، بدأ الباحثون في علاج القوارض التي أظهرت أكبر قدر من الضعف الوظيفي.

وأضاف تاديوش فيلوك: «لقد لوحظ تأثير علاج مؤقت بعد 30 دقيقة فقط، ولكن العلاج لعدة أسابيع ضروري لتحقيق تأثير تعافٍ دائم، ولوحظ بعض التحسن في الوظائف حتى عندما بدأ العلاج بعد 10 أيام من الإصابة بالسكتة الدماغية».

والأهم من ذلك، تحسنت الوظائف الحسية الحركية، على الرغم من أن مدى تلف الدماغ لم يتضاءل.

وأوضح تاديوس فيلوك أن هذا يرجع إلى الشبكة المعقدة من الخلايا العصبية في الدماغ، والمعروفة باسم الشبكة العصبية، أي كيفية ارتباط مناطق مختلفة من الدماغ والتواصل مع كل منها لتشكيل الأساس لمختلف وظائف الدماغ.

وقال: «إن ضعف الوظيفة بعد السكتة الدماغية يرجع إلى فقدان الخلايا، ولكن أيضًا بسبب انخفاض النشاط في أجزاء كبيرة من الشبكة العصبية في الدماغ السليم، ويبدو أن المستقبل mGluR5 هو عامل مهم في انخفاض النشاط في الشبكة العصبية، والذي يتم منعه عن طريق الخلايا العصبية».

وأظهرت النتائج أيضًا أن الوظيفة الحسية الحركية قد تحسنت بشكل أكبر إذا تم دمج العلاج بمثبط mGluR5 مع التدريب الحسي الجسدي عن طريق إيواء العديد من القوارض في أقفاص غنية بالألعاب والسلاسل والشبكات والأنابيب البلاستيكية.

ويأمل الباحثون أن تؤدي نتائجهم في المستقبل إلى علاج سريري يمكن البدء به بعد أيام قليلة من السكتة الدماغية.