بالذكاء الاصطناعي.. كيف يمكن تحديد النساء المعرضات لخطر الإصابة بـ سرطان الثدي؟

يتيح استخدام الذكاء الاصطناعي تحديد هوية النساء المعرضات لخطر الإصابة بـ سرطان الثدي في فحوصات التصوير الشعاعي للثدي حتى يمكن اكتشاف السرطان في وقت مبكر.

وقد أظهرت مجموعة بحث دولية بقيادة معهد كارولينسكا في السويد الآن أن هذه الطريقة فعالة في بلدان أوروبية مختلفة.

وذكر موقع ميديكال إكسبريس أن الدراسة تم نشرها في مجلة لانسيت للصحة الإقليمية – أوروبا.

تحديد المعرضات لخطر الإصابة بـ سرطان الثدي

يستطيع نموذج المخاطر القائم على الذكاء الاصطناعي لتقييم الصور الشعاعية للثدي تحديد النساء المعرضات لخطر الإصابة بـ سرطان الثدي، والذين قد يحتاجون إلى فحوصات تكميلية لتحسين إمكانية الكشف المبكر.

بعد اختبار الطريقة على أكثر من 8500 امرأة في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا، أصبح بإمكان الباحثين الآن إثبات أن النموذج يعمل بشكل جيد في مجموعات سكانية مختلفة.

في برامج التصوير الشعاعي للثدي الحالية، يتم فحص النساء على مدى عمر محدد (40-74 سنة في السويد) وفترة زمنية، غالبًا كل عامين.

ومع ذلك، فقد أظهرت الأبحاث أن خطر الإصابة بـ سرطان الثدي يختلف، مما يعني أن النساء سيستفيدن من الفحص الفردي من خلال الحصول على فكرة أفضل عن المخاطر الشخصية التي يتعرضن لها.

نماذج الخطر موجودة منذ عقود، وغالبًا ما تعتمد على تاريخ عائلة المرأة للإصابة بسرطان الثدي وعوامل نمط الحياة.

ما دور الذكاء الاصطناعي؟

ومن خلال السماح للذكاء الاصطناعي المدرب بفحص الصور، طور الباحثون نوعًا جديدًا تمامًا من نماذج المخاطر استنادًا إلى تغييرات صغيرة في الصور أصغر بكثير من أن تتمكن العين البشرية من تسجيلها.

يوضح قائد الدراسة ميكائيل إريكسون، باحث ما بعد الدكتوراه في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي أن «الأمر ليس بسيطًا مثل النماذج التقليدية التي تستخدم عددًا قليلًا من العوامل مثل الجينات، حيث توجد آلاف العوامل في الصورة التي يتم أخذها بعين الاعتبار».

وقال إريكسون: «إن الذكاء الاصطناعي قادر على العثور على أنماط مختلفة في هذه العوامل، كل منها ضعيف ولكن يمكن للذكاء الاصطناعي الجمع بينها، ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تقديم تقييم شامل لما يحتمل أن يحدث في الثدي في المستقبل».

في الوقت الحاضر، يتم تشخيص عدد كبير من النساء في مرحلة متأخرة ويمكن أن يصبن بـ سرطان الثدي بين الفحوصات.

يمكن استخدام نموذج المخاطر القائم على الذكاء الاصطناعي لتحديد النساء اللاتي يحتاجن إلى فحص إضافي كمكمل لتصوير الثدي الشعاعي الطبيعي، بحيث يمكن اكتشاف أي أورام في وقت مبكر.

تؤكد الدراسة الحالية التقارير السابقة التي تمكن فيها نموذج المخاطر القائم على الذكاء الاصطناعي من تحديد مجموعة من النساء اللاتي لديهن ما يقرب من 7 أضعاف خطر الإصابة بـ سرطان الثدي مثل السكان العاديين.

الفحص الفردي

يقول الدكتور إريكسون: «بالرغم من أن حوالي 6% من النساء كن معرضات لمخاطر عالية، إلا أنه يتم فحصهن اليوم بنفس الطريقة التي يتم بها فحص النساء منخفضات المخاطر، نعتقد أن الفحص المُعدّل خصيصًا قد يكون أكثر ملاءمة لهؤلاء النساء».

ومع ذلك، لم يكن الغرض من هذه الدراسة هو النظر إلى الاستخدام السريري في حد ذاته، بل فحص ما إذا كانت الطريقة، التي تم تقييمها بالفعل في السويد والولايات المتحدة، تعمل أيضًا في برامج تصوير الثدي بالأشعة السينية المختلفة في جميع أنحاء أوروبا.

وقال إريكسون: «أولًا، تقوم بتطوير النموذج واختباره على مجموعة سكانية محدودة قليلًا، ثم تنتقل إلى إثبات قابلية التعميم على مجموعات سكانية أخرى، وبعد ذلك تصل إلى نقطة تعتقد فيها أن النموذج يعمل».

تتمثل المرحلة التالية من البحث في إجراء دراسة سريرية في أوروبا يتم فيها اختبار النساء عند فحصهن وإعطائهن علاجات مختلفة اعتمادًا على قيمة المخاطر التي يمنحها لهن نموذج الذكاء الاصطناعي.