الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

المبيدات الحشرية.. كيف تزيد خطر الإصابة بـ مرض باركنسون؟

السبت 09/ديسمبر/2023 - 12:32 م
مرض باركنسون
مرض باركنسون


مرض باركنسون يعد واحدا من بين الأمراض التي لم يتم التوصل إلى علاج فعال لها، ويقتصر دور الأدوية والعلاجات التي يتم الاعتماد عليها على تخفيف أعراض المرض إلى حد كبير.

وفي بعض الحالات، قد يقترح الطبيب إجراء جراحة لتنظيم عمل مواضع محددة من الدماغ وتحسين أعراض المرض.

ويعد مرض باركنسون اضطرابا يتفاقم بشكل تدريجي، ويؤثر على الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب، حيث تبدأ الأعراض ببطء، وقد يكون أول الأعراض ظهورا رُعاش لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط.

المبيدات الحشرية ومرض باركنسون

وفي حين جدد الاتحاد الأوروبي الموافقة على استخدام مبيدات الأعشاب الجليفوسات لمدة 10 سنوات أخرى، أصدر العلماء دعوة للعمل على تقليل استخدام المواد الكيميائية الزراعية أو استبدالها.

فالمبيدات الحشرية لها علاقة معروفة منذ فترة طويلة بمرض باركنسون بناءً على الأدلة الوبائية والتجريبية من النماذج الحيوانية، وفق ما أكده موقع ميديكال إكسبريس، مما يجعل التقليل من استخدامها أمرا وجوبيا.

تحلل مقالة مراجعة في مجلة مرض باركنسون الأدلة الحالية وتقدم البدائل والتوصيات المستقبلية.

وقالت البروفيسور دانييلا بيرج، رئيسة فريق البحث: «يجب أن تؤخذ النتائج على محمل الجد، وأن تضع صحة الإنسان في مرتبة أعلى من المصالح الأخرى، وبالتالي الالتزام بالهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة: الصحة الجيدة والرفاهية للجميع».

تأثيرات سامة على الجهاز العصبي

تشير الأدلة التجريبية إلى أن المبيدات الحشرية قد تمارس تأثيرات سامة مباشرة على الجهاز العصبي، بما في ذلك الجهاز العصبي المركزي (يؤثر على الخلايا العصبية الدوبامينية، مما يؤدي إلى مرض باركنسون)، والجهاز العصبي المحيطي/المعوي (مما يؤدي إلى خلل في الجهاز الهضمي وتراكم ألفا سينوكلين).

بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي المبيدات الحشرية إلى تغييرات في تكوين و/أو وظيفة الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء.

يعتبر الخلل في محور الأمعاء الميكروبيوم والدماغ مساهما هاما في التسبب في مرض باركنسون.

في النماذج الحيوانية، تتوافق العديد من هذه التغييرات مع تغيرات ميكروبيوم الأمعاء المشابهة لتلك التي تظهر في مرضى باركنسون.

تلخص هذه المراجعة الآثار الضارة للمبيدات الحشرية وتضيف آثارًا على خطر صحي آخر: التأثير الضار للمبيدات الحشرية على الميكروبيوم البشري.

في مراجعة أنيقة وشاملة، قام كولشاروفا وزملاؤه بتلخيص الأدلة ذات الصلة المباشرة بالنقاش الدائر بشأن اللوائح المتعلقة باستخدام المبيدات الحشرية، من منظور التأثيرات غير المباشرة على الدماغ، من خلال الاضطرابات في وظيفة حاجز الأمعاء وفي الميكروبيوم الذي يبدأ في انتشار الأحداث المسببة للأمراض.

وقالت ديان بي. ري، من قسم علوم الصحة البيئية، كلية ميلمان للصحة العامة، إنه «على سبيل المثال، يؤثر الجليفوسات، وهو مبيد الأعشاب الأكثر استخدامًا على نطاق واسع، على مسار الشيكيمات، الموجود في النباتات، وليس البشر، وهو مهم أيضًا للعديد من البكتيريا، وبالتالي، يحد الجليفوسات من بقاء بعض البكتيريا، مما يؤدي إلى خلل في تركيبات الميكروبيوم ونقص العديد من منتجات المسار الشيكيميت ذات الصلة بالبشر».

وفي الوقت الذي يحدث فيه ارتفاع غير مسبوق في أمراض التنكس العصبي على مستوى العالم، مع توقع تضاعف مرض باركنسون بحلول عام 2040، فإن الدليل الواضح على تأثير نمط الحياة والبيئة والعواقب الضارة التي لا يمكن إنكارها لاستخدام الجليفوسات والمبيدات الحشرية الأخرى يتطلب المزيد من البحث لفهم أفضل.

واعترف البروفيسور بيرج بأن «إطعام سكان العالم المتزايدين يمثل تحديا كبيرًا، ومع ذلك، فإن الزيادة السريعة في أمراض التنكس العصبي مع وجود صلة واضحة بنمط الحياة والتغيرات البيئية بما في ذلك استخدام المواد السامة أمر مثير للقلق، وحقيقة أن المبيدات الحشرية من المحتمل أن تساهم في زيادة مرض باركنسون يجب أن تؤدي إلى موجة من الأبحاث التي تهدف إلى فهم آليات السمية بهدف نهائي هو تجنبها».

وقال: «نأمل في رفع مستوى الوعي داخل المجتمع العلمي وكذلك بين صناع السياسات والجمهور بشكل عام، لقد حققت الإنسانية وما زالت تحقق تطورات مذهلة، ولا شك أنه سيكون هناك حل لإطعام سكان العالم دون تسميمهم في نفس الوقت».

بناءً على أبحاثهم وخبراتهم، يوصي المؤلفون بالمسارات المستقبلية التالية للتخفيف من الأضرار المحتملة لاستخدام المبيدات الحشرية:

هناك حاجة إلى مزيد من التحقيق في آثار المبيدات الحشرية على تطور أمراض التنكس العصبي، مع التركيز بشكل خاص على PD وتأثير تكوين الكائنات الحية الدقيقة والتمثيل الغذائي.

ينبغي تطوير التقنيات الزراعية التي تتيح حصادا كافيا لسكان العالم دون استخدام المبيدات الحشرية التي تشكل خطرا على الصحة.

يحتاج صناع السياسات إلى دعم العلماء والاستماع إليهم.

يجب زيادة الوعي بالبيئة وأسلوب الحياة، وهو أمر لا يمكن تحقيقه إلا من خلال معلومات واضحة وقائمة على الأدلة.

وإلى أن يتم التوصل إلى قرارات سياسية واضحة، لا بد من التركيز على استخدام معدات الحماية وأساليب نمط الحياة الوقائية.