الخلية غير المدروسة في الدماغ.. هل تسهم في علاج الورم الأرومي الدبقي؟
يعد الورم الأرومي الدبقي أحد أكثر أنواع السرطان مقاومة للعلاج، حيث يبقى الأشخاص الذين تم تشخيصهم على قيد الحياة لمدة أقل من عامين.
في دراسة جديدة نشرت في npj Genomic Medicine، وجد الباحثون في جامعة نوتردام أن الخلية التي لم تتم دراستها إلى حد كبير يمكن أن تقدم نظرة جديدة حول كيفية قدرة سرطان الدماغ الأولي العدواني على مقاومة العلاج المناعي، وفق ما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.
وقال مينال داتا، الأستاذ المساعد في هندسة الطيران والهندسة الميكانيكية في جامعة نوتردام، وكبير مؤلفي الدراسة: «قبل عقد من الزمن، لم نكن نعرف حتى وجود الخلايا الليفية المحيطة بالأوعية الدموية داخل الدماغ، وليس فقط في بطانة الجمجمة»ز
وأضاف: «تتمثل خبرة مختبري في فحص الأورام من خلال نهج هندسي قائم على الأنظمة والنظر في السمات الميكانيكية الجديدة في السرطانات النادرة التي ربما لم يتم دراستها أو تجاهلها».
خلايا ليفية محيطة بالأوعية الدموية
باستخدام المعلوماتية الحيوية القياسية والأساليب الأحدث المستندة إلى الذكاء الاصطناعي، بدأ مختبر Datta's TIME في تحليل الجينات المختلفة المعبر عنها في البيئة الدقيقة للورم المرتبطة بالمصفوفة خارج الخلية، أو الخلايا الداعمة التي يتم إنشاؤها لدعم التصاق الخلايا في المستقبل، وهجرتها، وانتشارها، وتمايزها، وأنواع الخلايا المختلفة الأخرى.
ما وجدوه كان نوعًا مفاجئًا وجديدًا من الخلايا: الخلايا الليفية المحيطة بالأوعية الدموية.
توجد هذه الخلايا الليفية عادةً في الأوعية الدموية للدماغ السليم وتترسب الكولاجين للحفاظ على السلامة الهيكلية لأوعية الدماغ ووظائفها.
اكتشاف بالصدفة
وقال ماكسيم زارودنيوك، طالب الدراسات العليا في مختبر تايم وبرنامج الدكتوراه في الهندسة الحيوية، والمؤلف الأول للدراسة: «لقد كان اكتشافًا بالصدفة».
وأضاف: «لقد بدأنا في اتجاه مختلف تمامًا وعثرنا على هذه المجموعة من الخلايا باستخدام مزيج من تحليلات تسلسل الحمض النووي الريبي (RNA) السائبة والخلية الواحدة لأورام المرضى».
في بياناتهم، تمكن الباحثون من تحديد مجموعتين من المرضى: أولئك الذين لديهم نسبة أعلى من الخلايا الليفية المحيطة بالأوعية الدموية وأولئك الذين لديهم نسبة أقل بكثير من الخلايا الليفية، ووجدوا أن مرضى سرطان الدماغ الذين لديهم المزيد من الخلايا الليفية المحيطة بالأوعية الدموية في أورامهم كانوا أكثر عرضة للاستجابة بشكل سيئ للعلاجات المناعية وكانت نتائج بقائهم على قيد الحياة ضعيفة.
عند استكشاف كيفية تحقيق ذلك، وجد الباحثون أن الخلايا الليفية المحيطة بالأوعية الدموية تدعم إنشاء بيئة دقيقة للورم المثبطة للمناعة، مما يسمح للسرطان بالتهرب بشكل أفضل من جهاز المناعة.
قد تساعد الخلايا الليفية أيضًا السرطان على مقاومة العلاجات، مثل العلاج الكيميائي الذي يستهدف الخلايا المنقسمة، من خلال تعزيز الخلايا السرطانية الشبيهة بالجذع والتي نادرًا ما تنقسم، والتي يُعتقد أنها مصدر رئيسي لانتكاس الورم والانتشار.
وقال زارودنيوك: «للمضي قدمًا، نريد إجراء تجارب جديدة لتأكيد ما وجدناه في هذه الورقة وتوفير أرضية جيدة لبدء التفكير في كيفية تحسين الاستجابة للعلاج المناعي».
نظرًا لأن الخلايا الليفية المحيطة بالأوعية الدموية هي جزء من الأوعية الدموية في الدماغ السليم، يعتقد داتا أن هذه الخلايا تنفصل وتقترب من ورم الورم الأرومي الدبقي أو تتسلل إليه.
ومع ذلك، بدلًا من دعم وظيفة الدماغ الصحية، تتم إعادة برمجة هذه الخلايا الليفية وتساعد الورم بدلًا من ذلك.
وقال داتا: «يعتقد معظم الناس أن الدماغ ناعم جدًا، ويحتوي على خلايا ناعمة ومصفوفة ناعمة، ولكن من خلال التخلص من هذه الخلايا الليفية وصنع هذه البروتينات الليفية، فإن ذلك يمنحنا منظورًا مختلفًا تمامًا حول بنية الدماغ وكيف يمكن أن يعمل».
وأضاف: «يمكن الاستفادة من الخلايا السرطانية التي تنشأ في نفس العضو».