الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

بمحاكاة أشعة الشمس.. كيف يمكن علاج مرض آلزهايمر بالضوء؟

الأربعاء 13/ديسمبر/2023 - 10:00 ص
أشعة الشمس
أشعة الشمس


يساعد تحفيز جزء رئيسي من الدماغ باستخدام الضوء مرضى آلزهايمر على النوم بشكل أفضل ويحسن أعراضهم النفسية والسلوكية، وفقًا لمراجعة الدراسات التي شملت ما يقرب من 600 شخص مصاب بالمرض.

واستنادًا إلى الحد الأدنى من الآثار الجانبية التي تمت ملاحظتها، يشير فريق البحث من جامعة ويفانج الطبية الصينية إلى أن هذا قد يكون خيارًا علاجيا قابلًا للتطبيق وغير دوائي، وفق ما نشره موقع ساينس ألرت.

تأثير العلاج بالضوء

أجرى الفريق تحليلًا تلويا لـ15 تجربة لاختبار مدى تأثير العلاج بالضوء، أو التعديل الحيوي الضوئي (PBM)، على أعراض التدهور المعرفي.

يستخدم PBM الضوء لتحفيز النواة فوق التصالبية (SCN)، وهي منطقة في الدماغ تشارك في تنظيم النوم والتي تم ربطها أيضًا بجوانب مرض آلزهايمر.

أظهر العلاج نتائج واعدة في تخفيف بعض أعراض المرض، بما في ذلك اللامبالاة والاكتئاب والإثارة والعدوان.

وفي ورقتهم المنشورة، لاحظ الباحثون أنه بالرغم من أن مرض آلزهايمر يؤثر في المقام الأول على الوظيفة الإدراكية، فإن الأشخاص المصابين بالمرض يعانون أيضًا في كثير من الأحيان من مشاكل في النوم وأعراض سلوكية نفسية.

وكتب الباحثون أن هذه يمكن أن تشمل «السلوك اللامبالي والاكتئابي بالإضافة إلى السلوك المهتاج الذي يتميز بالنشاط الحركي المبالغ فيه والعدوان اللفظي و/أو الجسدي».

وأضاف الباحثون: «إن اضطرابات النوم شائعة في مرض آلزهايمر، حيث يعاني 70% من المرضى من اضطراب النوم في المراحل المبكرة».

تسعة من كل 10 أشخاص مصابين بمرض آلزهايمر سوف يعانون من واحد أو أكثر من هذه الأعراض السلوكية النفسية.

لاحظ الباحثون أن المرضى الذين يعانون من مرض آلزهايمر غالبًا ما يكون لديهم تعرض أقل للضوء من خلال قضاء وقت أقل في الخارج، ويمكن أن تكون لديهم حساسية منخفضة للضوء بسبب تلف الأعصاب، وانخفاض التفاعل الاجتماعي ومشاكل العين المرتبطة بالعمر.

يمكن أن يؤدي انخفاض التعرض للضوء إلى إحداث خلل في إيقاعات الجسم البيولوجية.

كيفية العلاج بالضوء

يتضمن العلاج بالضوء تعريض المريض لضوء ساطع يحاكي إضاءة الشمس، بدرجة سطوع تصل إلى 10000 لوكس لمدة نصف ساعة تقريبًا.

تنقل مستقبلات الشبكية المعلومات الضوئية إلى SCN في منطقة ما تحت المهاد، والتي تنسق إيقاع الساعة البيولوجية لدينا على مدار 24 ساعة.

وقد تم استخدام العلاج بالضوء لعلاج الاكتئاب، وخاصة في أولئك الذين يعانون من الاضطراب العاطفي الموسمي.

في حين أن العلاج بالضوء لمرض آلزهايمر يحظى بالاهتمام، يقول المؤلفون إن الأبحاث الشاملة حول فعاليته وسلامته لا تزال غير متوفرة.

وتضمن تحليلهم 15 تجربة عشوائية محكومة حول العلاج بالضوء لمرض آلزهايمر أو الخرف، تم إجراؤها في 7 بلدان مختلفة بين عامي 2005 و2022.

وكان معظم المرضى البالغ عددهم 598 مريضًا، الذين تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 85 عامًا، يعانون من الخرف الخفيف إلى المتوسط.

وكتب الفريق: «بشكل عام، كشفت النتائج أن العلاج بالضوء ساعد في تخفيف كفاءة النوم، ونوعية النوم، والمزاج المكتئب، وعبء مقدمي الرعاية، والسلوك المضطرب».

ومع ذلك، فإن تدخلات العلاج بالضوء في هذه الدراسة شملت مجموعة متنوعة من التقنيات باستخدام مجموعة واسعة من الأطوال الموجية والتوقيتات.

يؤكد الباحثون أيضًا على أن الدراسات المشمولة في التحليل التلوي كانت ذات أحجام عينات صغيرة، وتناقضات في مجموعات المرضى وأنواع الخرف وشدته.

وكان التوزيع العشوائي لبعض الدراسات المشمولة غير واضح أيضًا، مما يشير إلى تحيز محتمل.

وكتب المؤلفون: «إن العلاجات الدوائية الحالية لا يمكنها إلا أن تقلل الأعراض السريرية إلى حد معين، ومع ذلك، لا يمكنها إيقاف أو عكس العملية المرضية».

وأضافوا: «علاوة على ذلك، يحمل دواء آلزهايمر آثارًا جانبية مثل الإسهال وتشنجات العضلات والضعف والغثيان والقيء والأرق، ولا سيما تقليل امتثال المريض لهذه الأدوية».

لذا فإن العثور على طرق أخرى لعلاج الأعراض أمر مفيد، على الرغم من أنه قد تكون هناك نتائج سلبية بسبب التعرض للضوء الساطع الذي لا نعرف عنه بعد.

تسلط الدراسة الضوء على استخدام العلاج بالضوء كخيار علاجي محتمل لأعراض مرض آلزهايمر، كما يخلص الفريق، ويدعو إلى إجراء المزيد من التجارب الأكبر لتأكيد فعاليته وسلامته.