الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

استخدام الذكاء الاصطناعي في اكتشاف الميول الانتحارية بين الشباب.. كيف هذا؟

السبت 23/ديسمبر/2023 - 08:16 م
 الميول الانتحارية
الميول الانتحارية بين الشباب


في كل يوم، تزداد محاولات الانتحار بين الكثير من الشباب، بمعدل ينذر بالخطر، إذ إنه في 59 دولة منخفضة ومتوسطة الدخل، حاول واحد من كل 6 شباب الانتحار، وفقًا للدراسات.

يتطلب هذا التطور المثير للقلق بذل جهود وقائية أقوى، وهو ما يقع أيضًا في قلب مشروع بحثي دولي جديد.

تحديد عوامل الانتحار لدى الشباب

ووفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس، استخدم باحثون من النرويج والدنمارك الذكاء الاصطناعي في شكل التعلم الآلي لتحديد العوامل المرتبطة بشكل خاص بمحاولات الانتحار لدى الشباب.

شملت الدراسة بيانات 173664 مراهقًا نرويجيًا تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا، والتي نُشرت في مجلة الشباب والمراهقة، ومن بين الشباب، حاول 4.65% الانتحار خلال الأشهر الـ12 الماضية.

من المهم تحديد ظروف الحياة التي تزيد من خطر الانتحار بين الشباب.

ولسوء الحظ، فإن الأساليب الحالية لتقدير عوامل الخطر تكاد تكون عديمة الفائدة، وبالتالي، لا تستطيع السلطات تحديد الأشخاص المعرضين للخطر، وفق ما قاله ميلان عبيدي، أستاذ مشارك في قسم علم النفس بجامعة كوبنهاجن، وهو أحد الباحثين في المشروع.

علامة تحذير رئيسية

قال العبيدي: «إن إيذاء النفس في الآونة الأخيرة هو أهم مؤشر على خطر محاولات الانتحار، بالإضافة إلى ذلك، وجدنا 5 عوامل خطر أخرى، هي مشاكل داخلية مثل القلق والاكتئاب، ومشاكل النوم، واضطرابات الأكل، والتشاؤم بشأن آفاق المستقبل والوقوع ضحية».

كانت هناك محاولات سابقة لاستخدام التعلم الآلي لتحديد مخاطر الانتحار، ولكن هذه المحاولات كانت بها عيوب كبيرة.

وأضاف العبيدي أن «من بين أمور أخرى، تم التغاضي عن التفاعل بين عوامل الحماية وعوامل الخطر، وقد أهملت الدراسات السابقة تضمين النظريات الراسخة حول السلوك الانتحاري، واستخدمت بدلا من ذلك تقدير المخاطر الخوارزمي البحت».

يتطلب نهجا شموليا

يعد نموذج التعلم الآلي الذي وضعه الباحثون هو الأكثر دقة من نوعه حتى الآن.

بعبارة أخرى، يمكن لنموذجهم أن يحدد الشباب المعرضين للخطر بشكل أفضل من أي شخص آخر.

وقال العبيدي: «يُظهر نموذجنا أن خطر محاولات الانتحار لدى الشباب ليس مجرد مجموع الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والنفسية المختلفة، وبدلًا من ذلك، يمكننا أن نرى أن العمليات داخل الأشخاص وفيما بينهم ضرورية لخطر الانتحار، وتشمل هذه الافتقار إلى التفاؤل بشأن التعليم والمهنة، والصراعات مع العلاقات الوثيقة والتجارب الضحية».

وأكد العبيدي أن وقف الارتفاع المثير للقلق في محاولات الانتحار بين الشباب يتطلب اتباع نهج أكثر شمولية في التعامل مع المشكلة.

وتابع: «نحن بحاجة إلى دراسة المخاطر وعوامل الحماية عبر العديد من المجالات الفردية والنفسية والاجتماعية والبيئية».