اكتشاف مذهل بشأن اللسان يمكن أن يؤثر على كيفية استمتاعنا بالطعام
ليس مجتمع الميكروبات الصغيرة التي تعيش على لسانك هو الذي يمنحنا بصمات لسان فريدة فحسب، بل الهياكل السطحية للسان أيضًا.
وبحسب ما نشره موقع ساينس ألرت نقلا عن مجلة scientific reports، تقوم براعم التذوق واللمس لدينا بترتيب نفسها في أنماط فريدة من الأحجام والمواضع، مما يوفر لكل واحد منا إحساسًا مميزًا باللمس وتفضيلات النكهة أيضًا.
الحليمات
واكتشف الباحثون أن واحدة فقط من هذه البراعم، تسمى الحليمات، يمكن استخدامها للتعرف على شخص ما في مجموعة صغيرة بدقة تصل إلى 48%.
يوضح ريك ساكار، عالم البيانات بجامعة إدنبرة: «لقد فوجئنا بمدى تميز هذه الميزات ذات الحجم الميكروني لكل فرد».
وأضاف: «تخيل أن تكون قادرًا على تصميم أغذية شخصية مخصصة لظروف أشخاص محددين وفئات سكانية ضعيفة، وبالتالي ضمان حصولهم على التغذية السليمة أثناء الاستمتاع بطعامهم».
ألسنتنا هي أعضاء معقدة، فمن بين النتوءات الصغيرة الموجودة على سطحه هياكل تسمى الحليمات الفطرية، والتي تحتوي على براعم التذوق التي تسمح لنا باكتشاف ما إذا كان هناك شيء حلو أو حامض أو أي شيء آخر.
يحتوي كل سنتيمتر مربع من ألسنتنا على ما يصل إلى 200 من حزم التذوق هذه.
دور الحليمات الخيطية
ثم هناك الحليمات الخيطية، نظرًا لافتقارها إلى مستقبلات التذوق، فإنها تكتشف قوام الطعام من خلال اللمس.
هذه الحليمات قادرة على قياس الاحتكاك والتشحيم، والذي يمكن أن يختلف باختلاف وجود اللعاب، لذا تلعب دورًا في إعلام أدمغتنا بمستوى جوعنا.
باستخدام عمليات المسح المجهري ثلاثي الأبعاد لأكثر من 2000 حليمة بشرية من 15 شخصًا، تمكنت أداة الذكاء الاصطناعي المدربة من تحديد الأشكال التي تتوافق مع أي نوع: التذوق أو اللمس.
ومن خلال رسم خرائط لأشكال وموضع الحليمات، تمكن البرنامج من تحديد نوع الحليمة بدقة تصل إلى 85%، ويمكنه أيضًا تحديد أي من المشاركين الـ15 تنتمي إليه الحليمة الواحدة في نصف الحالات تقريبًا.
تقول عالمة البيانات راينا أندريفا من جامعة إدنبره: «كان من اللافت للنظر أن الميزات المبنية على الطوبولوجيا عملت بشكل جيد للغاية مع معظم أنواع التحليل، وكانت الأكثر تميزًا بين الأفراد».
ووجد الباحثون أيضًا أن النساء والشباب في مجموعتهم يميلون إلى أن تكون لديهم حليمات مدببة.
وكتبت أندريفا وفريقها في ورقتهم البحثية: «في الأبحاث السابقة، لوحظ أن النساء والشباب لديهم كثافة أعلى من الحليمات الفطرية، وهو ما يُعزى إلى الاختلافات في إدراك التذوق، وقد لوحظ أن النساء يتمتعن بمذاق فائق في كثير من الأحيان».
ومع ذلك، مع وجود 15 شخصًا فقط يمكن للذكاء الاصطناعي الاختيار من بينهم، لا تزال هناك حاجة لدراسات أكبر لتأكيد الاتجاهات التي شوهدت في هذا البحث.
ويخلص صقر إلى أن «هذه الدراسة تقربنا من فهم البنية المعقدة لأسطح اللسان».
وأضافت كتبت أندريفا: «نحن نخطط الآن لاستخدام هذه التقنية التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والهندسة والطوبولوجيا لتحديد ميزات بحجم ميكرون في الأسطح البيولوجية الأخرى، وهذا يمكن أن يساعد في الكشف المبكر وتشخيص النمو غير العادي في الأنسجة البشرية».