كيف تطور الجهاز المناعي البشري في عصر ما بعد أوميكرون؟
بعد مرور 4 سنوات منذ بداية جائحة كوفيد-19، لم يتم القضاء على فيروس SARS-CoV-2 بعد، وتظهر متغيرات جديدة باستمرار.
وبالرغم من برامج التحصين واسعة النطاق، فإن العدوى الاختراقية (العدوى بعد التطعيم) بالمتغيرات الجديدة شائعة، وفقا لما تم نشره في موقع ميديكال إكسبريس.
تغير الاستجابات المناعية
يشير بحث جديد إلى أن الاستجابات المناعية البشرية تتغير أيضًا من أجل مكافحة الظهور الذي لا ينتهي لمتغيرات SARS-CoV-2 الجديدة.
على وجه التحديد، تم اكتشاف أن الجهاز المناعي الذي واجه عدوى اختراقية بواسطة متغير أوميكرون يكتسب مناعة معززة ضد الإصدارات المستقبلية من أوميكرون.
نشرت الدراسة في مجلة علم المناعة.
أعلن فريق من العلماء الكوريين الجنوبيين بقيادة البروفيسور شين إيوي تشيول من مركز معهد أبحاث الفيروسات الكوري للمناعة الفيروسية داخل معهد العلوم الأساسية (IBS) أن خلايا الذاكرة التائية التي تتشكل أثناء عدوى اختراق الأوميكرون تستجيب للسلالات اللاحقة من الفيروس.
ظهر متغير أوميكرون لـ SARS-CoV-2 في أواخر عام 2021، وقد زاد بشكل كبير من قابلية الانتقال مقارنة بأسلافه، مما سمح له بسرعة بأن يصبح السلالة المهيمنة في عام 2022.
واستمرت سلالات جديدة من أوميكرون في الظهور منذ ذلك الحين، بدءًا من BA.1 وBA2، كانت سلالات BA.4/BA.5 وBQ.1 وXBB، ومؤخرًا سلالات JN.1 من بين السلالات الجديدة لمتغير أوميكرون، وقد أدى ذلك إلى انتشار العدوى على نطاق واسع على الرغم من التطعيم.
بعد الإصابة بالعدوى أو التطعيم، يقوم الجسم بإنشاء أجسام مضادة معادلة وخلايا الذاكرة التائية ضد الفيروس.
يعمل الجسم المضاد المعادل على منع إصابة الخلايا المضيفة بالفيروس.
بالرغم من أن خلايا الذاكرة التائية لا يمكنها منع العدوى، فإنها يمكنها البحث بسرعة عن الخلايا المصابة وتدميرها، مما يمنع العدوى الفيروسية من التقدم إلى مرض شديد.
كان هدف الفريق البحثي هو معرفة التغيرات التي تحدث في جهاز المناعة في أجسامنا بعد معاناتنا من عدوى اختراق ما بعد التطعيم. للإجابة على هذا السؤال، ركزوا على خلايا الذاكرة التائية التي تشكلت بعد الإصابة بـ أوميكرون.
ركزت الدراسات السابقة على متغير أوميكرون في الغالب على فعالية اللقاح أو تحييد الأجسام المضادة، وكانت الأبحاث المتعلقة بخلايا الذاكرة التائية غير متوفرة نسبيًا.
أظهرت خلايا الذاكرة التائية التي تشكلت بعد الإصابة باختراق BA.2 أوميكرون استجابة مناعية قوية ليس فقط ضد BA.2 ولكن أيضًا ضد متغيرات أوميكرون اللاحقة بما في ذلك BA.4/BA.5 وXBB وغيرها.
من خلال معاناته من عدوى أوميكرون الاختراقية، اكتسب الجهاز المناعي القدرة على التعامل مع العدوى المستقبلية من المتغيرات الناشئة.
يُظهر هذا البحث أن التعرض لعدوى اختراق أوميكرون يمكن أن يمنع المريض من التقدم إلى حالة حادة من كوفيد-19 عند مواجهة متغيرات جديدة من الفيروس في المستقبل.
اختار فريق البحث المرضى الذين عانوا ثم تعافوا من عدوى اختراق أوميكرون BA.2 في أوائل عام 2022 كمواضيع وأجروا دراسات على خلايا الذاكرة التائية لديهم، وتحديدًا في قدرتهم على الاستجابة لمتغيرات أوميكرون المختلفة مثل BA.2، BA.4/ ب/5، وغيرها.
ومن أجل القيام بذلك، تم فصل الخلايا المناعية عن الدم المحيطي للأشخاص، وتم قياس إنتاج السيتوكينات في خلايا الذاكرة التائية والأنشطة المضادة للفيروسات استجابةً لمختلف البروتينات الشوكية من متغيرات مختلفة.
وأظهرت النتائج أن خلايا الذاكرة التائية لدى هؤلاء المرضى أظهرت استجابة عالية ليس فقط ضد سلالة BA.2 ولكن ضد سلالات BA.4 وBA.5 اللاحقة من الأوميكرون أيضًا. ومن خلال معاناتهم من عدوى خارقة، تم تقوية جهاز المناعة لدى هؤلاء المرضى لمكافحة السلالات المستقبلية لنفس الفيروس.
واكتشف فريق البحث أيضًا الجزء المحدد من بروتين السنبلة وهو السبب الرئيسي للتحسين الملحوظ في خلايا الذاكرة التائية.
تظهر هذه النتائج أنه بمجرد أن يتعرض الشخص لعدوى اختراقية بعدوى أوميكرون، فمن غير المرجح أن يعاني من أعراض كوفيد-19 الشديدة من المتغيرات الناشئة المستقبلية.
صرح زميل البحث جونج مين كيونج الذي قاد هذا البحث، أن «هذا الاكتشاف يمنحنا وجهات نظر جديدة في العصر الجديد من وباء كوفيد»، مضيفًا: «يمكن أن نفهم أنه استجابة للظهور المستمر لمتغيرات الفيروس الجديدة، تكيفت أجسامنا أيضًا لمكافحة السلالات المستقبلية للفيروس».
وعلق مدير مركز علم المناعة الفيروسية شين إيوي تشيول قائلًا: «يمكن تطبيق هذا الاكتشاف الجديد أيضًا على تطوير اللقاحات. ومن خلال البحث عن السمات المشتركة بين السلالة السائدة الحالية والسلالات الجديدة الناشئة من الفيروسات، قد تكون هناك فرص أكبر لتحفيز الذاكرة دفاعات الخلايا التائية ضد المتغيرات اللاحقة».
تم إجراء هذا البحث بالتعاون مع زملاء من مستشفى جامعة يونسي سيفيرانس، ومستشفى جامعة كوريا، وجامعة سونجكيونكوان، ومركز سامسونج الطبي.