هل أمراض الجهاز التنفسي الأخرى أكثر خطورة من كورونا؟
بالرغم من حالة القلق التي تزامنت مع بداية الموجات الأولى من جائحة كورونا، يُنظر إلى جائحة كوفيد-19 على أنها أقل خطورة من المشاكل الصحية الأخرى، وفقًا لمسح شمل 7 دول.
في التفاصيل، التي أوردها موقع ميديكال إكسبريس، أجرى باحثون من 7 مراكز للبيئة من أجل التنمية (EfD) بالإضافة إلى مركز EfD العالمي، الموجود في جامعة جوتنبرج، دراسة استقصائية واسعة النطاق حول مدى جدية الناس في إدراك كوفيد-19.
وتؤتي هذه الدراسة الآن ثمارها في شكل منشورات جديدة، حيث كان أولها بعنوان «تصورات عن خطورة مشاكل الصحة العامة الكبرى خلال جائحة كوفيد-19 في 7 بلدان متوسطة الدخل».
أمراض الجهاز التنفسي أكثر خطورة
وقد قيّم أكثر من 10 آلاف شخص مدى خطورة المشاكل الصحية السبع (إدمان الكحول وتعاطي المخدرات، وفيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والملاريا، والسل، وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الناجمة عن تلوث الهواء والتدخين، والأمراض المنقولة بالمياه مثل الإسهال).
وكشفت إجاباتهم أنه في معظم البلدان، يُنظر إلى أمراض الجهاز التنفسي على أنها مشكلة أكثر خطورة من كوفيد-19.
ومن المثير للدهشة أن المشاركين في 6 من البلدان السبعة صنفوا الأمراض المنقولة بالمياه باعتبارها المشكلة الصحية الأقل خطورة، وفي الدولة السابعة (جنوب إفريقيا) جاءت في المرتبة قبل الأخيرة، وفي أفريقيا، شعر الناس بأن إدمان الكحول وتعاطي المخدرات أكثر خطورة من كوفيد-19.
الرعاية الصحية أمر مهم
هذه النتائج مهمة لأنها تظهر أن الناس ما زالوا يهتمون بالمشاكل الصحية التي كانوا يواجهونها قبل الوباء.
يقول الباحث ديل ويتنجتون: «إن أحد الدروس المهمة لوزارات الصحة هي عدم الانجراف وراء ما تركز عليه وسائل الإعلام في وقت معين، ومن المهم تجنب مزاحمة الخدمات الصحية العادية».
وأضاف: «من الواضح أيضًا أن التصورات العامة حول خطورة المشكلات الصحية يمكن أن تختلف بشكل كبير داخل وعبر البلدان والشرائح السكانية التي تحددها التركيبة السكانية والمعرفة».
يشير مدير EFD، جونار كولين، إلى أن الدراسة فريدة من نوعها من حيث الطريقة التي جمعت بها باحثين من 7 دول في الجنوب العالمي مع باحثين بارزين في الولايات المتحدة والسويد في جهد مشترك لجمع البيانات وتحليلها.
ويقول: «إن دراسة كهذه يمكن أن تضع الظواهر الجديدة، مثل جائحة كوفيد-19، في منظور التحديات الأكثر إلحاحًا التي تواجهها بلدان الجنوب العالمي».