تأثير استهلاك البيض على صحة القلب.. كشف الخرافات وتحليل المخاطر
شهدت حالات الإصابة بأمراض القلب التاجية (CHD) انخفاضًا كبيرًا منذ الثمانينيات، وقد لعبت الإجراءات الوقائية، بما في ذلك المبادئ التوجيهية الغذائية، دورًا حاسمًا في هذا الاتجاه الإيجابي. وكانت إحدى التوصيات الشائعة هي تقليل تناول الطعام للكوليسترول، وهي المادة التي تم ربطها بأمراض القلب. في الآونة الأخيرة، أصبح تناول البيض، وهو طعام غني بالكوليسترول، تحت التدقيق، مما أدى إلى توصيات متضاربة من الجمعيات الصحية في جميع أنحاء العالم.
استهلاك البيض وأمراض القلب والأوعية الدموية
بعد مراجعة دراسات التدخل المتعددة، والدراسات الرصدية، والتحليلات التلوية، والمراجعات المنهجية، يبدو أنه لا يوجد إجماع على العلاقة بين استهلاك البيض وخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري لدى الأفراد الأصحاء. ومع ذلك، هناك أدلة تشير إلى وجود علاقة في المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع 2.
إلى جانب الأمراض القلبية الوعائية والسكري، استكشفت الأبحاث أيضًا التأثير المحتمل لاستهلاك البيض على تصلب الشرايين وتكوين الخلايا الرغوية، المرتبطة بتطور أمراض القلب.
العلاقة بين استهلاك البيض والكوليسترول
غالبًا ما كان البيض مدعاة للقلق بسبب تأثيره المحتمل على مستويات الكوليسترول. ومع ذلك، يشير الخبراء، بما في ذلك أطباء القلب وأخصائيو التغذية من مؤسسة القلب البريطانية ومايو كلينك، إلى أن الاستهلاك المعتدل للبيض لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأفراد الأصحاء.
ويوصون بإدراج البيض في نظام غذائي متوازن، حيث تشير مايو كلينيك إلى أن تناول ما يصل إلى سبع بيضات في الأسبوع أمر آمن. بالنسبة للأفراد الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكولسترول الوراثي، ينصح بالحد من استهلاك البيض إلى ثلاث أو أربع بيضات في الأسبوع.
فهم القيمة الغذائية للبيض
البيض مصدر غني للبروتين والمواد المغذية الأساسية الأخرى. أنها تدعم صحة القلب والأوعية الدموية ولا تزيد من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب. كما أنها توفر العناصر الغذائية المفيدة للعيون وجهاز المناعة والجلد.
وجدت دراسة أجرتها جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا في ووهان، الصين، أن تناول ما يصل إلى بيضة واحدة يوميًا لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية. ومع ذلك، يجب على الأفراد المصابين بأمراض القلب التاجية أو مرض السكري أو ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار LDL الحد من تناولهم اليومي للكوليسترول إلى 200 ملغ والتعامل مع استهلاك البيض بحذر.
معالجة الخرافات المحيطة باستهلاك البيض
على الرغم من محتواه العالي من الكوليسترول، فقد وجد أن تناول الكوليسترول من البيض له تأثير طفيف فقط على مستويات الكوليسترول في الدم. وهذا يتحدى الاعتقاد السابق بأن الكوليسترول الغذائي يؤثر بشكل كبير على مستويات الكوليسترول في الدم وبالتالي خطر الإصابة بأمراض القلب.