كيف تساهم الطفرات الجينية الموروثة في التنبؤ بسرطان الثدي؟
توصل فريق من العلماء والباحثين إلى أن الطفرات الجينية الموروثة يمكنها أن تتنبأ بـ سرطان الثدي على فترات.
في التفاصيل، أدى تحقيق أجراه باحثون في معهد كارولينسكا إلى اكتشاف طرق تشخيص وعلاج سرطان الثدي يمكن أن تعيد تشكيل برامج الفحص والأساليب السريرية.
تكشف الدراسة، التي نُشرت في مجلة JAMA Oncology، عن تأثير المتغيرات الجينية النادرة على سرطانات الثدي الفاصلة، مما يوفر رؤى جديدة حول استراتيجيات الفحص المصممة خصيصًا.
السرطانات الفاصلة
شكلت السرطانات الفاصلة، وهي نوع من سرطان الثدي الذي يتم تشخيصه بين الفحوصات الروتينية، تحديات منذ فترة طويلة بسبب طبيعتها العدوانية ونتائج المرضى الضعيفة مقارنة بالسرطانات المكتشفة بالفحص.
ومع ذلك، حتى الآن، لم يتم استكشاف دور المتغيرات الجينية في أنواع سرطان الثدي هذه إلى حد كبير.
فحص الجينات
الدراسة، التي شملت 4121 مريضة بسرطان الثدي و5631 مجموعة ضابطة، فحصت بدقة 34 جينة قابلة للإصابة بسرطان الثدي.
كان التركيز الأساسي هو تمييز تأثير حمل المتغيرات الضارة على التمييز بين السرطانات الفاصلة والسرطانات المكتشفة بالشاشة، مع أخذ كثافة التصوير الشعاعي للثدي في الاعتبار.
قدم التحقيق رسالتين سريريتين لأخذهما إلى المنزل.
أولًا، وجد الباحثون أن المتغيرات التي تقطع البروتين ( الطفرات الجينية التي تقصر تسلسل ترميز البروتين) للجينات الخمسة الرئيسية لسرطان الثدي (ATM، BRCA1، BRCA2، CHEK2، وPALB2) تزيد من احتمالية تشخيص الإصابة بسرطان الفاصل.
والجدير بالذكر أن هذا الخطر المرتفع يُعزى في الغالب إلى المتغيرات في BRCA1/2 وPALB2.
وقال المؤلف الأول خوان رودريجيز، باحث ما بعد الدكتوراة في قسم علم الأوبئة الطبية والإحصاء الحيوي: «النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بـ سرطان الثدي، بالإضافة إلى المتغيرات الجينية في أي من هذه الجينات الخمسة، كن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفاصل بـ 4 أضعاف مقارنة بسرطان الثدي المكتشف بالشاشة، مما يشير إلى أن المزيد من جهود التسلسل واسعة النطاق ضرورية».
وأضاف: «اكتشف المساهمة الجينية الكاملة للتفاعل المرصود».
ثانيًا، إذا تم تشخيص إصابة المريض بسرطان الفاصل، فإن حاملي المتغيرات الضارة في أي من هذه الجينات الخمسة كانوا على قيد الحياة بشكل أسوأ بكثير مقارنة بالنساء اللاتي لا يحملن أيًا منها.
ووفقا للباحثين، فإن هذا هو التقرير الأول الذي يبحث في الاختلافات الجينية بين السرطانات المكتشفة بالفحص والسرطانات الفاصلة باستخدام الجينات الخمسة الرئيسية لسرطان الثدي.
تشير النتائج إلى أن السرطانات المكتشفة عبر الفحص والسرطانات الفاصلة تختلف بالفعل في كل من الوراثة والبيولوجيا الأساسية، وبالتالي توفر معلومات قيمة لتحديد النساء المعرضات لخطر كبير جدًا للإصابة بسرطان الثدي العدواني.
وقال خوان رودريجيز: «تظهر هذه النتائج رؤى جديدة ومهمة حول الاختلافات الجينومية بين سرطان الثدي المكتشف على فترات وسرطان الثدي المكتشف بالشاشة، ويوضح عملنا صورة نوع سرطان الثدي الذي من المحتمل أن يتجنب الكشف عنه في برامج الفحص السكاني، مع إمكانية تطبيقه في الرعاية السريرية وفي التحسينات المستقبلية لبرامج الفحص التي تهدف إلى خفض الوفيات».
وقال المؤلف الأخير للدراسة، البروفيسور كاميلا تشيني: «إن تعزيز القدرة على اكتشاف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة سيؤدي في النهاية إلى نتائج علاج أفضل، وتحسين نوعية الحياة للنساء المصابات، وتقليل العبء المالي على نظام الرعاية الصحية».