دراسة تكشف العلاقة بين مضاعفات الحمل وصحة قلب الأطفال في المستقبل
أثارت دراسة حديثة قدمت في الاجتماع السنوي لجمعية طب الأم والجنين اهتماما كبيرا في المجتمع الطبي. وتشير الدراسة إلى أن المضاعفات أثناء الحمل، وبخاصة ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل، قد يكون لها تأثير دائم على صحة القلب والأوعية الدموية للأطفال، ويعد البحث مقنعًا بشكل خاص لأنه يشير إلى أن هذه المضاعفات يمكن أن تضر بصحة قلب الطفل حتى قبل أن يصل إلى سن 12 عامًا.
مقاييس صحة القلب للأطفال ومضاعفات الحمل
فحص الباحثون المشاركون في الدراسة 3317 حالة اقتران بين الأم والطفل. ووجدوا أن 8% من الأمهات أصِبن بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، و12% أصِبن بسكري الحمل، و3% واجهن كلا الحالتين في وقت واحد. ومن المثير للقلق أنه بحلول سن الثانية عشرة، أظهر أكثر من نصف الأطفال مقياسًا واحدًا غير مثالي لصحة القلب والأوعية الدموية على الأقل، مما قد يزيد من تعرضهم لأمراض القلب والسكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة.
الوقاية والتدخل
وتؤكد نتائج الدراسة على أهمية الوقاية والتدخل المبكر. يتم تشجيع الأمهات الحوامل اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو سكري الحمل على تناول الأسبرين إذا لزم الأمر، وتجنب زيادة الوزن الزائد، وممارسة النشاط البدني، والحفاظ على نظام غذائي صحي طوال فترة الحمل. تعتبر هذه التدابير أساسية في إدارة هذه الحالات وتقليل مخاطر تعرض الطفل لمشاكل القلب في المستقبل.
معالجة صحة قلب الأطفال
وتسلط الدراسة الضوء أيضًا على أهمية التدخلات التي تستهدف الأطفال، مثل الوقاية من السمنة، وسياسات معالجة انعدام الأمن الغذائي، والتثقيف بشأن خيارات نمط الحياة الصحي. إن ضمان هذه التدابير الوقائية، إلى جانب الأبحاث المستمرة حول التأثيرات طويلة المدى لصحة الوالدين، يمكن أن يساعد في المعركة ضد أمراض القلب والسكتة الدماغية.
سبق أن نشرت جمعية القلب الأمريكية بيانًا علميًا، ربطت فيه المضاعفات أثناء الحمل بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية في وقت لاحق من الحياة بالنسبة للنساء.
وسلط البيان الضوء أيضًا على الاختلافات بين الجنسين في عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب ونتائجها، مع وجود أدلة تظهر العديد من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب الخاصة بالنساء أو السائدة لدى النساء.
وهذا يعزز نتائج الدراسة الأخيرة، ويؤكد على أهمية مراقبة وإدارة الحالات مثل ارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل أثناء الحمل.