فيروس الهربس البسيط مرتبط بزيادة خطر الإصابة بالخرف| دراسة
وفقا لدراسة جديدة من جامعة أوبسالا، فإن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس الهربس البسيط (HSV) هم أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا به من قبل.
وشملت الدراسة، التي نشرت في مجلة مرض الزهايمر، مراقبة 1000 شخص يبلغ من العمر 70 عامًا من أوبسالا لمدة 15 عامًا، وكشفت عن رؤى مهمة حول العدوى الشائعة مدى الحياة بين البالغين.
ويمكن أن يكون لهذه النتائج آثار كبيرة على الوقاية من الخرف وعلاجه، وهو مرض يصيب 55 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
فيروس الهربس البسيط كعامل خطر للخرف
وكانت الأبحاث السابقة قد ألمحت إلى وجود صلة محتملة بين الإصابة بفيروس الهربس البسيط والخرف، لكن دراسة جامعة أوبسالا ذهبت إلى أبعد من ذلك، مؤكدة هذا الارتباط.
ووجد فريق البحث أن المشاركين الذين أصيبوا بفيروس الهربس البسيط في مرحلة ما من حياتهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بالعدوى مطلقًا. ومن الجدير بالذكر أن الدراسة ألغت أيضًا الفروق العمرية كعامل، مما يجعل النتائج أكثر موثوقية.
العلاقة بين عدوى فيروس الهربس البسيط والخرف
وتضمن البحث مراقبة مجموعة أولية مكونة من 1002 شخصًا يبلغون من العمر 70 عامًا لا يعانون من الخرف على مدار 15 عامًا. وارتبط وجود الأجسام المضادة لفيروس الهربس البسيط IgG، والذي يشير إلى وجود عدوى سابقة أو مستمرة بفيروس الهربس البسيط، بزيادة خطر الإصابة بالخرف لدى المشاركين بأكثر من الضعف. في حين لم يتم العثور على ارتباط كبير بمرض الزهايمر على وجه التحديد، فإن وجود IgG يدل على خطر الإصابة بالخرف بشكل عام.
ومن المثير للاهتمام أن البحث لم يجد أيضًا أي خطر متزايد مماثل بين الفيروس المضخم للخلايا، وهو فيروس هربس شائع آخر، والخرف. تشير هذه النتيجة إلى أن العلاقة بين عدوى فيروس الهربس البسيط والخرف قد تكون خاصة بفيروس الهربس البسيط.
الآثار المترتبة على الوقاية من الخرف والعلاج
تسلط نتائج الدراسة الضوء على الحاجة إلى مزيد من التحقيق في إمكانات الأدوية المضادة لفيروس الهربس البسيط الموجودة لتقليل خطر الإصابة بالخرف. بالإضافة إلى ذلك، قد تحفز النتائج تطوير لقاحات جديدة ضد فيروس الهربس البسيط. وبما أن فيروس الهربس البسيط هو عدوى شائعة بين البالغين، فإن التأثير المحتمل لهذه التدابير الوقائية يمكن أن يكون واسع النطاق وكبيرًا.
فهم دور الجهاز المناعي
كما تلقي الدراسة الضوء على دور جهاز المناعة في هذه العلاقة. وتبين أن الوظائف المستجيبة للأجسام المضادة، التي تساعد في محاربة الفيروس، والمستقبلات المناعية في الدماغ المتقدم في السن، يمكن أن تساهم في التهاب الأعصاب والتنكس العصبي. وهذا يمكن أن يؤدي إلى أمراض تنكس عصبي مثل الخرف، مما يؤكد أهمية الاستجابة المناعية القوية في الوقاية من هذه الحالات.