قوة الحضن.. كيف يعزز الأوكسيتوسين الرفاهية العاطفية والوظيفة الإدراكية؟

في أصعب الأوقات قد لا تشعر براحة إلا بعد احتضان شخص لك، هل تساءلت لماذا يعتبر احتضان شخص تهتم به تجربة مريحة ومهدئة؟ تكمن الإجابة في هرمون صغير يسمى الأوكسيتوسين، والذي يشار إليه غالبًا باسم "هرمون الحب". ولهذا الهرمون تأثير كبير على عواطفنا وترابطنا الاجتماعي وصحتنا العامة.

"هرمون الحب" وأثره على الصحة

الأوكسيتوسين هو ببتيد عصبي يتم إنتاجه في منطقة ما تحت المهاد في الدماغ. يتم إطلاق هذا الهرمون استجابة لكل من التواصل الاجتماعي الإيجابي والظروف العصيبة. إنه يلعب دورًا حاسمًا في التأثير على الجهاز العصبي اللاإرادي وجهاز المناعة. بما في ذلك تسهيل التكيف مع الضغوطات، وتعزيز النمو والشفاء، وحتى التأثير على العمليات الإنجابية. علاوة على ذلك، فإن الأوكسيتوسين له تأثيرات مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة، مما يساعد في الحفاظ على ضغط الدم ومستويات الكورتيزول ضمن المعدل الطبيعي.

علاقة الأوكسيتوسين بالحب

ترتبط الضرورة البيولوجية للحب والتواصل الإنساني ارتباطًا وثيقًا بالهرمونات، حيث يلعب الأوكسيتوسين دورًا مهمًا. وهو أحد الهرمونات السبعة المرتبطة بالحب، إلى جانب الفاسوبريسين والدوبامين والتستوستيرون والإستروجين والنورادرينالين والسيروتونين. 

كل من هذه الهرمونات له تأثيرات مميزة على عواطفنا واستجاباتنا الفسيولوجية. يرتبط الأوكسيتوسين، على وجه الخصوص، بمشاعر الحب والحماية والتعاطف والثقة والترابط. فهو يساعد على تخفيف ردود فعل التوتر ويشجع الأفراد على البحث عن علاقات اجتماعية أفضل، مما يساهم في الرفاهية العامة. مصدر

دور الأوكسيتوسين في الوظيفة الإدراكية

تم ربط نقص الأوكسيتوسين أو مستقبلاته بالذاكرة الاجتماعية الشاذة لدى الفئران. علاوة على ذلك، فإن تنشيط الخلايا العصبية للأوكسيتوسين عزز بشكل كبير ذاكرة التعرف على الأشياء على المدى الطويل. تشير هذه النتائج إلى آثار محتملة لفهم دور الأوكسيتوسين الفسيولوجي في مرض الزهايمر، وتسلط الضوء على مشاركة توقعات الأوكسيتوسين في تعديل ذاكرة التعرف. مصدر

الإمكانات العلاجية للأوكسيتوسين

يمتد تأثير الأوكسيتوسين إلى ما هو أبعد من الترابط العاطفي والوظيفة المعرفية. تهدف الدراسات الجارية إلى تسخير إمكاناته العلاجية، واستكشاف علاجات مبتكرة لاضطرابات الصحة العقلية، والخرف، وتحسين الرفاهية العامة. 

يلعب الهرمون دورًا محوريًا في تنظيم الاستجابة للتوتر، وتقليل مستويات الكورتيزول، وضغط الدم. لديه القدرة في علاج الحالات المختلفة، بما في ذلك القلق والاكتئاب وجوانب اضطراب طيف التوحد والخرف. مصدر

قوة العناق 

تم ربط العناق بالعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تحسين المزاج، وتقليل التوتر، وتقوية جهاز المناعة، وتحسين صحة القلب، وتعزيز الرفاهية العاطفية، وحتى تعزيز النوم بشكل أفضل. يمكن أن تعزى هذه الفوائد إلى إطلاق الأوكسيتوسين، مما يوفر سببًا آخر لاحتضان الأشخاص الذين تهتم بهم بشكل أكثر إحكامًا. مصدر