مرض جلدي يجعل الإنسان أكثر عرضة للإصابة بـ أمراض القلب
تعد أمراض القلب والأوعية الدموية مشكلة صحية كبيرة تهدد الكثيرين حول العالم، حيث تمثل حوالي ربع إجمالي الوفيات كل عام.
يشير هذا إلى مجموعة من الحالات التي تؤثر على القلب والدورة الدموية، بما في ذلك أمراض القلب التاجية وفشل القلب والسكتة الدماغية.
وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بها، على سبيل المثال، تؤثر الوراثة، والمرض، والنظام الغذائي، وما إذا كنت تدخن وعدد مرات ممارسة الرياضة.
علاقة الصدفية بأمراض القلب
ومع ذلك، فقد ربط الخبراء أيضًا حالة جلدية شائعة بمشاكل القلب والأوعية الدموية، وبشكل أكثر تحديدًا، فإن الصدفية لها علاقة مؤكدة بأمراض القلب، وفقا لموقع Express.co.uk.
الصدفية هي حالة جلدية تسبب بقعًا متقشرة من الجلد تشكل قشورًا، تظهر هذه البقع عادة على المرفقين والركبتين وفروة الرأس وأسفل الظهر، ولكنها يمكن أن تظهر في أي مكان.
ويمكن أيضا أن تصبح حكة ومؤلمة.
في جميع أنحاء العالم، تؤثر الصدفية على ما يقدر بنحو 125 مليون شخص.
وبصرف النظر عن الآفات الواضحة على الجلد، يمكن أن تؤثر هذه الحالة أيضًا على أجزاء أقل وضوحًا من الجسم.
وكشف الدكتور جويل جيلفاند، أستاذ الأمراض الجلدية وعلم الأوبئة في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا بيرلمان، عن ارتباطه بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي حديثه إلى Medical News Today، قال: «هناك العديد من الروابط المتعلقة بنمط الحياة والوراثة والمناعية بين الصدفية وأمراض القلب والأوعية الدموية».
وأوضح أن العلماء يدركون هذا الارتباط منذ سنوات عديدة وهو مجال بحثي مهم.
قال الدكتور جيلفاند: «كلما كانت الصدفية أكثر انتشارا على الجلد، زاد خطر تعرض المريض للنوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفيات».
وأضاف: «إن عوامل الخطر القلبية الوعائية التقليدية التي يتم تشخيصها وعلاجها بشكل ناقص لدى مرضى الصدفية تعتبر أيضًا حاسمة في التوسط في هذه العلاقة».
يُعتقد حاليًا أن الالتهاب المرتبط بالصدفية يؤدي إلى تطور أمراض القلب والأوعية الدموية.
يساعد هذا الالتهاب على نمو اللويحات في الأوعية الدموية ويمكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين، وهو عامل يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تشير بعض الأدلة إلى أن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأشخاص المصابين بالصدفية قد يكون بسبب حالة تعرف باسم خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية (CMD)، لكن الدراسات السابقة كانت صغيرة الحجم.
دراسة حديثة نشرت في مجلة الأمراض الجلدية الاستقصائية، تهدف إلى تكرار هذه النتائج في مجموعة أكبر.
وكجزء من البحث، قام فريق بتحليل بيانات من 448 شخصًا مصابًا بالصدفية.
وشمل ذلك قياس تدفق الشريان التاجي، والذي يجب أن يتراوح بين 3 و6 في الأشخاص الأصحاء.
ومن بين المشاركين، وجدوا أن 31% لديهم احتياطي تدفق الشريان التاجي يبلغ 2.5 أو أقل، ولكن لا توجد علامة على مرض الشريان التاجي في فحص المتابعة.
وهذا يعني أن حوالي واحد من كل 3 مصاب بمرض خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية، وهو نوع من مرض الشريان التاجي غير الانسدادي الذي يتسبب في عدم عمل الأوعية الدموية الصغيرة التي تغذي عضلة القلب كما ينبغي.
بالمقارنة مع المشاركين الذين لا يعانون من خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية، كان أولئك الذين يعانون من المرض أكثر عرضة لما يلي:
مؤشر كتلة الجسم أعلى (BMI).
المعاناة من ارتفاع ضغط الدم.
الإصابة بالتهاب المفاصل الصدفي.
وكانوا أيضًا أكثر عرضة للإصابة بالصدفية الشديدة والعيش مع هذه الحالة لفترة أطول.
لذلك، مع زيادة مدة المرض وشدته، يزداد أيضًا خطر الإصابة بمرض خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية.
وخلصت الدراسة إلى ما يلي: «في دراستنا، ارتبط مرض خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية بحدة ومدة الصدفية، وهذا يدعم دور الالتهاب الجهازي في خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية، ويشير إلى أن دوران الأوعية الدقيقة في الشريان التاجي قد يمثل موقعًا خارج الجلد متورطًا في إصابة الصدفية المناعية».
وأضافت الدراسة: «يجب علينا تشخيص مرض خلل الأوعية الدموية الدقيقة التاجية والبحث عنه بشكل فعال في المرضى الذين يعانون من الصدفية الشديدة».