ملابس المدخنين قد تصيبك بالسرطان.. السبب صادم
كثير منا يعلم تمام العلم ما هو التدخين السلبي، لكن ما لا يعلمه الكثيرون هو نوع من التدخين، يطلق عليه التدخين السلبي الثالث.
فمخاطر التدخين السلبي معروفة منذ عقود، لكن الجديد في الأمر هو ما حذر منه العلماء والأطباء، ووضعوه تحت مسمر التدخين السلبي الثالث، فما القصة؟
مرض خطيرة
فجّرت دراسة أمريكية مفاجأة من العيار الثقيل، تتعلق بمخاطر جديدة، يمكن أن يتعرض إليها المعنيون بالتعامل مع المدخنين، حتى وإن كان ذلك بشكل غير مباشر، كالتعامل مع الملابس أو ما شابه ذلك.
وحسب ما أفادت به صحيفة ديلي ميل البريطانية، توصلت الدراسة الأمريكية إلى أن مجرد التعامل مع ملابس من يدخنون السجائر أمر كافٍ لأن يعرض الناس لمستويات خطيرة من المواد الكيميائية المسببة للسرطان.
كيف يحدث التدخين السلبي الثالث؟
في التفاصيل، ذكرت الدراسة أن التدخين السلبي يحدث عند استنشاق الدخان المتصاعد من طرف السيجارة من قبل شخص آخر من المخالطين للمدخن أثناء التدخين.
لكن التدخين السلبي الثالث يمكن أن يتعرض إليه كل من يتعامل مع المدخن، حتى وإن كان ذلك بشكل غير مباشر، كأن يتعامل أحدهم مع ملابس المدخن، أو أن يتعامل مع الأسطح المشتركة التي يمكن أن تجمعه بالمدخن.
ولمزيد من التوضيح، يمكن القول إن التدخين السلبي الثالث يحدث عندما تتسرب جزيئات السيجارة إلى مواد مثل الشعر والملابس والأثاث والسجاد.
مركبات سامة
في مختبر بيركلي بولاية كاليفورنيا، في الولايات المتحدة، أجرى باحثون حكوميون سلسلة من التجارب على البشر والفئران.
في إحدى الدراسات، طُلب من 3 متطوعين غير مدخنين، ارتداء ملابس مدخن سجائر ثقيلة لمدة 3 ساعات، فكانت المفاجأة، إذ إن الاختبارات أظهرت أن لديهم مستويات تصل إلى 86 مرة من المركبات السامة المعروفة باسم NNK وNNN في البول بعد التجربة.
سرطان الرئة
وفي دراسة أخرى، كشف الباحثون نفس المواد المسرطنة لأنسجة الرئة البشرية، وأظهروا أنها يمكن أن تسبب تلف الحمض النووي، وهو أحد مسببات الإصابة بـ السرطان.
ووفقًا لتقرير الجراح العام الأمريكي الصادر في عام 2006، يُعتقد أن التدخين السلبي يزيد من خطر الإصابة بـ سرطان الرئة لدى الأشخاص غير المدخنين بنسبة تتراوح بين 20% إلى 30 %.
أضرار صادمة
وفي الوقت الذي لم يتم فيه الكشف عن الكثير عن مخاطر التدخين السلبي الثالث، مع عدد أقل من الدراسات التي أجريت في المنطقة، نجح فريق مختبر بيركلي الذي تديره الحكومة في كاليفورنيا للمرة الأولى، في اكتشاف كيف يترك التدخين مواد كيميائية سامة مجهرية على الأسطح في عام 2010، لكنهم الآن نجحوا أيضا في إظهار الآثار الصحية المحتملة للتدخين السلبي الثالث للمرة الأولى.
في إحدى التجارب، تعرضت الفئران لجرعات من NNK وNNN، وهي مادة مسرطنة أخرى موجودة في التبغ، على جلدها.
وأظهرت اختبارات البول مستويات عالية من المواد الكيميائية، ما يثبت أن ملامسة الجلد يمكن ان تؤدي إلى دخول تلك المركبات إلى أجسامهم.
والأمر الأكثر غرابة أنه على الرغم من توقف الفريق البحثي عن تعريض الفئران للمواد الكيميائية، إلا أن المواد الكيميائية استمرت في التراكم بأجسامهم لمدة أسبوع آخر.
ثم قام الباحثون باختبار كيفية تفاعل المواد الكيميائية مع خلايا الرئة البشرية في المختبر لمعرفة مدى احتمالية تسببها في الإصابة بالسرطان، فوُجد أن الاتصال بالمواد الكيميائية تسبب في تلف الحمض النووي، ما يعني انه قد يكون عاملا حاسما في تطور السرطان.
ثم في التجربة الثالثة، ارتدى 3 متطوعين قمصان وسراويل بأكمام طويلة تعرضت لدخان السجائر لمدة 30 يومًا، بتركيزات مماثلة لتلك الموجودة في منزل مدخن يشرب علبة واحدة في اليوم.
لم يكن المتطوعون من المدخنين، ولم يتعرضوا للدخان سواء في المنزل أو في العمل، لكنهم كانوا يرتدون الملابس لمدة 3 ساعات، ويمارسون ما يكفي من للتعرق لمدة 30 دقيقة من كل ساعة.
تم جمع عينات البول قبل التعرض، وبعد 8 ساعات من بدء التعرض، وأكمل كل مشارك أيضًا تجربة الثلاث ساعات بملابسه العادية لإنشاء خط الأساس.
أُجريت التجربة في غرفة يُعاد فيها تدوير الهواء مرة واحدة تقريبًا في الدقيقة، لضمان امتصاص المواد الكيميائية عبر الجلد بدلا من استنشاق المتطوعين لها.
وجد الباحثون أن مستويات المادة الكيميائية كانت أعلى بـ86 مرة في العينات المأخوذة بعد ارتداء الملابس الملطخة بالدخان.
خطر داهم في منازل المدخنين
عن التجربة وما توصلت إليه الأبحاث والدراسات، يقول الدكتور شياوشن تانج، الباحث في مختبر بيركلي: «يتم إطلاق النيكوتين بكميات كبيرة أثناء التدخين، ويغطي جميع الأسطح الداخلية، بما في ذلك الجلد البشري».
وجاءت قياسات مستويات NNK وNNN في هواء 37 منزلا للمدخنين و19 منزلا لغير المدخنين، مؤكدة لما أفادت به الدراسة الأمريكية، إذ وُجد ان منازل المدخنين تحتوي على أكثر من مستويات الخطر غير الملحوظة التي حددها مكتب تقييم مخاطر الصحة البيئية في كاليفورنيا، بينما كانت المستويات ضئيلة في منازل غير المدخنين.
وتعقيبا على ذلك، قال البروفيسور نيل بينويتز، وهو طبيب في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو: «توضح هذه النتائج الآثار الصحية المحتملة للدخان السلبي، والذي لا يحتوي فقط على TSNAs ولكن أيضا مئات المواد الكيميائية الأخرى، وبعضها معروف أيضًا بمواد مسرطنة».