كيف يمكن التنبؤ بنجاح العلاج المناعي عن طريق المؤشرات الحيوية؟
اكتشف باحثون مجموعة فرعية من خلايا الدم التي تتنبأ بنجاح العلاج المناعي، ومن المتوقع أن تعمل هذه النتائج على تبسيط عملية مطابقة العلاج المناعي لمريض معين.
يأتي ذلك في حين أن من المهم جدا تحديد المرضى الذين سيتفاعلون مع علاج معين مسبقا، وفقا لموقع ميديكال إكسبريس.
البحث المنشور في مجلة Cancer Cell، قادته طالبة الدكتوراة، مادلين بنغيغي، وزميل ما بعد الدكتوراة الدكتور تيم ج. كوبر، تحت إشراف البروفيسور يوفال شاكيد من كلية الطب في رابابورت.
يعتمد البحث الترجمي على تسلسل الحمض النووي الريبوزي (scRNA-seq)، وتحليل البيانات الموجودة، ونماذج السرطان قبل السريرية، وتأكيد النتائج على البشر.
العلاج المناعي
يعتمد العلاج المناعي، الذي يعتبر أحد أهم الإنجازات في علاج السرطان، على فهم أن جهاز المناعة الطبيعي يتفوق في مهاجمة الخلايا السرطانية بطريقة انتقائية ودقيقة.
المشكلة هي أنه في كثير من الحالات، يخدع الورم السرطاني جهاز المناعة ويمنعه من التعرف على الخلايا كأعداء.
يعتمد العلاج المناعي على مفهوم أنه بدلًا من مهاجمة السرطان بأدوية العلاج الكيميائي التي تضر أيضًا بالأنسجة السليمة، فمن الأفضل تعزيز جهاز المناعة بهدف تحديد الخلايا السرطانية كأعداء والسماح لها بالقيام ببقية العمل من تلقاء نفسها.
وبالرغم من النجاح الملحوظ الذي حققه أسلوب العلاج المناعي لعلاج السرطان، إلا أن فعاليته لا تزال تقتصر على حوالي 40% من جميع المرضى، وهذا يعني أن العديد من المرضى يتلقون هذا العلاج القاسي دون نتائج إيجابية، وبالتالي، من الضروري التوصل إلى فهم عميق للتفاعلات البيولوجية لهذه العلاجات وتحديد المؤشرات الحيوية التي يمكنها التنبؤ بنجاح العلاج في المستقبل.
تعد المؤشرات الحيوية عنصرًا مهمًا في الطب الشخصي، مما يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات طبية مستنيرة وصياغة بروتوكولات العلاج المثالية التي تتكيف مع المريض المحدد وملفه الطبي.
يتم بالفعل استخدام المؤشرات الحيوية في علاجات العلاج المناعي، ولكن يتم الحصول عليها من خلال الخزعات، وهو إجراء جراحي يمكن أن يعرض المريض للخطر.
علاوة على ذلك، فإن هذا النهج يفشل في أن يأخذ في الاعتبار بشكل كافٍ الملف المناعي للمريض المحدد، كما أن قدرته التنبؤية محدودة.
ولهذا السبب، يسعى قدر كبير من الأبحاث في هذا المجال - سواء في الصناعة أو في الأوساط الأكاديمية - إلى إيجاد طرق جديدة للتنبؤ بالمرضى الذين سيستجيبون للعلاجات المناعية.
اكتشف باحثو التخنيون الذين ركزوا على العلاج المناعي القائم على الأجسام المضادة مؤشرات حيوية تتنبأ باستجابة مريض معين للعلاج.
نظرًا لوجود هذه المؤشرات الحيوية في مجرى الدم، فإنها لا تتطلب أخذ خزعات من الورم، وهو إجراء جراحي ليس ممكنًا دائمًا، وكما ذكرنا سابقًا، يمكن أن يعرض المريض للخطر في بعض الأحيان.
باختصار، اكتشف الباحثون أن بروتينًا يسمى STING، الذي ينشط جهاز المناعة، يحفزه النمو السرطاني ويظهر بشكل خاص في الخلايا السرطانية التي تستجيب للعلاج المناعي.
ويتجلى هذا البروتين في بروتين الإنترفيرون، والذي بدوره يحفز العدلات على التمايز إلى نوع معين (الذي يعبر عن البروتين Ly6Ehi).
تعمل هذه العدلات مباشرة على الجهاز المناعي وتحفزه على استهداف الورم السرطاني.
وبالفعل، اكتشف الباحثون أن هذه العدلات قد تساعد في العلاج الفعلي، حيث أن وجودها في الورم يؤدي إلى حساسية أكبر للعلاج المناعي.
استنتج الفريق أن اختبار مستويات العدلات Ly6Ehi في دم المريض يمكن أن يكون بمثابة علامة حيوية فعالة للتنبؤ بالاستجابة للعلاج المناعي.
واختبر الباحثون هذه النتائج، التي استندت إلى دراسات ما قبل السريرية، على مرضى سرطان الرئة وسرطان الجلد.
تتوافق هذه النتائج مع تحليل البيانات الموجودة حول 1237 مريضًا بالسرطان خضعوا للعلاج المناعي القائم على الأجسام المضادة، ولذلك، فقد أظهروا قدرة العدلات على التنبؤ، بدرجة عالية من الدقة، بالاستجابة للعلاج المناعي لدى البشر.