الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

أكثر من فقدان الوزن.. فوائد مذهلة للصيام

السبت 02/مارس/2024 - 02:00 ص
الصيام
الصيام


كشفت دراسة أجريت حديثًا، أن الجسم يخضع لتغيرات منهجية كبيرة، عبر أعضاء متعددة خلال فترات الصيام الطويلة.

وتظهر النتائج دليلا على الفوائد الصحية التي تتجاوز فقدان الوزن، ولكنها تظهر أيضا أن أي تغييرات محتملة في الصحة يبدو أنها تحدث فقط بعد 3 أيام دون طعام.

فوائد الصيام

تعمل الدراسة، التي نشرت في مجلة Nature Metabolism، على تعزيز فهمنا لما يحدث في جميع أنحاء الجسم بعد فترات طويلة دون طعام.

من خلال تحديد الفوائد الصحية المحتملة من الصيام والأساس الجزيئي الأساسي لها، يقدم باحثون من معهد أبحاث جامعة كوين ماري للرعاية الصحية الدقيقة (PHURI) والمدرسة النرويجية لعلوم الرياضة خريطة طريق للأبحاث المستقبلية التي يمكن أن تؤدي إلى تدخلات علاجية، بما في ذلك الأشخاص الذين قد يستفيدون من الصيام ولكن لا يمكنهم الخضوع للصيام لفترات طويلة أو أنظمة غذائية تحاكي الصيام، مثل الأنظمة الغذائية الكيتونية.

على مدى آلاف السنين، طور البشر القدرة على البقاء بدون طعام لفترات طويلة من الزمن.

يمارس الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم الصيام لأغراض طبية وثقافية مختلفة، بما في ذلك الفوائد الصحية وفقدان الوزن.

منذ العصور القديمة تم استخدامه لعلاج أمراض مثل الصرع والتهاب المفاصل الروماتويدي.

أثناء الصيام، يغير الجسم مصدر ونوع الطاقة، فيتحول من السعرات الحرارية المستهلكة إلى استخدام مخزون الدهون الخاص به.

ومع ذلك، بخلاف هذا التغيير في مصادر الوقود، لا يُعرف سوى القليل عن كيفية استجابة الجسم لفترات طويلة دون طعام وأي آثار صحية قد تكون مفيدة أو ضارة.

توفر التقنيات الجديدة التي تسمح للباحثين بقياس آلاف البروتينات المنتشرة في الدم الفرصة لدراسة التكيفات الجزيئية للصيام لدى البشر بشكل منهجي بتفصيل كبير.

تابع الباحثون 12 متطوعًا أصحاء شاركوا في صيام الماء فقط لمدة 7 أيام، وتمت مراقبة المتطوعين عن كثب يوميًا لتسجيل التغيرات في مستويات حوالي 3000 بروتين في دمائهم قبل وأثناء وبعد الصيام.

ومن خلال تحديد البروتينات المشاركة في استجابة الجسم، يمكن للباحثين بعد ذلك التنبؤ بالنتائج الصحية المحتملة للصيام لفترات طويلة من خلال دمج المعلومات الجينية من الدراسات واسعة النطاق.

وكما هو متوقع، لاحظ الباحثون أن الجسم يقوم بتحويل مصادر الطاقة، من الجلوكوز إلى الدهون المخزنة في الجسم، خلال أول يومين أو 3 أيام من الصيام.

فقد المتطوعون ما متوسطه 5.7 كجم من كتلة الدهون والكتلة الخالية من الدهون.

بعد 3 أيام من تناول الطعام بعد الصيام، بقي الوزن ثابتًا، وانعكس فقدان الدهون بالكامل تقريبًا، لكن كتلة الدهون ظلت كما هي.

ولأول مرة، لاحظ الباحثون أن الجسم يمر بتغيرات واضحة في مستويات البروتين بعد حوالي 3 أيام من الصيام، مما يشير إلى استجابة الجسم بالكامل لتقييد السعرات الحرارية بالكامل.

بشكل عام، تغير واحد من كل 3 من البروتينات المقاسة بشكل ملحوظ أثناء الصيام في جميع الأعضاء الرئيسية، وكانت هذه التغييرات متسقة بين المتطوعين، ولكن كانت هناك علامات مميزة للصيام تتجاوز مجرد فقدان الوزن، مثل التغيرات في البروتينات التي تشكل البنية الداعمة للخلايا العصبية في الدماغ.

وقالت كلوديا لانجنبيرج، مديرة معهد أبحاث جامعة كوين ماري للصحة الدقيقة (PHURI): «للمرة الأولى، أصبحنا قادرين على رؤية ما يحدث على المستوى الجزيئي في جميع أنحاء الجسم عندما نصوم، تدخل فعال لفقدان الوزن، تدعي الأنظمة الغذائية الشائعة التي تتضمن الصيام، مثل الصيام المتقطع، أن لها فوائد صحية تتجاوز فقدان الوزن، وتقدم نتائجنا دليلًا على الفوائد الصحية للصيام التي تتجاوز فقدان الوزن، ولكن هذه الفوائد لم تظهر إلا بعد 3 أيام من إجمالي الصيام».

وقال مايك بيتزنر، رئيس البيانات الصحية في PHURI والقائد المشارك لمجموعة الطب الحسابي في معهد برلين للصحة في شاريتيه: «لقد وفرت النتائج التي توصلنا إليها أساسًا لبعض المعرفة القديمة حول سبب استخدام الصيام في حالات معينة، في حين أن الصيام قد يكون مفيدًا لعلاج بعض الحالات، إلا أنه في كثير من الأحيان، لن يكون الصيام خيارًا للمرضى الذين يعانون من اعتلال الصحة، ونأمل أن توفر هذه النتائج معلومات حول سبب فائدة الصيام في بعض الحالات، والتي يمكن استخدامها بعد ذلك لتطوير العلاجات التي يستطيع المرضى القيام بها».