الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: التعليم يبطئ الشيخوخة ويعزز متوسط العمر

الأحد 03/مارس/2024 - 12:41 م
كبار السن
كبار السن


تخيل المفتاح الذي يمكن أن يفتح السر لحياة أطول وأكثر صحة. إنها ليست ينبوعًا أسطوريًا للشباب أو إكسيرًا بعيد المنال. وفقًا لبحث رائد أجرته كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا ومركز روبرت إن. بتلر للشيخوخة في كولومبيا، فإن هذا المفتاح قد يكون شيئًا يسهل الوصول إليه مثل التعليم

وقد سلطت دراسة حديثة، استفادت من البيانات المستمدة من دراسة فرامنغهام للقلب الموقرة واستخدمت ساعة DunedinPACE اللاجينية المبتكرة، الضوء على وجود صلة مقنعة بين التحصيل العلمي، ووتيرة الشيخوخة البيولوجية، والوفيات.

علم الشيخوخة وعلاقته بالتعليم

في قلب هذا البحث توجد ساعة DunedinPACE اللاجينية، وهي أداة تقيس الشيخوخة البيولوجية من خلال العلامات الكيميائية على الحمض النووي. من خلال تطبيق هذه الساعة على البيانات الجينومية من المشاركين في دراسة فرامنغهام للقلب، اكتشف الباحثون اتجاهًا رائعًا: كل عامين إضافيين من التعليم يرتبطان بمعدل أبطأ بنسبة 2-3٪ للشيخوخة البيولوجية. 

مواصلة التعليم الأكاديمي تُبطئ وتيرة الشيخوخة

ويرتبط هذا التباطؤ بدوره بانخفاض خطر الوفاة بنسبة 10% تقريبًا، وهو ما يعكس النتائج التي توصل إليها المؤلف الرئيسي دانييل بيلسكي وفريقه.

وحللت الدراسة حياة وبيانات 14،106 فردًا عبر ثلاثة أجيال، مما أدى إلى إنشاء إطار قوي لفهم التفاعل بين التعليم والشيخوخة. ومن خلال فحص الحراك التعليمي، أي تحقيق مستوى تعليمي أعلى من الوالدين، ومقارنة الأشقاء، سيطر الباحثون على الخلفية العائلية وركزوا على تأثير التعليم نفسه على الشيخوخة.

التعليم كأداة للصحة العامة

وتمهد هذه الدراسة، المدعومة بمنح من المعاهد الوطنية للصحة، الطريق لإجراء نقاش أوسع حول دور التعليم في الصحة العامة. وفي حين أن النتائج مقنعة، فإنها تتطلب أيضًا أدلة تجريبية لتأكيد العلاقات السببية التي تقترحها البيانات. إن إمكانات الساعات اللاجينية في تقييم تأثير التدخلات المختلفة على الشيخوخة الصحية هائلة، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث والسياسات.

وبينما ننظر إلى مستقبل الصحة وطول العمر، فإن الدراسة التي أجرتها جامعة كولومبيا تقدم اتجاهًا واعدًا: الاستثمار في التعليم كوسيلة لتعزيز حياة أطول وأكثر صحة. لا يساهم هذا البحث في فهمنا للعوامل التي تؤثر على الشيخوخة فحسب، بل يسلط الضوء أيضًا على القوة التحويلية للتعليم كأداة لتحسين نتائج الصحة العامة.

في عالم حيث يستمر السعي إلى طول العمر في أسر الخيال البشري، فإن فكرة أن التعليم يمكن أن يكون مفتاحا لحياة أطول وأكثر صحة هي فكرة تمكينية وملهمة. فهو يشير إلى أن الطريق إلى مستقبل أكثر إشراقا وأطول قد يكون من خلال أبواب الفصول الدراسية، مما يشكل تحديا لنا لإعادة التفكير في القيمة التي نعلقها على التعليم وقدرته على تشكيل ليس فقط العقول ولكن نسيج كياننا البيولوجي ذاته.