هل تستمر أعراض الارتجاج عند الأطفال فترة طويلة؟
تستمر الارتجاجات عند الأطفال بعمر 6 سنوات أو أقل في التأثير على صحتهم، حتى بعد مرور 3 أشهر على حدوث هذه الارتجاجات.
هذه هي النتيجة التي توصلت إليها دراسة أجرتها ميريام بوشامب، الأستاذة في قسم علم النفس بجامعة مونتريال والباحثة في مستشفى سانت جوستين، وفقا لما ذكره موقع ميديكال إكسبريس.
باستخدام أداة قياس جديدة للأطفال الصغار، أثبتت بوشامب وفريقها أن الارتجاجات في مرحلة الطفولة المبكرة تسبب أعراضًا مرتفعة بشكل ملحوظ بعد الارتجاج والتي لا تعزى فقط إلى الآثار العامة للإصابة.
أعراض الارتجاج عند الأطفال
تشمل التأثيرات التي تلي الحدث لمدة 3 أشهر أعراض ارتجاج معروفة، مثل: الصداع والغثيان ومشاكل التوازن والنعاس، لكنها تشمل أيضًا أعراضًا سلوكية فريدة لهذه الفئة العمرية، مثل التهيج المفرط وزيادة البكاء والبحث عن الراحة.
تم نشر النتائج في JAMA Network Open.
تأثيرات ما بعد الارتجاج
إن عواقب الارتجاج موثقة جيدًا عند البالغين والأطفال في سن المدرسة، ولكن على الرغم من رؤية عدد كبير من الأطفال الصغار في غرف الطوارئ بسبب الارتجاجات، إلا أنه لا يُعرف سوى القليل عن العواقب طويلة المدى بالنسبة لهم.
للحصول على فهم أفضل لتأثيرات ما بعد الارتجاج، قامت بوشامب وفريقها بتقييم 303 أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و6 سنوات، منهم 174 تمت رؤيتهم لارتجاج في المخ، و60 تعرضوا لإصابة دون ارتجاج، و69 أصيبوا بارتجاج في المخ.
تم تقييمهم جميعًا باستخدام تقرير ملاحظات وأعراض الإصابات المؤلمة في مرحلة الطفولة المبكرة (ردود الفعل)، وهي أداة معتمدة وصديقة للأطفال لقياس أعراض ما بعد الارتجاج.
وأظهر التحليل أن الأطفال الذين عانوا من ارتجاج كانت لديهم أعراض أكثر من أولئك الذين يعانون من إصابة في الأطراف أو لم يصابوا بأي إصابة، ليس فقط في وقت الزيارة الأولية لغرفة الطوارئ ولكن أيضًا بعد 10 أيام وشهر و3 أشهر.
وحتى بعد مرور 3 أشهر على الارتجاج، كان لدى هؤلاء الأطفال المزيد من الأعراض الجسدية، بما في ذلك الصداع ومشاكل النوم والتعب والحساسية للضوضاء ومشاكل في الرؤية.
وقالت بوشامب: «تسلط الدراسة الضوء على أهمية وضع مبادئ توجيهية واضحة وبروتوكول مناسب لإدارة الارتجاجات لدى الأطفال الصغار».
هذه الدراسة هي الأولى التي ترسم خريطة مستقبلية لتطور أعراض ما بعد الارتجاج لدى الأطفال الصغار على مدى فترة 3 أشهر بعد إصابة في الرأس، وذلك باستخدام مقياس مناسب للنمو يعتمد على ملاحظات ملموسة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، دومينيك دوبونت: «تشير نتائجنا إلى أن استخدام أداة مثل قائمة التفاعلات، والتي يمكن أن يستخدمها الآباء وكذلك في البيئة السريرية، يمكن أن تساعد في تشخيص الارتجاجات ومراقبتها».