ماذا يحدث إذا توقفنا عن تناول السكر؟.. نتائج لا تُصدّق
كثيرا ما يحذر الأطباء من الإفراط في تناول السكر، بعدما أن حددوا أن هناك علاقة ضارة بين المرض والسكر الغذائي.
ويؤدي الإفراط في تناول السكر إلى الإصابة بعدد من الأمراض، في مقدمتها: أمراض القلب التاجية، والسمنة، والسكري من النوع الثاني، وتسوس الأسنان، وبعض أنواع السرطان.
ولأكثر من عقد من الزمان، ركزت الأبحاث على الآليات التي يؤدي بها تناول الفركتوز إلى الإصابة بالمرض.
وانضم عدد متزايد من البلدان الإفريقية إلى الجهود العالمية الرامية إلى الحد من تناول السكر.
على سبيل المثال، في محاولة لمعالجة السمنة والسكري والأمراض غير المعدية الأخرى، فرضت جنوب إفريقيا ضريبة على المشروبات المحلاة بالسكر في عام 2018.
من الصعب تجنب السكر عندما يصبح جزءًا طبيعيا من النظام الغذائي وعندما نحتفل بأوقات خاصة مع الحلويات، لكن أن نكون أكثر وعيًا بماهية السكر وكيف يمكن أن يؤثر على صحتنا فهذه هي الخطوة الأولى.
ما هو السكر؟
السكر هو فئة من الجزيئات ذات المذاق الحلو الموجودة بشكل طبيعي في الفواكه والخضروات والنباتات وحليب الثدييات.
يمكن استخلاص السكر من هذه المصادر الطبيعية وتركيزه في الأطعمة المصنعة.
الجزيئات ذات المذاق الحلو الموجودة في السكروز (سكر المائدة) هي الجلوكوز والفركتوز.
السكروز هو ثنائي السكاريد، هذا جزيء مصنوع من سكرين بسيطين - الجلوكوز والفركتوز - بنسبة 1:1 ومرتبط كيميائيًا.
يستخدم السكروز في العديد من الأطعمة المصنعة.
شراب الذرة عالي الفركتوز، والذي يستخدم أيضًا في الأطعمة المصنعة، هو خليط من السكريات الأحادية الجلوكوز والفركتوز.
عادة ما يكون المزيج 45% جلوكوز و55% فركتوز.
يتركز السكروز وشراب الذرة عالي الفركتوز في الأطعمة المصنعة أكثر من الفواكه والخضروات.
ويعتبر كلاهما سكريات مضافة عند إضافتهما إلى الأطعمة والمشروبات، إلى جانب الطعم الحلو، يمكن إضافتها للون والملمس، كمادة حافظة أو للمساعدة في التخمير.
هناك سكريات طبيعية أخرى موجودة في الأطعمة التي نتناولها، اللاكتوز، أو سكر الحليب، هو ثنائي السكاريد يتكون من سكرين بسيطين - الجلوكوز والجلاكتوز - بنسبة 1:1، وهو موجود في حليب الثدييات ويتم إنتاجه بشكل طبيعي لتوفير التغذية للذرية، وفي منتجات الألبان الأخرى، مثل الجبن والآيس كريم.
العسل، الذي يصنعه نحل العسل من الرحيق، هو في المقام الأول خليط من السكريات الأحادية الجلوكوز والفركتوز مع بعض المالتوز والسكروز والكربوهيدرات الأخرى.
المالتوز، الموجود في حبوب الإفطار والخبز، هو ثنائي السكاريد المكون من جزيئين من الجلوكوز.
يتم تصنيع السكريات الطبيعية بواسطة النباتات أو النحل أو الثدييات بناءً على احتياجاتها.
يحتاج جسم الإنسان إلى الجلوكوز كوقود لكل خلية، وخاصة خلايا الدماغ، وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا بحاجة إلى مستوى ثابت من الجلوكوز في الدم طوال النهار والليل.
تختلف الطريقة التي تستخدم بها أجسامنا الفركتوز، ويمكن تحويله إلى جلوكوز، أو استخدامه كوقود، أو معالجته إلى دهون تسمى الدهون الثلاثية.
يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول الفركتوز في وجباتنا الغذائية إلى زيادة الدهون الثلاثية في الدم ودهون الكبد وجلوكوز الدم ومؤشر كتلة الجسم ومقاومة الأنسولين، حيث لا يستطيع الجسم إزالة الجلوكوز بسهولة من مجرى الدم.
يمكن أن تؤدي الزيادات في هذه العلامات إلى زيادة خطر الإصابة بخلل التمثيل الغذائي، ومرض السكري من النوع 2 ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، أو مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي.
بسبب الاختلاف في كيفية استخدام الجسم للجلوكوز والفركتوز، والأدلة على أن استهلاك كميات أكبر من السكر يؤدي إلى نتائج صحية أسوأ، يجب أن نضع في اعتبارنا السكر المضاف الذي نتناوله.
ماذا يحدث لو توقفنا عن تناول السكر؟
أجرى مجموعة من العلماء دراسة ونشروا مجموعة من الأوراق البحثية التي توضح بالتفصيل ما حدث عندما توقف أكثر من 40 طفلًا، تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا، عن تناول السكر والفركتوز لمدة 10 أيام.
لم يتوقف المشاركون عن تناول الخبز أو النقانق أو الوجبات الخفيفة، توقفوا عن تناول الفركتوز.
وجدت هذه الدراسات تخفيضات كبيرة في:
الدهون الثلاثية المصنعة حديثا.
جلوكوز الدم الصائم.
ضغط الدم.
الدهون المخزنة في الأعضاء، بما في ذلك الكبد.
AST، وهو علامة على وظائف الكبد.
مقاومة الإنسولين، حيث كانت خلاياهم أكثر قدرة على إزالة الجلوكوز من مجرى الدم.
مؤشر كتلة الجسم.
وأفاد المشاركون أيضًا بأنهم يشعرون بتحسن وأنهم يتصرفون بشكل أفضل.
وقد قدمت منظمة الصحة العالمية توصيات للبالغين والأطفال لتقليل تناولهم للسكر إلى حوالي 58 جرامًا، أو 14 ملعقة صغيرة، يوميا، أو ما بين 5% و10% من إجمالي السعرات الحرارية.
هذا ليس الكثير من السكر.
ضع في اعتبارك أن زجاجة مياه غازية سعة 300 مل أو كوب عصير قصب السكر سعة 240 مل تحتوي على حوالي 30 جرامًا من السكر.
نصائح لخفض كمية السكر التي نتناولها
أولًا، قم بتتبع كل ما تأكله خلال اليوم العادي، وما تأكله، ومتى تأكل، وكم تأكل.
ثانيًا، امنح نفسك نجمة للخضروات الطازجة والفواكه الكاملة التي تتناولها، وحدد الأطعمة التي تحتوي على سكريات مضافة.
الآن، حدد هدفًا يمكن تحقيقه ويوضح شيئًا واحدًا يمكنك تغييره: إما زيادة الفواكه أو الخضروات الكاملة التي تتناولها أو تقليل كمية السكر المضاف الذي تتناوله كل يوم.
بهذه الطريقة، يمكنك أن تضع في اعتبارك مقدار السكر المضاف الذي تستهلكه وتعديل ما تأكله وفقًا لذلك.