الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق 19 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

العلاج المناعي يظهر نتائج واعدة في علاج آلزهايمر

الإثنين 08/أبريل/2024 - 09:30 ص
الزهايمر
الزهايمر


يبدأ مرض آلزهايمر ببروتين لزج يسمى أميلويد بيتا يتراكم على شكل لويحات في الدماغ، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى ضمور الدماغ والتدهور المعرفي.

يعمل الجيل الجديد من أدوية مرض آلزهايمر، وهو أول دواء أثبت قدرته على تغيير مسار المرض، عن طريق وضع علامة على الأميلويد للتخلص منه بواسطة الخلايا المناعية في الدماغ، وفقا لما نشره موقع ميديكال إكسبريس.

الآن، وجد الباحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس طريقة مختلفة وواعدة لإزالة اللويحات الضارة: عن طريق تعبئة الخلايا المناعية مباشرة لاستهلاكها.

في دراسة نشرت في Science Translational Medicine، أظهر الباحثون أن تنشيط الخلايا المناعية التي تسمى الخلايا الدبقية الصغيرة بجسم مضاد يقلل من لويحات الأميلويد في الدماغ ويخفف من التشوهات السلوكية لدى الفئران المصابة بمرض يشبه مرض آلزهايمر.

يمكن أن يكون لهذا النهج آثار تتجاوز مرض آلزهايمر، فالكتل السامة من بروتينات الدماغ هي سمات للعديد من حالات التنكس العصبي، بما في ذلك مرض باركنسون والتصلب الجانبي الضموري (ALS) ومرض هنتنجتون.

وبتشجيع من نتائج الدراسة، يقوم الباحثون باستكشاف علاجات مناعية محتملة أخرى - أدوية تسخر جهاز المناعة - لإزالة البروتينات غير المرغوب فيها من الدماغ التي يعتقد أنها تسبب أمراضًا أخرى.

وأوضح كبير مؤلفي الدراسة، ماركو كولونا: «من خلال تنشيط الخلايا الدبقية الصغيرة بشكل عام، يمكن لجسمنا المضاد إزالة لويحات بيتا أميلويد في الفئران، ومن المحتمل أن يزيل البروتينات الضارة الأخرى في أمراض التنكس العصبي الأخرى، بما في ذلك مرض باركنسون».

تحيط الخلايا الدبقية الصغيرة باللويحات لتكوين حاجز يتحكم في انتشار البروتين المدمر، كما يمكنها أيضًا ابتلاع بروتينات البلاك وتدميرها، لكنها لا تفعل ذلك عادةً في مرض آلزهايمر.

يمكن أن يكون مصدر سلبيتها ناتجًا عن بروتين يسمى APOE وهو أحد مكونات لويحات الأميلويد.

وأوضح يون تشين، المؤلف الأول المشارك في الدراسة، أن بروتينات APOE الموجودة في اللويحة ترتبط بمستقبل - LILRB4 - على الخلايا الدبقية الصغيرة المحيطة باللويحات، مما يؤدي إلى تعطيلها.

ولأسباب لا تزال غير معروفة، وجد الباحثون أنه في الفئران والأشخاص المصابين بمرض آلزهايمر، تنتج الخلايا الدبقية الصغيرة التي تحيط باللويحات وتضع LILRB4 على سطح خلاياهم، مما يمنع قدرتها على التحكم في تكوين اللويحات الضارة عند الارتباط بـ APOE.

المؤلف الأول المشارك الآخر، جينتشاو هو، عالج الفئران التي تحتوي على لويحات بيتا أميلويد في الدماغ بجسم مضاد محلي الصنع أدى إلى انسدادها.

بعد العمل مع يونغجيان ليو، دكتوراه، أستاذ الأشعة في معهد مالينكرودت للأشعة بجامعة واشنطن، للتأكد من وصول الجسم المضاد إلى الدماغ، وجد الباحثون أن الخلايا الدبقية الصغيرة المنشطة كانت قادرة على ابتلاع لويحات بيتا أميلويد وإزالتها.

كما أن إزالة لويحات بيتا الأميلويد في الفئران يخفف أيضًا من سلوكيات المخاطرة.

قد يفتقر الأفراد المصابون بمرض آلزهايمر إلى ذاكرة التجارب السابقة لاتخاذ قراراتهم، وقد ينخرطون في سلوكيات محفوفة بالمخاطر، مما يجعلهم عرضة لأن يصبحوا ضحايا للاحتيال أو سوء المعاملة المالية.

أظهر علاج الفئران بجسم مضاد لإزالة اللويحات نتائج واعدة في تغيير السلوك.

بعد أن تتشكل لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، يتشابك بروتين دماغي آخر - تاو - داخل الخلايا العصبية.

في هذه المرحلة الثانية من المرض، تموت الخلايا العصبية وتظهر الأعراض المعرفية.

وأوضح تشين أنه تم ملاحظة مستويات عالية من LILRB4 وAPOE لدى مرضى آلزهايمر في هذه المرحلة اللاحقة.

من الممكن أن يؤدي منع البروتينات من التفاعل وتنشيط الخلايا الدبقية الصغيرة إلى تغيير المراحل اللاحقة من المرض.

وفي الدراسات المستقبلية، سيقوم الباحثون باختبار الجسم المضاد في الفئران التي لديها تشابكات تاو.

يمكن للأدوية التي تستهدف لويحات الأميلويد بشكل مباشر أن تسبب آثارًا جانبية خطيرة محتملة.

في مرضى آلزهايمر، تتراكم بروتينات الأميلويد على جدران الشرايين في الدماغ بالإضافة إلى أجزاء أخرى من أنسجة المخ.

يمكن أن تؤدي إزالة اللويحات من الأوعية الدموية في الدماغ إلى التورم والنزيف، وهو أحد الآثار الجانبية المعروفة باسم ARIA.

يظهر هذا التأثير الجانبي لدى بعض المرضى الذين يتلقون عقار ليكانيماب، وهو دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لعلاج مرض آلزهايمر.

كانت الفئران المستخدمة في هذه الدراسة تفتقر إلى لويحات الأميلويد الموجودة في الأوعية الدموية، لذلك لم يتمكن الباحثون من تقييم ما حدث عند إزالة لويحات الأوعية الدموية.

إنهم يعملون مع نموذج فأر مختلف - نموذج يحتوي على لويحات على شرايين الدماغ - لفهم ما إذا كان هذا النهج الجديد يحمل أيضًا خطر الإصابة بـ ARIA.

وقال المؤلف ديفيد هولتزمان، وباربرا بيرتون وروبن إم موريس الثالث: «إن Lecanemab، باعتباره أول جسم مضاد علاجي قادر على تعديل مسار المرض، أكد أهمية بروتين أميلويد بيتا في تطور مرض آلزهايمر، وقد فتح فرصًا جديدة لتطوير علاجات مناعية أخرى تستخدم طرقًا مختلفة لإزالة البروتينات الضارة من الدماغ».