الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

دراسة: المضادات الحيوية ليست فعالة في علاج معظم التهابات الجهاز التنفسي السفلي

الخميس 18/أبريل/2024 - 12:30 م
 الجهاز التنفسي السفلي
الجهاز التنفسي السفلي


لم يقدم استخدام المضادات الحيوية أي تأثير ملموس على شدة السعال أو مدته حتى في حالة وجود عدوى بكتيرية.

جاء ذلك وفقا لنتائج دراسة مستقبلية كبيرة للأشخاص الذين سعوا للعلاج في أماكن الرعاية الأولية أو العاجلة في الولايات المتحدة لعلاج التهابات الجهاز التنفسي السفلي، على ما أفاد به موقع ميديكال إكسبريس.

وظهرت الدراسة التي أجراها باحثون في المركز الطبي بجامعة جورج تاون وزملاؤه في مجلة الطب الباطني العام.

التهابات الجهاز التنفسي

يقول المؤلف الرئيسي للدراسة، دان ميرنشتاين، أستاذ طب الأسرة في جامعة جورج تاون: «عادةً ما تشمل التهابات الجهاز التنفسي العلوي نزلات البرد والتهاب الحلق والتهابات الجيوب الأنفية والتهابات الأذن، ولها طرق راسخة لتحديد ما إذا كان ينبغي إعطاء المضادات الحيوية».

تميل التهابات الجهاز التنفسي السفلي إلى أن تكون أكثر خطورة، حيث أن حوالي 3% إلى 5% من هؤلاء المرضى يعانون من الالتهاب الرئوي.

لكن ليس من السهل على الجميع الوصول بسهولة إلى الأشعة السينية في الزيارة الأولية، وهو ما قد يكون السبب وراء الأطباء لا يزال المرضى يعطون المضادات الحيوية دون أي دليل آخر على وجود عدوى بكتيرية، بالإضافة إلى ذلك، أصبح المرضى يتوقعون المضادات الحيوية لعلاج السعال، حتى لو لم تساعد الأدوية الأساسية لتخفيف الأعراض، بالإضافة إلى الوقت، في حل معظم حالات العدوى لدى الأشخاص.

كانت المضادات الحيوية الموصوفة في هذه الدراسة لعلاج التهابات المسالك السفلية كلها مضادات حيوية مناسبة وشائعة الاستخدام لعلاج الالتهابات البكتيرية، لكن تحليل الباحثين أظهر أنه من بين 29% من الأشخاص الذين أعطوا مضادًا حيويًا خلال زيارتهم الطبية الأولية، لم يكن هناك أي تأثير على مدة السعال أو شدته بشكل عام مقارنة بأولئك الذين لم يتلقوا مضادًا حيويًا.

وقال مارك إتش إيبيل، مؤلف الدراسة وأستاذ في كلية الصحة العامة في جامعة جورجيا: «يعرف الأطباء، ولكن ربما يبالغون في تقدير، النسبة المئوية لالتهابات المسالك السفلية البكتيرية؛ ومن المحتمل أيضًا أن يبالغوا في تقدير قدرتهم على التمييز بين الالتهابات الفيروسية والبكتيرية».

وأضاف: «في تحليلنا، تم وصف مضاد حيوي لـ 29% من الأشخاص بينما تم إعطاء مضاد للفيروسات لـ 7% فقط، لكن معظم المرضى لا يحتاجون إلى مضادات الفيروسات حيث يوجد فيروسان فقط في الجهاز التنفسي حيث تتوفر لدينا أدوية لعلاجهما: الإنفلونزا وSARS-COV- 2، لا يوجد أي شيء لجميع الفيروسات الأخرى».

لتحديد ما إذا كانت هناك عدوى بكتيرية أو فيروسية فعلية، بالإضافة إلى أعراض السعال المبلغ عنها ذاتيًا، أكد الباحثون وجود مسببات الأمراض من خلال اختبارات معملية متقدمة للبحث عن النتائج الميكروبيولوجية المصنفة على أنها بكتيريا فقط، وفيروسات فقط.

الأهم من ذلك، بالنسبة لأولئك الذين يعانون من عدوى بكتيرية مؤكدة، كان طول الفترة الزمنية حتى حل المرض هو نفسه بالنسبة لأولئك الذين يتلقون مضادًا حيويًا مقابل أولئك الذين لا يتلقون واحدًا - حوالي 17 يومًا.

أضرار الإفراط في المضادات الحيوية

يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام المضادات الحيوية إلى الدوخة والغثيان والإسهال والطفح الجلدي بالإضافة إلى احتمال حدوث آثار جانبية خطيرة بنسبة 4% بما في ذلك الحساسية المفرطة، وهو رد فعل تحسسي شديد يهدد الحياة.

كما يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول المضادات الحيوية إلى متلازمة ستيفنز جونسون، وهو اضطراب نادر وخطير في الجلد والأغشية المخاطية، والإسهال المرتبط بصعوبة المطثيات، وهناك مصدر قلق كبير آخر من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية هو المقاومة.

أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا في 4 أبريل 2024، جاء فيه: «من المتوقع أن تؤدي المقاومة غير المنضبطة لمضادات الميكروبات (بسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية) إلى انخفاض متوسط ​​العمر المتوقع وتؤدي إلى إنفاق صحي غير مسبوق وخسائر اقتصادية».

يقول ميرينشتاين: «نحن نعلم أن السعال يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود مشكلة خطيرة، وهو السبب الأكثر شيوعًا المرتبط بالمرض لزيارة الرعاية المتنقلة، وهو ما يمثل ما يقرب من 3 ملايين زيارة للمرضى الخارجيين وأكثر من 4 ملايين زيارة لقسم الطوارئ سنويًا».

وأضاف: «تحتاج أعراض السعال الخطيرة وكيفية علاجها بشكل صحيح إلى مزيد من الدراسة، ربما في تجربة سريرية عشوائية لأن هذه الدراسة كانت قائمة على الملاحظة ولم تكن هناك أي تجارب عشوائية تبحث في هذه المشكلة منذ عام 2012 تقريبًا».