السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

ما سر نقص المناعة بعد الإصابة بـ السكتة الدماغية والنوبات القلبية؟

الأربعاء 24/أبريل/2024 - 10:30 م
نقص المناعة
نقص المناعة


تعتبر السكتة الدماغية والنوبات القلبية واحدة من أكثر المشكلات الصحية والأمراض القاتلة شيوعا بين الكثير من الأشخاص حول العالم.

ففي ألمانيا على سبيل المثال، يعاني ما بين 250 ألف إلى 300 ألف شخص من سكتة دماغية أو نوبة قلبية كل عام.

نقص المناعة

وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، يعاني هؤلاء المرضى من اضطرابات مناعية ويكونون في كثير من الأحيان عرضة للإصابة بالعدوى البكتيرية التي تهدد حياتهم.

حتى الآن، لم يكن يُعرف سوى القليل عن الآليات الكامنة وراء هذا الخلل المناعي.

كشفت فرق بحثية من كلية الطب في المستشفى الجامعي بجامعة دويسبورج إيسن ومعهد لايبنيز للعلوم التحليلية في دورتموند عن سبب غير معروف سابقًا، ونهج علاجي.

تم نشر هذه النتائج في مجلة Nature Cardiovasculary Research.

أشرف على الدراسة البروفيسور ماتياس جونزر، مدير معهد علم المناعة والتصوير التجريبي (IEIB) في جامعة دويسبورج-إيسن (UDE) ورئيس قسم التحليل الطيفي الحيوي في معهد لايبنيز للتحليل فيسنشافتن (ISAS)، والدكتور فيكرامجيت سينغ، رئيس وحدة مناعة السكتات الدماغية في IIEB.

ووجدوا أنه لدى المرضى بعد مرور يوم إلى ثلاثة أيام من الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية، تنخفض كمية الأجسام المضادة IgA في الدم بشكل كبير، وهي ضرورية للدفاع ضد العدوى.

تأتي الأجسام المضادة في عدة أنواع فرعية، تُعرف مجتمعة باسم الجلوبولين المناعي (Ig)، والتي يتم إنتاجها بواسطة خلايا بلازما متخصصة.

لتتبع الآلية الكامنة وراء فقدان الأجسام المضادة - ولتحسين علاج المرضى الذين يعانون من هذه النتائج - استخدم الباحثون نماذج الفئران المرضية.

كما عانت الفئران أيضًا من فقدان IgA في الدم والبراز بعد الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.

واكتشف الباحثون أن ألياف الحمض النووي المتخصصة المنطلقة في الدم تشكل عاملًا في فقدان الدفاع المناعي.

تنشأ ألياف الحمض النووي هذه، المعروفة باسم مصائد العدلات خارج الخلية (NETs)، من نوى نوع آخر من الخلايا المناعية، العدلات.

يتم إطلاق هذه الـ NETs في الدم بكميات كبيرة عن طريق العدلات شديدة النشاط بعد السكتة الدماغية أو الأزمة القلبية ويمكن أن تقتل خلايا البلازما في الأمعاء مباشرة.

التأثير المحتمل الأكثر أهمية للـ NETs هو تكوين مئات الجلطات الصغيرة في الأوعية الدموية التي تزود الطاقة لخلايا البلازما في الأمعاء.

ينتج عن هذا نقص في إمدادات المغذيات والأكسجين وتموت الخلايا المكونة للجلوبيولين المناعي بأعداد كبيرة.

لم ينجح علماء المناعة وفرقهم في إثبات العلاقة السببية بين السكتة الدماغية والنوبات القلبية ونقص المناعة فحسب، بل تمكنوا أيضًا من إثبات نهج علاجي جديد: إذا تم تدمير الشبكات باستخدام إنزيم DNase أو تم منع إطلاقها بواسطة مادة ما. ومع طريقة عمل جديدة، ظل الدفاع المناعي سليما، وتمكن الباحثون من إثبات ذلك في نموذج الفأر، وفي حالة DNase، في الدراسات السريرية اللاحقة.

حتى الآن، لا يمكن تطوير أي نهج علاجي لأن سبب نقص المناعة لم يكن واضحًا، فالعلاج الذي يكسر هذه الشبكات أو حتى يمنعها من التشكل في المقام الأول يمكن أن يكون نهجًا جديدًا واعدًا للحفاظ على الدفاع المناعي لدى المرضى.

بعد الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية، قد يكون من الممكن الوقاية من الأمراض المعدية الثانوية الخطيرة أو حتى الموت.