أسترازينيكا تعترف بالآثار الجانبية لـ لقاح كورونا
خلال السنوات القليلة الماضية، خاض العلماء والباحثون سباقا محموما من أجل التوصل إلى لقاح مضاد لفيروس كورونا، بعد تفشي الجائحة في مختلف أنحاء العالم.
وبالفعل، انتهت هذه الأبحاث بالتوصل إلى لقاحات عديدة، تنتجها شركات مختلفة في عدد من الدول والبلدان، وتمت إتاحتها في بادئ الأمر للعاملين في المجال الطبي، كونهم أكثر الناس عرضة للإصابة، ولكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، قبل أن يتم إتاحتها للجميع في وقت لاحق.
وكان من بين الشركات التي أنتجت لقاحات كورونا، شركة أسترازينيكا، التي طرحت كميات كبيرة من اللقاح في العديد من دول العالم، ومن بينها مصر، وباعت الشركة لقاح Oxford-AstraZeneca Covid عالميا تحت الأسماء التجارية Covishield وVaxzevria وغيرها.
آثار جانبية للقاح أسترازينيكا
لكن في العديد من الحالات، كان اللقاح مسؤولا عن بعض الآثار الجانبية التي تم رصدها لدى المرضى الذين حصلوا على اللقاح.
وفي خطوة هي الأولى من نوعها، اعترفت شركة أسترازينيكا (AstraZeneca)، خلال وثائق قدمتها للمحكمة، بأن اللقاح الذي أنتجته لمواجهة فيروس كورونا «كوفيد-19» قد يؤدي إلى آثار جانبية، لكنها وصفت هذه الآثار بأنها نادرة الحدوث.
وذكرت وسائل إعلام أن الوثائق قدمتها شركة أسترازينيكا إلى المحكمة، بعد العديد من الدعاوى القضائية الجماعية التي اتهمت الشركة بوقوع إصابات خطيرة ووفيات ناجمة عن لقاحها، الذي تم تطويره مع جامعة أكسفورد.
وتعددت القضايا التي رفعتها عائلات عدة، واتهمت خلالها شركة أسترازينيكا بأن اللقاح الذي طرحته كان له العديد من الآثار الجانبية المدمرة على صحة الإنسان.
وفي ظل التقاضي الدائر بين المتضررين من اللقاح وشركة أسترازينيكا، جاء الاعتراف ليلقي الضوء على المخاطر المحتملة للقاحات التي أنتجت ووزعت في فترة كورونا.
وقال جيمي سكوت، وهو أحد المتضررين، إن إصابة لحقت بدماغه بعدما حصل على لقاح أسترازينيكا في أبريل 2021.
متلازمة الصفيحات الدموية
وجاءت حالة سكوت لتسلط الضوء على حالات أخرى تتعلق لتظهر بالآثار الجانبية للقاح أسترازينيكا، ومن بينها أثر جانبي نادر يعرف باسم متلازمة الصفيحات الدموية (TTS)، والذي يتميز بجلطات الدم وانخفاض عدد الصفائح الدموية.
وأظهرت الوثائق التي قدمتها شركة أسترازينيكا أيضا، والتي قدمت إلى المحكمة العليا في إنجلترا، إقرار الشركة بأن لقاحها يمكن أن يسبب في حالات نادرة جدًا متلازمة الصفيحات الدموية.
هذا الاعتراف جاء بعد معارك قانونية واسعة، وقد تواجه الشركة أحكاما تقضي بتعويض المتضررين إذا ما تم إقرار مسؤوليتها عن الآثار الجانبية الناجمة عن اللقاح، أو إذا ثبت مسؤولية اللقاح عن حالات الوفاة.
وبالرغم من اعترافها، تعترض شركة أسترازينيكا على مزاعم وجود عيوب واسعة النطاق في اللقاحات أو المبالغة في تقدير فعاليتها.