الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر
المشرف العام
محمود المملوك
مستشار التحرير
د. خالد منتصر

هل الأطعمة فائقة المعالجة تزيد خطر الوفاة المبكرة؟

السبت 11/مايو/2024 - 05:10 م
الأطعمة فائقة المعالجة
الأطعمة فائقة المعالجة


كثير من الأشخاص في مختلف دول العالم، يتناولون الأطعمة فائقة المعالجة، التي يرتبط الاستهلاك العالي لها بارتفاع طفيف في خطر الوفاة.

وتظهر المنتجات الجاهزة للأكل اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية والمشروبات السكرية والحلويات التي تحتوي على منتجات الألبان وأطعمة الإفطار عالية المعالجة أقوى الارتباطات.

الحد من تناول الأطعمة فائقة المعالجة

وبحسب ما نشره موقع ميديكال إكسبريس، يقول الباحثون إنه لا ينبغي تقييد جميع المنتجات الغذائية فائقة المعالجة عالميًا، لكن النتائج التي توصلوا إليها "توفر الدعم للحد من استهلاك أنواع معينة من الأغذية فائقة المعالجة من أجل الصحة على المدى الطويل".

تشمل الأطعمة فائقة المعالجة المخبوزات والوجبات الخفيفة المعبأة والمشروبات الغازية والحبوب السكرية والمنتجات الجاهزة للأكل أو التسخين.

غالبًا ما تحتوي على ألوان ومستحلبات ونكهات ومواد مضافة أخرى وعادةً ما تكون غنية بالطاقة والسكر المضاف والدهون المشبعة والملح، ولكنها تفتقر إلى الفيتامينات والألياف.

مخاطر الأطعمة فائقة المعالجة

تربط الأدلة المتزايدة بين الأطعمة فائقة المعالجة وارتفاع مخاطر الإصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري وسرطان الأمعاء، لكن القليل من الدراسات طويلة المدى قد بحثت الروابط لجميع الأسباب والتسبب في وفيات محددة، خاصة بسبب السرطان.

ولمعالجة هذه الفجوة المعرفية، قام الباحثون بتتبع الصحة طويلة المدى لـ 74،563 ممرضة مسجلة من 11 ولاية أمريكية في دراسة صحة الممرضات (1984-2018) و39،501 من العاملين في مجال الصحة الذكور من جميع الولايات الأمريكية الخمسين في دراسة متابعة المهنيين الصحيين. دراسة (1986-2018) مع عدم وجود تاريخ للإصابة بالسرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري عند التسجيل في الدراسة.

كل عامين، قدم المشاركون معلومات عن عاداتهم الصحية ونمط حياتهم، وكل أربع سنوات أكملوا استبيانًا غذائيًا مفصلًا.

تم تقييم الجودة الغذائية الشاملة أيضًا باستخدام درجة مؤشر الأكل الصحي البديل 2010 (AHEI).

وخلال فترة متابعة مدتها 34 عامًا، حدد الباحثون 48193 حالة وفاة، بما في ذلك 13557 حالة وفاة بسبب السرطان، و11416 حالة وفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، و3926 حالة وفاة بسبب أمراض الجهاز التنفسي، و6343 حالة وفاة بسبب أمراض التنكس العصبي.

بالمقارنة مع المشاركين في الربع الأقل من تناول الأطعمة فائقة المعالجة (متوسط ​​3 حصص يوميًا)، كان أولئك في الربع الأعلى (متوسط ​​7 حصص يوميًا) أكثر عرضة لخطر الوفاة الإجمالي بنسبة 4٪ وخطر أعلى بنسبة 9٪ لحالات أخرى، بما في ذلك زيادة خطر الوفاة بسبب التنكس العصبي بنسبة 8٪.

ولم يتم العثور على أي ارتباطات للوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية أو السرطان أو أمراض الجهاز التنفسي.

بالأرقام المطلقة، كان معدل الوفاة لأي سبب بين المشاركين في الربع الأدنى والأعلى من تناول الأغذية فائقة المعالجة 1472 و1536 لكل 100000 شخص على التوالي.

تباينت العلاقة بين تناول الأطعمة فائقة المعالجة والوفاة عبر مجموعات غذائية محددة، حيث أظهرت المنتجات الجاهزة للأكل القائمة على اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية الارتباطات الأقوى والأكثر اتساقًا، تليها المشروبات المحلاة بالسكر والمحلاة صناعيًا. الحلويات التي تحتوي على منتجات الألبان، وأطعمة الإفطار فائقة المعالجة.

وكان الارتباط أقل وضوحًا بعد أخذ الجودة الغذائية الشاملة في الاعتبار، مما يشير إلى أن جودة النظام الغذائي لها تأثير أقوى على الصحة على المدى الطويل من استهلاك الأغذية فائقة المعالجة، كما لاحظ المؤلفون.

هذه دراسة رصدية، لذلك لا يمكن استخلاص استنتاجات قاطعة حول السبب والنتيجة، ويشير المؤلفون إلى أن نظام تصنيف الأغذية فائقة المعالجة لا يستوعب التعقيد الكامل لتجهيز الأغذية، مما يؤدي إلى سوء التصنيف المحتمل. وبالإضافة إلى ذلك، كان المشاركون من المهنيين الصحيين ومعظمهم من البيض، مما يحد من إمكانية تعميم النتائج.

ومع ذلك، كانت هذه دراسة كبيرة مع متابعة طويلة، باستخدام قياسات مفصلة ومصادق عليها ومتكررة، وكانت النتائج متشابهة بعد مزيد من التحليلات، مما يوفر ثقة أكبر في الاستنتاجات.

ويشدد الباحثون على أنه لا ينبغي تقييد جميع المنتجات الغذائية فائقة المعالجة عالميًا، ويقولون إنه يجب تجنب الإفراط في التبسيط عند صياغة التوصيات الغذائية.

لكنهم خلصوا إلى أن "النتائج توفر الدعم للحد من استهلاك أنواع معينة من الأطعمة فائقة المعالجة من أجل الصحة على المدى الطويل"، مضيفين أن "الدراسات المستقبلية لها ما يبررها لتحسين تصنيف الأطعمة فائقة المعالجة وتأكيد النتائج التي توصلنا إليها في مجموعات سكانية أخرى".

وخلص الباحثون إلى أن "تركيزنا يجب أن ينصب على الدعوة إلى اعتماد عالمي أكبر لهذه التدخلات والتدخلات الأكثر طموحًا وزيادة الضمانات لمنع تأثر السياسات بشركات الأغذية متعددة الجنسيات ذات المصالح الخاصة التي لا تتوافق مع أهداف الصحة العامة أو البيئة".