لقاح جديد لعلاج الأكزيما.. ما الذي يحدث؟
يشير بحث جديد أجراه فريق متعدد التخصصات في كلية ترينيتي في دبلن، إلى أن لقاح تم تصميمه خصيصا قد يحمل المفتاح لعلاج نوبات الأكزيما، التي تسببها البكتيريا لدى الأطفال.
وبحسب موقع ميديكال إكسبريس، خطى الفريق خطوات عدة للأمام في فهم كيفية عمل الاستجابة المناعية في حالات الأكزيما التي تسببها بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية الشائعة والمزعجة، ومن خلال القيام بذلك حددوا أهدافًا خلوية جديدة للقاح.
الأكزيما
الأكزيما، المعروفة أيضًا باسم التهاب الجلد التأتبي، تؤثر على ما يصل إلى واحد من كل أربعة أطفال في أيرلندا.
تشمل الأعراض الشائعة الحكة وجفاف الجلد، والجروح التي يمكن أن تتطور إلى التهابات والتي قد تكون أكثر خطورة ويكون لها تأثير ضار على نوعية حياة المرضى وعائلاتهم.
على الرغم من أنها نادرة جدًا، إلا أنها قد تنشأ حالات عدوى جهازية تهدد الحياة مثل تسمم الدم.
وقالت الدكتورة جوليان كلوري، استشارية الأمراض الجلدية والمؤلفة الرئيسية للدراسة:، "هناك حاجة حقيقية لخيارات جديدة لعلاج ومنع انتشار الأكزيما لدى الأطفال، الاستراتيجيات الحالية محدودة في نجاحها، وحتى عندما توفر الراحة، فإن التأثيرات قد تكون قصيرة المدى حيث تعود الأعراض في كثير من الأحيان".
وأضافت: "هناك حاجة إلى المضادات الحيوية في بعض الحالات، ويحاول العلماء جاهدين تقديم خيارات بديلة بسبب المشاكل المتزايدة التي تشكلها مقاومة مضادات الميكروبات".
وتابعت: "هذه العوامل تجعل اللقاح المصمم هدفًا جذابًا للغاية لأنه يمكن أن يحد من شدة الأكزيما، ويؤدي إلى نتائج أفضل طويلة الأمد، ويقلل من الحاجة إلى المضادات الحيوية - كل ذلك مع تقليل خطر حدوث مضاعفات واحتمال تطور المرض، من الأمراض التأتبية الأخرى، مثل حمى القش والربو".
اكتشف الباحثون، من كليات الطب وعلوم الكمبيوتر والإحصاء بجامعة ترينيتي، وكذلك من الكيمياء الحيوية والمناعة، "بصمات مناعية" مهمة لدى الأطفال المصابين بنوبات الأكزيما المصابة.
إن تحديد هذه التوقيعات يزودهم بأهداف جديدة محددة، وهو أمر مفيد من منظور تصميم اللقاح النظري.
من خلال العمل مع 93 طفلًا تتراوح أعمارهم بين 0 و16 عامًا، قارن الباحثون الاستجابات المناعية بين 3 مجموعات من المرضى: الأكزيما وعدوى جلدية مؤكدة بكتريا المكورة العنقودية الذهبية، والأكزيما ولكن لا توجد عدوى جلدية بكتريا المكورة العنقودية الذهبية، ومجموعة صحية من المتطوعين.
وكان الاكتشاف الرئيسي هو أن نسب بعض الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا التائية، بالإضافة إلى المؤشرات الحيوية الأخرى، تباينت بشكل كبير في المجموعات المختلفة. هناك العديد من الأنواع المختلفة من الخلايا التائية في أجسامنا ولكنها جميعها تلعب أدوارًا فريدة في استجابتنا المناعية، مما يساعد على تنظيم الطريقة التي نستجيب بها للعدوى.
تسلط هذه النتيجة الرئيسية الضوء على أن الاستجابة المناعية تأثرت لدى المصابين بنوبات الأكزيما المصابة، مع قمع بعض الخلايا التائية المهمة التي تحرك الاستجابة المناعية الفعالة. توفر هذه النتائج مخططًا مبكرًا لتطوير علاجات مستقبلية يمكن أن توفر راحة فعالة مستهدفة من النوبات المتكررة للأكزيما.
وقال آلان إيرفاين، أستاذ الأمراض الجلدية في جامعة ترينيتي: "على الرغم من أن التفاعل بين بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية والأكزيما معروف منذ عقود عديدة، إلا أن الأساليب العلمية الجديدة مستمرة في تحقيق اكتشافات أساسية حول العلاقة المعقدة بين هذه البكتيريا واستجابات الإنسان لها، ويلخص عملنا اكتشافات جديدة حول كيفية استجابة الأطفال المصابين بالإكزيما مناعيًا للعدوى بهذه البكتيريا الشائعة".
وأضافت راشيل ماكلوغلين، أستاذة علم المناعة في جامعة ترينيتي وكبيرة مؤلفي الدراسة: "لقد حدد هذا العمل نمطًا عامًا من كبت المناعة المرتبط بنوبات الأكزيما المصابة، مما يؤدي إلى قمع خلايا تائية معينة تعتبر حيوية للمساعدة في بدء ويلزم الآن مزيد من العمل على الاستجابة المناعية الفعالة لتوسيع نطاق هذه النتائج، من خلال التوسع في عدد أكبر من الأشخاص. وهذا سيساعد في تأكيد ما إذا كانت الأنماط التي تم تحديدها متسقة بين الفئات العمرية المختلفة، وفي المجموعات الفرعية ذات العرقيات الأكبر تنوع.
وتابع: "نحن نعتقد أن الفهم الأكثر شمولًا للاستجابة المناعية لهذه البكتيريا العنقودية الذهبية في الأكزيما، لديه إمكانات كبيرة لإحداث ثورة في أساليب العلاج وإحداث تأثير انتقالي كبير في إدارة الأكزيما".