تحذير من وجود مشاكل في الذاكرة.. علامات أولية للإصابة بمرض خطير
تكشف أبحاث جديدة أن الأشخاص الذين يبلغون عن علامات مبكرة لمشاكل في الذاكرة قد يكون لديهم بالفعل مستويات مرتفعة من لوحة الأميلويد وتشابكات تاو في الدماغ.
تحذير من وجود مشاكل في الذاكرة
وبحسب الدراسة، فإنه غالبًا ما يبدأ الطريق إلى تشخيص مرض الزهايمر بعلامات طفيفة على فقدان الذاكرة، مثل صعوبة تذكر المعلومات التي تم تعلمها مؤخرًا، أو نسيان المواعيد أو أسماء الأدوات المنزلية العادية، وقد يشتكي الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلات من ذاكرتهم للآخرين، وفقا لما نشره موقع هيلث.
ويعتقد العلماء أن علاج مرض الزهايمر والخرف في وقت مبكر من المرض أمر ضروري لإبطاء سرعة تقدمه، ومع ذلك، عادةً لا يبدأ مقدمو الرعاية الصحية العلاج حتى يتم تشخيص الشخص من خلال الاختبارات المعرفية ومسح الدماغ.
كما أن سد الفجوة الزمنية بين التلميحات المبكرة لمشاكل الذاكرة والتشخيص السريري يمكن أن يضمن حصول الشخص المصاب بمرض الزهايمر على العلاج في أقرب وقت ممكن.
في دراسة نشرت في 29 مايو في العدد الإلكتروني من مجلة Neurology، المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب، قام علماء من Mass General Brigham بالتحقيق فيما إذا كانت الشكاوى المقدمة من الأفراد وأفراد أسرهم حول مشاكل الذاكرة المبكرة مرتبطة بتغيرات الدماغ المرتبطة بمرض الزهايمر، وإذا كان الأمر كذلك، فقد يؤدي ذلك إلى الكشف المبكر عن المرض.
ولإجراء البحث، قام الفريق بتجنيد 675 شخصًا بالغًا بمتوسط عمر 72 عامًا ولا يعانون من ضعف إدراكي يمكن تشخيصه، وخضع كل مشارك لفحص الدماغ للكشف عن لويحات الأميلويد وتشابكات تاو، والتي قد تشير إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وملأ المشاركون وأطفالهم أو زوجاتهم أو أصدقائهم المقربون أيضًا استبيانات لتحديد ما إذا كانوا هم أو أحبائهم قد لاحظوا أي مشاكل في الذاكرة، وتشير الدرجات الأعلى إلى المزيد من مشاكل الذاكرة والتفكير.
وأظهرت عمليات المسح أن 60% من المشاركين لديهم مستويات مرتفعة من لويحات الأميلويد في أدمغتهم، وبعد مراجعة نتائج الاستبيان، وجد فريق البحث أن الأفراد الذين حصلوا على درجات أعلى كانوا أكثر عرضة لمستويات أعلى من لوحة الأميلويد.
علاوة على ذلك، عندما بحث العلماء عن تشابكات تاو في فحوصات الدماغ، اكتشفوا أن المشاركين الذين لديهم مستويات مرتفعة من تشابكات تاو - وخاصة أولئك الذين لديهم المزيد من لويحات الأميلويد - حصلوا على درجات أعلى في استبيان الذاكرة. كما سجلت ردود أحبائهم درجات أعلى.
كان المشاركون في الدراسة في المقام الأول من الأفراد البيض ذوي التعليم العالي، لذلك فمن غير الواضح ما إذا كانت النتائج ستكون نفسها في المجموعات الأخرى. ومع ذلك، وفقا للباحثين، تشير هذه النتائج إلى أن سؤال الأفراد الأكبر سنا عن مشاكل الذاكرة لديهم قد يساعد في التعرف على المرض في وقت مبكر، مما يؤدي إلى العلاج المبكر.
وقالت المؤلفة المشاركة في الدراسة ريبيكا إي. أماريليو، الحاصلة على درجة الدكتوراه من قسم طب الأعصاب في مستشفى بريجهام آند وومن: "نحن نفهم الآن أن التغيرات في الدماغ بسبب مرض الزهايمر تبدأ قبل وقت طويل من ظهور الأعراض السريرية التي يكتشفها الطبيب على المرضى، وهناك أدلة متزايدة على أن الأفراد أنفسهم أو أحد أفراد الأسرة المقربين قد يلاحظون تغيرات في الذاكرة، حتى قبل أن يلتقط القياس السريري دليلًا على الضعف الإدراكي".
لذلك، يقول الباحثون إنه من المهم أيضًا سؤال أفراد الأسرة عن مشاكل الذاكرة أو التفكير التي لاحظوها لدى أحبائهم، حيث يمكن أن تساعد الإجابات في سد الفجوة الزمنية بين البداية الأولية للمشاكل المعرفية وتشخيص مرض الزهايمر.